تقرير - قتل شخصين من جماعة الحوثيين واصيب ستة اخرين في كمين نصبه مساء أمس الجمعة مسلحون في منطقة فرضة نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء، وسط مخاوف اشتعال مواجهات طائفية واقتتال أهلي يجر إليها الجناح العسكري القبلي المتطرف في حزب الإصلاح تصعيدا لتفجير الأوضاع في العاصمة، وعدد من المدن اليمنية لإجهاض مسار تحضيرات الحوار الوطني المرتقب. وقالت مصادر قبلية أن مسلحين يتبعون حزب الاصلاح –الذراع السياسية للاخوان المسلمين في اليمن- نصبوا كمين غادر لقافلة من انصار الحوثيين اثناء مرورهم من منطقة فرضة نهم باتجاه نقيل ابن غيلان ، وكانوا قاصدين احتفال سيقام بالعاصمة صنعاء احياء لما يعرف لدى "الشيعة " ب"يوم الغدير". وأكدت جماعة الحوثيين وقوف مليشيا تابعة لحزب الإصلاح-اكبر احزاب تكتل المشترك الحاكمة بمقتضى المبادرة الخليجية- خلف الكمين الذي قالت انه استهدف أحد المواكب المتجهة إلى العاصمة صنعا لإحياء ذكرى "يوم الغدير" ، ما أدى إلى مقتل اثنين من أنصارهم ، وإصابة ستة آخرين توصف حالات بعضهم بالحرجة، فيما يسود التوتر المنطقة . وقطع مسلحو حزب الاصلاح الطرق الواصلة بين مأرب -صنعاء، الجوف -صنعاء، ونصبوا كمائن متعددة انتشر فيها مئأت المسلحين على امتداد الطرق لمنع دخول أي سيارة أو أشخاص إلى العاصمة من قبل جماعة الحوثيين التي دشنت الاحتفالات بما يعرف لدى "الشيعة " ب"يوم الغدير"، مساء أمس الاول من مدينة صعدة- معقل الجماعة شمالي اليمن- نحو عديد من المدن والمحافظات للمرة الاولى في تاريخهم ،حيث اعلن الحوثيين تنظيم فعالية احتفالية كبيرة في العاصمة صنعاء اليوم السبت، وسط موجة تحريض وتشهير داخلية غير مسبوقة من قبل أحزاب وتنظيمات دينية مناوئة للحوثيين وداعية لردعهم بالقوة. وتشهد العاصمة حالة من التوتر عشية احتفال الحوثيين المقرر أن يقام اليوم السبت ، يقابله استحداث قوات تابعة للفرقة الأولى "مدرع" نقاط تفتيش جديدة في الشوارع الفرعية المؤدية إلى محيط المعسكر الرئيس للفرقة الكائن بتبة سواد حنيش وشارع الستين ، كما اعلنت حالة تأهب وانتشار لما قالت انه تهديدات حوثية للعاصمة، بالتزامن مع انتشار مجاميع مسلحة تابعة للجناح القبلي العسكري بحزب الاصلاح في بعض الأحياء المتفرعة من شارع الستين والحصبة ، وسط مخاوف من محاولة تلك القوى "تفجير" الوضع عسكريا داخل صنعاء. وتُحمّل جماعة الحوثي المسلحة في شمال اليمن، التي دعمت بقوة احتجاجات العام الماضي، اللواء الأحمر قائد قوات الفرقة الاولى مدرع والمنطقة الشمالية مسؤولية الحروب الستة التي شنتها القوات الحكومية على معاقل الجماعة في محافظة صعدة خلال الفترة ما بين 2004 و 2009. وما يُسمى ب"يوم الغدير"، هي مناسبة دينية يحتفي بها المسلمون الشيعة كل عام هجري في الثامن عشر من شهر ذي الحجة، حيث يزعمون بأن الرسول الكريم أوصى في هذا اليوم بأن تكون الولاية من بعده للإمام علي بن أبي طالب. وذكر تلفزيون "المسيرة"، المملوك لجماعة الحوثي، أن احتفالات هذا العام ستقام في العاصمة صنعاء وبقية المدن، وأنها ستكون"بشكل غير مسبوق"، مشيرة إلى احتفال كبير سيقام اليوم السبت في حي الجراف بالعاصمة للمرة الأولى في تاريخ الجماعة ، حيث لم يسبق أن نظمت تلك الفعالية الاحتفالية إلا في معاقلها. وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، إن طقوس الاحتفال تتضمن "أهازيج شعبية وأمسيات، وإطلاق ألعاب نارية في بعض المناطق". مشيرا إلى أن الاحتفالات تهدف إلى "وحدة الصف الإسلامي"، وأنها "لن تكون مذهبية"، حسب قوله. وذكرت صحيفة "الصحوة"، لسان حال حزب الإصلاح الإسلامي السني، أن الحوثيين يوزعون "مبالغ مالية كبيرة وأسلحة على شخصيات اجتماعية وقبلية من أجل إنجاح الاحتفال، وابتزاز حكومة الوفاق من خلال القوة والمظاهر المسلحة وتسخير ذلك في فرض أجندتها على مؤتمر الحوار الوطني"، وهو ما نفته جماعة الحوثيين.