تعيش اليمن وعاصمتها صنعاء حالة سباق بين الانفجار والتهدئة، حيث يسير ملف الازمة الطارئة بين السلطة والحوثيين بمسارين الاول سياسي نحو اماكنية نزع فتيل الانفجار بتحركات اطراف داخلية وخارجية، وبموازاة ذلك مسار من تصعيد ميداني من تنامي الاحتشاد المسلح ، والايادي على الزناد بمداخل صنعاء ووسطها تأهبا للمواجهة ، إن لم يكن في ذلك لغة تهديدات متبادلة بمنطق القوة لاجبار الاخر على الرضوخ. *مسار التحرك السياسي وقال مصدر في رئاسة الجمهورية ان نائب رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر سلم رسالة رسمية موجهة من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى زعيم الحوثيين رداً على رسالته التي بعث بها أمس بعد عودة اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض دون تحقيق أي تقدم كحلول تنهي التصعيد السائر بالبلاد نحو الانفجار الدامي. وكانت رسالة الحوثي التي نشرت "الوطن" نصها أمس وتسلمها الرئيس هادي تضمنت جملة من المطالب لانهاء التوتر ، ومنها اقالة الحكومة الحالية وتكشيل حكومة كفاءات ،والغاء قرار الجرعة السعرية ، فضلا اعادة النظر بالهيئة الرقابية لتنفيذ مخرجات الحوار ، حيث اعتبرها الحوثي شروطا لانهاء التصعيد بالتظاهرات في العاصمة وانهاء تطويق العاصمة بحشود المسلحين. المصدر الرئاسي قال يوم الثلاثاء أن رسالة الرئيس هادي لعبدالملك الحوثي تضمنت موقف الرئاسة والهيئات التشريعية والتنفيذية والقوى الوطنية الثابت من الخطوات التصعيدية الخطرة التي أقدم عليها انصار الله "الحوثيين"في الأيام القليلة الماضية ودعوتهم لتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح أخرى. وأفاد أن مكتب رئاسة الجمهورية سوف ينشر نص الرسالة كاملة خلال الساعات القادمة لأهميتها في تحديد مسار الجهود السلمية في السيطرة على الموقف، وتجنيب البلاد ويلات حرب أهلية محتملة. *خطاب ..ومخاوف وفيما يبدوا تحديدا لنوع مسار القادم من الاحداث ان تهدئة أو انفجار ، قال اعلام جماعة الحوثي أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي سيلقي في التاسعة من مساء اليوم خطابا تلفزيونيا يتحدث فيه عن المستجدات . ومع أمل من تقارب سيعلنه الحوثي اتساقا مع مضامين رسالة رد الرئيس هادي -التي لم تعلن مضامينها حتى اللحظة- الا أن شواهد الواقع ميدانيا لا تظهر فيما ما هو منتظر من خطاب أي تقارب بمسار التهدئة ، حيث استبق خطاب الحوثي تدفق مضاعف للمسلحين من انصاره من عديد محافظات للتخييم والتمركز حول مداخل العاصمة صنعاء ، يقابها استنفار للحامية العسكرية الضاربة في العاصمة انتشار وتأهبا ،الأمر الذي يضاعف المخاوف من انفجار الاوضاع نحو حرب ساحتها اليوم عاصمة اليمنصنعاء. *مسار التصعيد ميدانيا وفي السياق أكد اعلام جماعة الحوثي اليوم الثلاثاء تضاعف تدفق انصاره وبأعداد هائلة وبعدتهم من الاسلحة نحو العاصمة صنعاء للإعتصام في المخيمات المقامة منذ اكثر من اسبوع في سياق المرحلة الثانية من التصعيد الذي اعلنه زعيم الحوثيين للمطالبة بإلغاء الجرعة وإسقاط حكومة الفساد. واضاف "اليوم تدفقت جموع هائلة من محافظات صعدة وعمران وحجة والمحويت وذمار وصنعاء والجوف ومارب والحديدة وغيرها إلى مخيمات الاعتصام في منافذ العاصمة صنعاء يلتحقون بإخوانهم الثوار الأحرار ويكاثروا صفوفهم وتلتحم أصواتهم الغاضبة الساخطة لتعلن إصرارها على إلغاء الجرعة وإسقاط حكومة الفساد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني..وخيارات الايام المقبلة لمساندة الثوار الاحرار والالتحاق بصفوفهم..حيث يقفون على أرضية صلبة وبشجاعة واستعداد للتضحية والمرابطة لسنوات وليس لأيام فقط مطالباً بحقوقه كمواطن يمني مطحون".. وكانت مصادر عسكرية قالت أمس إن الرئاسة اليمنية بصدد اتخاذ إجراءات "حازمة وصارمة"، ضد أي تهديدات من شأنها المساس بأمن واستقرار "العاصمة" بوجه خاص واليمن بشكل عام. وأشارت المصادر، إلى أن تلك الإجراءات ال"حازمة والصارمة" ستتمثل باتخاذ تحركات وخطوات – لم تحددها المصادر – تجاه جماعة "أنصار الله" الحوثيين-طبقا لما نقلته وكالة خبر الاهلية الوكالة ذاتها اوردت على لسان مصادر أخرى تأكيد أن الدولة قامت بالفعل بحشد بعض الدبابات على مداخل العاصمة، بغرض إيصال رسالة، مفادها أن الدولة "قادرة على استعمال القوة في حال اضطرارها".. مضيفا أن عملية الحشد، هذه، مؤقتة فقط، لافتاً إلى أن الدولة قامت باتخاذ هذه الخطوة "الاستعراضية" لأنها تشعر بالقلق والخوف من أي أعمال من شأنها المساس بالأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء. وأغلقت الأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة "الحزام الأمني" المحيط بأمانة العاصمة منذ أمس الاول جميع المنافذ الترابية والطرق الفرعية المؤدية إلى أمانة العاصمة – صنعاء. ووفقاً لرواية الأجهزة الأمنية، فإن وجود الاعتصامات المسلحة التي تفرض طوقاً من الحصار المسلح على المداخل الرئيسة للعاصمة، تشكل إرباكا حقيقياً لعملها ومهامها في ضبط المطلوبين أمنياً والسيارات المشبوهة. وقالت الأجهزة الأمنية، في الحزام الأمني المحيط بأمانة العاصمة: إن وجود الاعتصامات المسلحة بالقرب من نقاط الحزام الأمني، يشكل تهديداً حقيقياً على أمن العاصمة واستقرارها.