تقرير خاص - تصاعدت قضية تسرب كميات من مادة المازوت من الناقلة شامبيون1 الجانحة قبالة سواحل المكلا -عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن- على نحو احدث غضبا محليا مع رسائل استغاثة بمؤشرات مؤكدة لكارثة بيئية بحرية على السواحل اليمنية وامتدادها لبعض دول الجوار ،وسط تجاهل الحكومة الانتقالية والسلطات المركزية بصنعاء لتحرك جاد وعاجل لاحتواء التسرب ومحاصرة التلوث وما سيشكله من ضرر بالغ الخطورة والأثر. وجنحت الباخرة في أول يوم من شهر رمضان قبالة مدينة المكلا بسبب خلل فني واضطراب أمواج البحر ،وتسبب تجاهل السلطات والجهات المسئولة في أي اسناد جاد لجهود محلية محدودة لتلافي الخطر بالتفريغ وابعاد الباخرة ،تسبب ذلك بتسرب كبير في حمولتها النفطية الكبيرة ،وانتشار كثيف لبقع المازوت الخام في أطراف الساحل -حسبما ذكرت مصادر الوطن- . وقال ريئس الهيئة العامة للشئون البحرية ياسر الزماني أن وضع السفينة بات خطيراً وينذر بكارثة بيئية محققه بعد أن تسربت كميات كبيرة من مادة المازوت الثقيل إلى مياه البحر بسبب ارتفاع أمواج البحر واهتزاز متن السفينة ما أدى إلى انفصال "خرطوم الشفط".. وناشدة منظمة حماة البيئة والتنمية المستدامة في اليمن كل منظمات المجتمع المدني البيئية والحقوقية تنفيذ وقفات احتجاجية امام مبنى الحكومة بالعاصمة صنعاء وأمام مباني المحافظات في عموم اليمن يوم غد السبت ، وذلك للمطالبة بمسئولية تحرك عاجل لايقاف تسرب النفط في شواطئ المكلا والمستمر منذ اكثر من 10 ايام ومحاصرة التلوث البيئي الخطير الحادث حاليا والحد من توسعه ومحاسبة المتسببين. وأقر اجتماع عقد أمس الخميس بالمكلا برئاسة محافظ حضرموت خالد سعيد الديني تشكيل لجنة طوارئ في موقع تسرب كميات من مادة المازوت من الناقلة شامبيون1 الجانحة قبالة سواحل المكلا لاحتواء التسرب من الناقلة وإيجاد الحلول العاجلة وتلافي حالة حدوث أي مستجدات تطرأ في هذا الجانب والعمل على مكافحته التلوث وحصره بغية عدم انتشاره في مساحات أوسع . المحافظ الديني أوضح أن فريقا فنيا من شركتي بترومسيلة وبلحاف انضم للمشاركة في عملية الاحتواء والتقليل من تسرب كميات من المازوت . وأشار إلى أن السلطة المحلية بالمحافظة شكلت لجنة للتحقيق في هذه الحادثة من اللحظات الأولى لجنوح الناقلة واتخذت عدداً من الإجراءات القانونية لمحاسبة الجناة المتسببين وإحالتهم إلى القضاء. ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن المحافظ الديني القول انه تواصل مع المحافظات الساحلية المجاورة وسلطنة عمان لإرسال خبراء للإسهام في الجهود القائمة لإحتواء الكارثة التي ستسبب في كارثة بيئية بحرية ليس على مستوى حضرموت ولكن على مستوى اليمن وبعض دول الجوار. وناشد الاجتماع السلطات المركزية في العاصمة صنعاء بضرورة التفاعل الجاد مع موضوع حادثة السفينة الجانحة في حالة عدم احتواء التسرب ومحاصرة التلوث وما سيشكله من ضرر كبير على البيئية البحرية في حضرموت وعموم سواحل الجمهورية لاتخاذ المعالجات المناسبة للوضع الحالي. منظمة حماة البيئة والتنمية المستدامة في اليمن التي ناشدة كل منظمات المجتمع المدني البيئية والحقوقية لتنفيذ وقفات احتجاجية أمام مبنى الحكومة بالعاصمة صنعاء وأمام مباني المحافظات في عموم اليمن يوم غد السبت وذلك للمطالبة بإيقاف تسرب النفط في شواطئ المكلا..حذرت في بيان تلقته "الوطن" من كارثة كبرى في حال استمر تسرب النفط في شواطئ المكلا. وقالت المنظمة أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى موت وإنقراض الملايين من الكائنات الحية البحرية وإلى تعطل أغلب الخدمات الملاحية وإلى تدمير السياحة من خلال تلويثه المياه و الشواطئ وإلى إلحاق الضرر بمحطات تحلية المياه " ان وجدت" ، وإلى إنخفاض كبير في صيد الأسماك، كما يدمر الأيكات النباتية وعلى رأسها غابات المانجروف بالإضافة إلى إلحاق الضرر بألاف الأنواع من الطيور حيث يؤدي النفط إلى قتل الطيور من خلال قتله إلى الأحياء البحرية كاليرقات التي يعتمد عليها في غذاؤه وأيضا من جراء تلوث الطيور ذاتها بالنفط عند قيامها بصيد تلك اليرقات بالإضافة إلى تأثيرات أكثر خبثاً وهي الوصول إلى غذاء الإنسان. وكان المئات من أهالي المكلا نظموا وقفة احتجاجية مساء أمس الأول امام الساحل حيث الباخرة (شامبيون ) الجانحة في شاطئ المكلا بعد فشل أكثر من مرة لسحبها وتفريغ حمولتها من قبل الجهات المختصة. المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عبروا عن استنكارهم الشديد من تجاهل المسئوليات الحكومية لما تتعرض له مياة وشواطئ بحر المكلا من تلوث بيئي ينذر بكارثة حقيقية تهدد حياة المواطنين اثر تسرب مادة المازوت من الباخرة (شامبيون) مطالبين بإيقاف العبث بالمياه البحرية. مطالبين باحتجاز السفينة وطاقمها ورفع دعوى قضائية على وكيل نقل المشتقات النفطية وكذا على مالك الباخرة وإلزامه بإحضار شركة انقاذ دولية لمكافحة التلوث اضافة إلى محاسبة المتسببين في جنوح السفينة.
