تنازل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي عن الدعوى التي اقامها أمام المحكمة الاتحادية للطعن في عدم تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة وأكد دعمه للمكلف حيدر العبادي. وجاء إعلان المالكي عن تنازله عن دعواه المقامة امام المحكمة الاتحادية في خطاب مسجل بثته قناة العراقية شبه الرسمية. وأكد المالكي في الخطاب "أن الشعب انتخبه وانه لا يتنازل عن حقه الدستوري ولكن خطوته هذه هي حفظا للدماء وللعملية السياسية." وأكد ايضا "أنه سيكون داعما وعضدا "لحيدر العبادي،" و "أن القوة ليست أسلوبا" على حد تعبيره.وقال "إننا زعماء للعملية السياسية ولست متشبثا بالسلطة." وكان المالكي يصر على "حقه" في تشكيل الحكومة الجديدة كونه رئيس الكتلة الاكبر في البرلمان. وكان الرئيس فؤاد معصوم قد كلف الاثنين الماضي حيدر العبادي - وهو قيادي في حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي - بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهي خطوة وصفها المالكي بأنها تمثل تجاوزا للدستور. الا ان الولاياتالمتحدة وايران عبرتا عن دعمهما للعبادي، كما اصدر المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني كتابا المح فيه الى ضرورة تنحي المالكي. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد اعلن تأييده لرئيس الوزراء المكلف العبادي. وقال الرئيس الامريكي "ما زالت امام العبادي مهمة شاقة تلخص في تشكيل حكومة، ولكننا متفائلون الى حد ما بأن الامور تجري في الاتجاه الصحيح." كما اثنى الرئيس اوباما على القوات الامريكية التي شاركت في العمليات الاخيرة في شمال العراق التي قال إنها ساعدت عشرات الآلاف من النازحين الهاربين من مسلحي ما /يسمى/ تنظيم "الدولة الاسلامية." واضاف ان القوات العراقية والكردية التي تحارب التنظيم ستستمر في تسلم الدعم الامريكي. وفي إطار ردود الفعل الدولية رحب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس بقرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التنحي عن منصبه وبتعهده بدعم حيدر العبادي خلفا له. وقال المكتب الاعلامي لبان في بيان "يتطلع (بان) إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة. كما اثنى ممثل الاممالمتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف قرار المالكي التنازل عن السلطة والتخلي عن موقفه المتعنت السابق واصفا القرار بأنه "نقطة تحول تاريخية." وقال ملادينوف في تصريح "إن قرار المالكي بالسماح بالمضي قدما في تشكيل حكومة جديدة دون ابطاء يبرهن على انه رجل دولة يؤمن بالدستور والعملية الديمقراطية." واضاف "وسيتيح القرار الوصول الى نقطة تحول تاريخية اخرى، تتلخص في الانتقال السلمي للسلطة في بلد شهد الكثير من العنف وسفك الدماء." بدوره اثنى البيت الابيض الأمريكي على قرار المالكي التخلي عن سعيه للفوز بفترة ولاية ثالثة ودعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي. وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس اوباما للأمن القومي في بيان "اليوم، خطا العراقيون خطوة كبيرة نحو اعادة توحيد بلادهم، ونحن نثني على نوري المالكي لقراره دعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في جهوده الهادفة الى تشكيل حكومة عراقية جديدة تماشيا مع الدستور." وقالت رايس إن الادارة الامريكية، التي ضاقت ذرعا من المالكي منذ فترة طويلة، قد احيطت علما بدعم العديد من الساسة العراقيين للعبادي، مضيفة ان العديد من الدول الاخرى عبرت عن دعمها ايضا. وقالت "هذه تطورات مشجعة نأمل ان تضع العراق على طريق جديد وتوحد شعبه ضد الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الاسلامية". إن الولاياتالمتحدة ستواصل التزامها بالشراكة الوثيقة مع العراق والشعب العراقي." من جانب آخر، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس إن الاتحاد يأمل في تشكيل "مجموعة دعم" مع دول بالشرق الأوسط بما في ذلك إيران لمساعدة العراق على درء تهديد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون محادثات طارئة بشأن أزمة العراق في بروكسل اليوم الجمعة وسيبحثون كيف "يمكنهم (بالتعاون) مع كل...الدول في المنطقة تشكيل مجموعة دعم بشكل ما من أجل العراق." وأشار إلى أن المجموعة قد تضم السعودية ودول خليجية أخرى والأردن ولبنان وتركيا ومصر وإيران واخرين. وقال المسؤول "من المهم حشد الجميع ضد الدولة الإسلامية لانه يجب ألا ينظر إلى الأمر على انه مواجهة بين الدول الغربية والدولة الإسلامية. يجب ان تكون بكل وضوح مواجهة بين الدولة الإسلامية وكل دول المنطقة." ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى تبادل المعلومات بشأن تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك تمويله و "معرفة ما اذا كان في وسعنا جميعا المضي قدما ومحاولة ايجاد وسيلة ليس لوقف الهجوم الحالي لتنظيم الدولة الإسلامية بل لمحاولة صده أيضا." ولم يذكر المسؤول أي تفاصيل عن الكيفية التي سيتم من خلالها صد مقاتلي الدولة الإسلامية لكن لا توجد رغبة تذكر بين حكومات الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى الولاياتالمتحدة في شن ضربات عسكرية ضد المتشددين.