أعلن المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، الكتل السياسية إلى التعاون مع العبادي لتشكيل حكومة قوية تعالج أخطاء حكومة المالكي، وشدد على ضرورة التصدي للفساد ومنح جميع المذاهب حقوقها، ورفض التوجهات الطائفية لتشكيلات المتطوعين، ودعا لمعالجة مآسي النازحين، بينما أشار رئيس الحكومة المكلف إلى انه سيسعى إلى ترشيق تشكيلته الوزارية واتباع استراتيجية جديدة تتلاءم مع المرحلة المقبلة وحجم التحديات التي يواجهها البلد. قال السيد أحمد الصافي ممثل مرجعية السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوببغداد) اليوم، إن رئيس الجمهورية كلّف مرشح التحالف الوطني (الشيعي) لتشكيل الحكومة الجديدة في مدة أقصاها 30 يومًا، وحصل بعض الجدل والاختلاف حول دستورية خطاب التكليف، وكان يجب حل الخلاف بالتحكيم لدى المؤسسات الدستورية المختصة، لكنه تم الاستغناء عن ذلك باتفاق جميع الأطراف والحمد لله على قبول الواقع الجديد. وأشار إلى أن استكمال الاستحقاقات الدستورية باختيار الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة في موعدها، والترحيب الإقليمي والدولي بذلك، هو خطوة ايجابية نادرة يجب استثمارها لفتح افاق جديدة امام العراق تكون باكورة خير لحل مشاكله السياسية والامنية. ومن جهته شدد معتمد السيستاني في خطبته على الحاجة إلى تغيير المواقع بالشكل الذي يمكن البلاد من مواجهة الازمات التي تواجهها برؤية تختلف عما جرى سابقًا لانقاذ العراق من الارهاب والحرب الطائفية والتقسيم. ودعا الكتل السياسية في مجلس النواب لان تكون على مستوى المسؤولية التاريخية في هذا الوقت العصيب وتتعاون مع المكلف العبادي من اجل تشكيل حكومة قوية كفوءة تضع برنامجًا واضحاً لمعالجة اخطاء الحكومة السابقة واحقاق حقوق جميع المكونات العرقية بأديانها ومذاهبها ومن جانبه قد إعلان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي سحب ترشحه لولاية ثالثة آمالًا بتشكيل حكومة شاملة لكل المكونات العراقية، واعتبر المجتمع الدولي القرار موقفاً مشرفاً لانتقال تاريخي وسلمي للسلطة في العراق، رغم أن التوقعات ليست وردية كلها في مرحلة جديدة أفضل. رحّب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بقرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي سحب ترشحه لولاية ثالثة مؤكداً أنه يتطلع إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة. وأضاف في بيان صحافي "نرحب بقرار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بالتنحي عن منصبه وبتعهده بدعم حيدر العبادي خلفًا له". وأضاف قائلاً: "نتطلع إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة". وعبر كي مون عن تقديره لقرار المالكي باعتباره "تعبيراً عن التزامه بنقل السلطة بشكل منتظم لما فيه مصلحة البلاد". ودعا جميع القادة السياسيين في العراق الى اغتنام هذه الفرصة التاريخية لمضاعفة جهودهم من أجل العمل معاً لبناء توافق حول كيفية معالجة العديد من التحديات الملحَة والخطيرة التي تواجهها بلادهم. وقال إنه يتطلع إلى عملية تشكيل سريعة لحكومة شاملة وذات قاعدة عريضة وعلى استعداد لمعالجة هذه القضايا الملحة فوراً.(وكالات)