للاسبوع الثاني على التوالي ،سجل اجتماع حكومة الوفاق الانتقالية في اليمن خلافاً حادا بين القوى المشكّلة للحكومة حول احقية من يرأس الاجتماع من نائبي رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، الذي غادر اليمن قبل أكثر من أسبوع حنقا من توجهات وضغوط شعبية لاقالته وحكومته المتصفة بالفساد الاخفاق . وظهر خلال اجتماع الامس، أصرارا من قبل حزب الاصلاح "الاخوان" وبعض وزراء المشترك على أحداث فوضى داخل قاعة الانعقاد من خلال القول بأحقية ادارة الجلسة لنائب رئيس الوزراء الاخواني المهندس عبدالله الاكوع ، ورفض ترؤس نائب رئيس الوزارء المؤتمري الدكتور أحمد عبيد بن دغر لاجتماع الحكومة ، متهمين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالسعي لانتزاع منصب رئيس الوزاراء من ما اسموه" قوى الثورة" لصالحه وحزبه المؤتمر الشعبي. وافادت مصادر حضرت الاجتماع الحكومي أمس بحدوث مشادة قوية بين الوزراء حول من يدير الجلسة ..فريق يريد الدكتور بن دغر وأنه النائب الأول وفريق يرفض ويقول أن رئاسة الحكومة من حق الاصلاح والمشترك. وأضافت أنه وبعد هرج ومرج طويل ، احتوى بن دغر الموقف وتطوره العاصف بالاجتماع بعدم ترأس الجلسة وتركها لزميله الاكوع ، فيما اقترح نصر طه مصطفى وزير الإعلام أن تدار الحكومة أسبوع برئاسة بن دغر وأسبوع برئاسه الأكوع ويرفع الموضوع للرئيس ليحسمه. وكان الرئيس هادي قد عيّن ضمن قرارات التعديل الحكومي الأخير (الأربعاء 11يونيو 2014) وزير الاتصالات وتقنية المعلومات القيادي المؤتمري أحمد بن دغر نائباً لرئيس الوزراء، إلى جانب القيادي الإصلاحي المهندس/ عبدالله الأكوع الذي قضى القرار بتعيينه وزيراً للكهرباء والطاقة. والاسبوع الماضي كان اجتماع الحكومة قد شهد ذات الواقعه ، واحتواه الرئيس هادي بان رأس الاجتماع الحكومي بنفسه ، قبل أن ينيط اكماله وما بعده لنائب رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر ، وهو ما فسره حزب الاصلاح وحلفائه بكونه تكليف من الرئيس هادي يسعيى لتجريدهم من احقيتهم برئاسة الحكومة لصالح المؤتمر الشعبي العام، مؤكدين عدم ارتضائهم بذلك ...وهو ما وقع بالفعل بإجتماع الامس. وقالت وسائل اعلام تابعة لاخوان اليمن أن جهود رئاسية ومؤتمرية لتقريب بن دغر من كرسي باسندوة؛ في مسعى للاستحواذ على المنصب الذي يعد "شعرة التوازن" في المرحلة الانتقالية ومرتكزاً رئيسياً لحالة التسوية التي أفضت إليها المبادرة الخليجية؛ خصوصاً في ظل تسريبات تتحدث عن نيّة لاستبداله. وعززة صحيفة "أخبار اليوم" المملوكة لمستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والامن اللواء علي محسن الاحمر في عدها الخميس ، بإتهام الرئيس هادي بالتمادي في الاستحواذ على منصاب من حصة المشترك ، وتحديدا الاصلاح . واضافت تقول: لقد تمكن الرئيس هادي من الاستحواذ على منصب وزير المالية وكذا منصب مدير مكتب الرئاسة، بالإضافة إلى محاصرة وزير الداخلية وسحب صلاحياته وإعطائها لنائبه المحسوب على هادي. وتابعت :أن كل ذلك شجّع الرئيس هادي على السعي للاستحواذ على منصب رئيس الوزراء في المدة المتبقية لحكومة الوفاق وكذا في التشكيل الحكومي القادم, وهو الأمر الذي لازالت ترفضه قوى المشترك حتى اللحظة رغم مساعي الرئيس الحثيثة التي يعززها بضغوط عدد من سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، والتي تشير ايضا إلى ان باسندوة لن يعود إلى منصبه.