نعت الرئاسة المصرية الوساطات والجهود العربية والأجنبية لحل الأزمة ، مؤكدة في بيان لها، أنه على جماعة الاخوان أن تتحمل ما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة في ما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر ، فيما توعد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي بفض اعتصامي الإخوان المسلمين في القاهرة، بعد أن حملتهم الرئاسة المصرية فشل جهود الوساطة الأجنبية لتسوية الأزمة السياسية في مصر. واستعرضت الرئاسة المحاولات الدبلوماسية أمس المستمرة خلال عشرة أيام مضت لاحتواء الأزمة والتعامل مع اعتصامي رابعة والنهضة بشكل سلمي "وهو ما أبى الإخوان أن ينفذوه" . وذكر البيان أنه "في إطار حرص الدولة على إعطاء الفرصة الكاملة لجميع الجهود الدبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع عن التجمعين غير السلميين في "رابعة العدوية" و"النهضة"، سمحت الحكومة المصرية لمبعوثي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة وقطر، بالزيارة والنقاش من أجل استطلاع تفاصيل المشهد وحث جماعة الإخوان المسلمين على الالتزام بمسؤولياتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية التي تجسدت في 30 يونيو و26 يوليو" . وأوضح أن "تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن، يستقبل أبناؤه الأيام الطيبة لعيد الفطر المبارك بتسامح ووئام" . وتابع: إنه بناء عليه فقد انتهت مرحلة الجهود الدبلوماسية، التي بدأت منذ أكثر من عشرة أيام بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة المصرية، والتي سمحت بها الدولة إيمانا منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية التي من شأنها حث جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها على نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري ورهن مستقبله، وكذلك الالتحاق بأبناء الوطن في طريقهم نحو المستقبل . واعتبرت القوى السياسية بيان الرئاسة بمثابة الإنذار الأخير للإخوان بعد رفضهم التنازل عن المطالب المستحيلة، مؤكداً أن الرئاسة قامت بكل الطرق الممكنة قبل البدء في استخدام الخيار الأمني . وصف د .وحيد عبدالمجيد القيادي في جبهة الإنقاذ بيان الرئاسة بالمتوقع، حيث إن الجهود الدبلوماسية الدولية وصلت إلى طريق مسدود منذ ظهر أمس، في محاولة إقناع جماعة الإخوان للإقلاع عن موقفها . وأضاف في تصريحات ل"اليوم السابع" أن بيان الرئاسة يعنى أن العالم كله أصبح شاهدا على قيام الجماعة الإخوان بمحاول جر البلاد إلى نفق مظلم مرة ثانية، وأصبحوا شهوداً على تطرف قيادة جماعة الإخوان فى موقفها من 30 يونيو . فيما قال د .محمود العلايلي إن الرئاسة تقول في بيانها إنه آن الأوان لفض السيرك الدولي الذي نصبته جماعة الإخوان بعد رحيل محمد مرسي عن حكم البلاد ولا رجعة عن تنفيذ مطالب المصريين وعلى الجميع أن ينصاع للإرادة الشعبية . وأشار إلى أن البيان حمل رسالة واضحة للجميع بأن الجهود المبذولة جميعها فشلت ولا سبيل إلا بتطبيق القانون بعدما رفضت الجماعة العدول عن موقفها ومطالبها المستحيلة بعودة مرسي للحكم . وأكد أن الرئاسة أرادت تحميل الجماعة مسؤولية أي معوقات تحدث في الفترة المقبلة بعد ما استخدمت جميع الطرق السلمية معهم . من جانبه، أكد المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن بيان مؤسسة الرئاسة بشأن انتهاء الجهود الدبلوماسية للأزمة التي تشهدها مصر هو بيان مسؤول ومتزن، بالرغم من تأخره بعض الشيء، لافتاً إلى أنه كان الأولى أن تتحرك الدولة لتصفية أي اعتصامات غير سلمية عقب مليونية التفويض مباشرة . وأضاف سامي أن الحل الآن بعد فشل الجهود الدبلوماسية، هو أمني لمواجهة أى تجمعات غير سلمية تهدد حركة الوطن، مشدد على أن على كل الأطراف تحمل مسؤوليتها الوطنية، بشأن الخروج من هذه الأزمة . وقال د .عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن بيان الرئاسة مهم، وذلك بعدما أهينت الدولة المصرية في مؤتمر السيناتور الأمريكي جون ماكين، لافتاً إلى أن هذا البيان كان يجب أن يكون حاسماً وفى توقيت يسبق هذا التوقيت . وأشار إلى أنه بعد انتهاء الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، فإن الدولة تحاول أن تفض اعتصام رابعة والنهضة بطرق بعيدة عن الحل الأمني وإن لم يفلح ذلك فستلجأ إلى الحل الأمني . الببلاوي يتوعد بفض اعتصامي الإخوان وكان رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، توعد أمس، بفض اعتصامي الإخوان المسلمين في القاهرة، بعد أن حملتهم الرئاسة المصرية فشل جهود الوساطة الأجنبية لتسوية الأزمة السياسية في مصر . ونقل التلفزيون المصري عن الببلاوي قوله إنه "لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية"، مؤكداً أن "القرار نهائي" . وقال الببلاوي وهو يتلو بياناً من المجلس إن "قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة هو قرار نهائي توافق عليه الجميع ولا رجعة عنه على الإطلاق، وأن مراعاة المجلس لحرمة شهر رمضان والعشر الأواخر منه - والتي كان يؤمل أن تحل هذه الأزمة خلال هذه الفترة من دون اللجوء إلى تدخل أمني - لا تعني تراجع المجلس عن قراره" . وأضاف أن "المجتمعين في تلك الاعتصامات قد تجاوزوا كل حدود السلمية وذلك بالتحريض على العنف وممارسته واستخدام السلاح وقطع الطرق وتعطيل حركة المرور والاعتداء على المنشآت العامة وترويع المواطنين واحتجازهم حتى وصلت الاعتداءات إلى المستشفيات والمدارس واستغلال الأطفال، وكلها أفعال يجرمها القانون وقارب صبر الحكومة على تحملها على النفاد" . ودعا الببلاوي المعتصمين إلى العودة إلى منازلهم وأعمالهم، وقال: "مازلنا نناشد المواطنين المغرر بهم في الميادين والمشاركين في تلك الأعمال الخطرة من الاستمرار بها ونطلب منهم الآن ومن جديد سرعة المغادرة والانصراف إلى منازلهم وأعمالهم من دون ملاحقة لمن لم تتلوث يده منهم بالدماء" .( صحف ووكالات )