توكل كرمان حصلت على جائزة رفيعة هي جائزة نوبل للسلام، ولكن ما أصبح مكشوفا أن ثقافة السلام والمحبة والتعايش والتسامح أمر مرهق بالنسبة لها.. ثقافتها تظهر هذه الجائزة الرفيعة كأنها "بعسيسة"، وكنا نتمنى أن ترتقي إلى مستوى بعصوص السيدة الليبيرية "إلين جونسون" أو رفيقتها "ليما غوبوي". واحدة تحمل جائزة نوبل للسلام وفي ذات الوقت تكذب وتحقد وتنضح كراهية وظلامية وتحرض على العنف، حتى أنها تهدد مراهقين في الفيسبوك بالعصف بمصائرهم لمجرد أنهم يختلفون معها في الرأي.. واحدة تحمل جائزة نوبل للسلام وتتوعد نحو ثلاثة ملايين يمني من أعضاء المؤتمر الشعبي العام بالترحيل وكأنهم مقيمين غير شرعيين! واحدة حصلت على نوبل للسلام شغلها الشاغل ترحيل صالح.. طافت الدنيا تطالبها بترحيل صالح، ولما اسودت الدنيا في عينيها رجعت تطالب المؤتمريين بترحيل صالح، وإن لم يفعلوا ستقوم بترحيل المؤتمر بما حمل.. قالت إن "الثورة" سترحل صالح والمؤتمر الشعبي معه.. ونحن في اليمن وغيرنا في العالم يعرف أن هذه المسماة "ثورة" لم تكن سوى مجموعة أشخاص طامحين للسلطة استثمروا حماس الغوغاء وحققوا من خلالها بعض المصالح، ثم انتهت الحفلة، وانثنى أصحاب المصالح ليعصفوا بمن كانوا يسمونهم ثوارا. إذا كانت "الثورة" قد حققت بعض أهدافها، فليس أكثر من تلك الأهداف تحويل الشوارع "الثورية" إلى ميادين للعنف والطائفية والمذهبية والمبارزات والصراعات المناطقية،، وحرق خيام أنصار الله والمستقلين، وسحل الجرحى ووكيلهم عند بوابة رئيس حكومة الثورة.. إذا كانت قد حققت بعض أهدافها، فهذا البعض يتمثل في ما نراه اليوم من فساد وفشل وإخفاقات وزيادة الدين الخارجي وعدد الفقراء، وارتفاع الأسعار والبطالة ومعدلات الجريمة والإرهاب، وقيام الوزير الثوري بانتهاك حقوق الإنسان، وتحريض المحافظ الثوري على القتل. حاملة نوبل للسلام تؤكد أن من أهداف الخيبة المنكرة المسماة "ثورة" ترحيل المؤتمريين ورئيسهم، وإذا كانت حاملة نوبل قد كلفت نفسها القيام بمهمة الجنرال المختص بشؤون ترحيل المؤتمريين ورئيسهم من وطنهم الأصلي، فلا مانع لدينا.. فقط نطلب من حاملة نوبل للسلام أن تستثمر علاقاتها في سبيل إيجاد وطن قومي للمؤتمريين على كوكب الأرض يكفي لثلاثة ملايين مرحل أو مطرود! لكن كيف بمقدور حاملة نوبل وأصحابها الثوريين ذلك، وهي وهم قد علموا علم اليقين أن المؤتمر الشعبي قد صار ملاذا لأبنا هذا الشعب، ومعهم ثوريون كفروا بهذه الورطة والخيبة المنكرة التي تسمى ثورة * اليمن اليوم