توفي رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق أرئيل شارون، أمس، في مستشفى قرب "تل أبيب" عن 85 عاماً بعد أن أمضى ثماني سنوات في غيبوبة، حسب ما أكد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووسائل الإعلام، في وقت تصاعدة ردود الافعال أزاء الحدث. ورقد شارون في غيبوبة منذ إصابته بجلطة دماغية في 4 يناير/كانون الثاني ،2006 وتدهورت حالته فجأة في الأول من يناير/كانون الثاني، وعانى مشكلات في الكلى بعد خضوعه لجراحة، فيما اعلنت دوار اسرائيلية أن تشييع جثمانه سيتم غدا الاثنين. وأكد جبريل الرجوب نائب أمين سر حركة "فتح" أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق أرئيل شارون الذي أعلنت وفاته أمس، "مجرم بحق الفلسطينيين وهو المسؤول عن قتل عرفات" . وقال الرجوب "إن شارون كان مجرماً بحق الشعب الفلسطيني وهو قاتل والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات". وأضاف "كنا نتمنى أن تتم محاكمته أمام محكمة لاهاي لمجرمي الحرب بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته". وتابع إن "شارون أسس لشبكة الإرهاب الرسمي ضد شعبنا وهو بطل جرائم الإرهاب الرسمي "الإسرائيلي" في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982"، معتبراً أنه "مسؤول عن قتل عرفات وأبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والشيخ أحمد ياسين زعيم حركة "حماس"، ومحاولة قتل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والعديد من القادة الفلسطينيين والعرب" . وقالت المتحدثة باسم "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط سارة لي ويتسون إنه "بالنسبة للآلاف من ضحايا الانتهاكات، فإن وفاة شارون من دون مثوله أمام القضاء تزيد من مأساتهم" . وأضافت "وفاته تذكير مؤسف إضافي بأن سنوات من الإفلات من العقاب لم تفعل شيئاً في سبيل الدفع قدما بالسلام"، وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن لجنة تحقيق "إسرائيلية" توصلت إلى أن شارون اتخذ شخصياً قراراً بترك عناصر الميليشيات في بيروت يرتكبون مجازر صبرا وشاتيلا . وقال القيادي في حركة فتح سلطان أبو العينين، الذي كان قائداً عسكرياً في منظمة التحرير عام ،1982 إن "شارون مجرم حرب وقاتل، وكان شريكاً مباشراً في أكثر من مجزرة نفذت بحق الفلسطينيين، بدءاً من مجزرتي دير ياسين وقبيا، مروراً بمجزرة صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى جريمته الأخيرة بقتل ياسر عرفات". وأضاف "كنت أتمنى أن يأتي يوم نحاكم فيه شارون أمام محكمة دولية، ولكن طالما أنه أصبح خارج الحياة فلا أسف على موته وموت أمثاله من القتلة والمجرمين الذين ما زالت جرائمهم ماثلة في دمنا حتى اليوم"، وأشار إلى أنه رغم موت شارون "فإنه من حق الضحية مواصلة العمل لمقاضاة قاتلها حتى ولو كان ميتاً" . (وكالات)