لمع نجم القيادي القاعدي "المخضرم" نصر بن علي الآنسي في الاعلام اليمني والعالمي ، بعد ظهور لافت ومتلاحق خلال فترة وجيزة من ديسمبر الجاري ، حيث بدى واجهة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، وعبر رسائل مرئية أثارت ضجة بمضامينها وردود فعلها....فمن هو هذا القيادي؟ ، وما بات يشغله من مركز في الصف الاول من التنظيم -المصنف بالاخطر عالمياً ؟. حتى وقت قريب ظل ظهور خريج جامعة الايمان في اليمن ، ورفيق بن لادن ، نصر بن علي الآنسي في إطار اشتغال من عمل بدأ ذا بعدٍ تأهيلي اكاديمي في الفكر الجهادي الذي خطه مؤسسه اسامة بن لادن ، مكرسا حضوره في تسجيلات ومحاضرات مرئية ومسموعة كمنظر تأهيل وتدريب وتدريس واستقطاب مجندين، وفق منهج دراسي من إعداده وتألفه بمسمى "منهج الاكاديمية العسكرية الجهادية". وعلى مدى عشرة أيام تغاير ظهور المنظر في الفكر العسكري الجهادي، الانسي ، على نحو -غير واضح حتى الان- سواء لجهة دوره أوموقعه الحالي في قيادة الصف الاول في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ،إذ برز واجهة قيادية أبعد من أن تكون متحدث رسمي ، موجها خطاب ورسائل التنظيم العسكرية والاستراتيجية ليس العمق اليمني فحسب بل العالمي ، اتساقا مع عالمية التنظيم. وتلاحق ظهور نصر بن علي الآنسي خلال هذه المدة البسيطة ، في ثلاث تسجيلات فيديوا متلاحقة وبتقنيات عالية في رسائل، تنوعت بين التهديد والايضاح ، والتبرير على نطاق يمني وخليجي وامريكي. كان التسجيل المرئي الاول في الرابع من ديسمبر الجاري عبر إطلاق تهديد للولايات المتحدة بإعدام الصحفي المختطف لدى التنظيم في اليمن في غضون 3 ايام ، ما لم يمفذ الحكومة الامريكية مطالب التنظيم الذي قال أن واشنطن تعلمها جيدا - دون ايضاح تفاصيل، متحدثا عن جرائم أمريكا منذ ودعمها للحرب على غزة، وفي أفغانستان والصومال والعراق، وكذا ما تقوم به اليوم بقيادة أوباما من حملة في العرق والشام أو في اليمن والصومال وسيناء ووزيرستان،والاستمرار في القصف على انصار القاعدة بطائرات بدون طيار. اما التسجيل المرئي للقيادي الشيخ نصر بن علي الآنسي ، فتبع عبر ذات مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة وهو الأول من نوعه بالنسبة لتنظيم القاعدة خاصة لفرعها في جزيرة العرب، حيث ظهر فيه الشيخ نصر الآنسي خلال أكثر من 40 دقيقة في إجابات ثلاثة صحافيين بينهم إجنبيان . وقد تطرقت الأسئلة لعدة مواضيع أبرزها الموقف من "الدولة الإسلامية"، الصراع مع الحوثيين، الصراع مع الولاياتالمتحدة ومع أنظمة المنطقة. ولحق أمس الخميس بتسجيل مرئي هو الثالث له خلال ديسمبر الجاري حمل فيه وبالنيابة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولية مقتل رهينتين أميركي وجنوب إفريقي السبت الماضي في اليمن خلال عملية عسكرية أميركية فاشلة..وقال "قام أوباما باتخاذ قراره الخاطئ الذي إعتبر توقيعا للحكم بالإعدام على مواطنه الأميركي" لوك سومرز وعلى الرهينة الجنوب افريقي بيار كوركي...مؤكدًا أن التنظيم حاول التفاوض مع البيت الأبيض قبل ثلاثة أيام من عملية إنقاذ الرهائن دون الوصول لأية نتائج..محذرًا الولاياتالمتحدة من محاولة تنفيذ غارات أو عمليات برية لإنقاذ رهائنهم في أي دولة بالمستقبل. *بعض من سيرته الذاتية وفقا لما رصدته "الوطن" من نشرات تنظيم القاعدة لسلسلة من إصدارات ذراعها الاعلامي عن دروس الاكاديمية العسكرية الجهادية للآنسي، ومقابلة مع صحيفة "الوسط الاسبوعية" المحلية مطلع 2013 اجراها معه الصحفي عبدالرزاق الجمل ... تقول السيرة الذاتية لنصر بن علي بن علي الآنسي، أنه من مواليد تعز : 8 / 10 / 1975م، ملقبا بأبو زياد. - نشأ ودرس في مدارس صنعاء، وبعد إتمام المرحلة الثانوية التحق بجامعة الإيمان التي يرئسها القيادي البرز في حزب الاصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني في أول سنة تأسست فيها الجامعة، وذلك في عام 1993م. -عام 1995م نفر إلى البوسنة وهناك التقى ب"أبو ثابت المصري وأبو يوسف الكويتي وبعض المدربين من الجهاديين" وأخذ على أيديهم بعض الدورات العسكرية المتخصصة (تكتيك - تأهيل أمراء - طبوغرافيا) إلى جانب المشاركة في القتال ضد الصرب، ومكث هناك قرابة السنة، وبعد اتفاقية دايتون وعودة كثير من المقاتلين الاجانب رجع الآنسي إلى اليمن. - عام 1996م سافر إلى كشمير هو ومجموعة من المقاتلين مكونة من 12 جهادياً من العرب، ومكث فيها 5 أشهر استُغلت في التدريب والتجهيز للدخول إلى كشمير ، وبعد أن رفضت الحكومة الباكستانية فتح جبهة للقتال وأصرَّت على أن تكون الحرب ضد الهند في كشمير حرب عصابات وهو ما عرضه الجهاديون العرب ؛ انتقل الآنسي هو وثمانية من المقاتلين إلى أفغانستان بعد مقتل أربعة من المجموعة في كشمير. -في أفغانستان التحق الانسي بمعسكر سروبي بجلال أباد للإعداد والاستزادة من الخبرات العسكرية وحينها سمع هو ومن معه من مقاتلين عرب أن مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة ستتجه إلى طاجكستان بقيادة القائد عبد الهادي العراقي، وذلك لفتح جبهة ضد الروس في حدود طاجكستان الجنوبية المتاخمة لأفغانستان، وكان المخطط لهذه المجموعة العمل بالتنسيق مع مجموعة القائد خطاب التي كانت قد وصلت إلى طاجكستان لتفتح الجبهة من جهة الشمال.. وبعد أن التقى نصر الآنسي بالقائد أبي حفص المصري أذن له الأخير بالالتحاق بهذه المجموعة، فانطلقوا إلى طاجكستان فيما عُرف لدى مقاتلي القاعدة في حينه برحلة الشمال، كنهم رجعوا ادراجهم دون الوصول إلى المكان المطلوب بسبب حلول فصل الشتاء وكثافة الثلوج. -عام 1997 عاد نصر بن علي الآنسي إلى اليمن فتزوج ، ثم ما لبث أن غادر البلاد للجهاد في الشيشان ، فاتجه إلى سوريا ومنها إلى تركيا ، ولكن لم يتمكن الدخول إلى الشيشان فعاد إلى اليمن. –عام 1998 غادر الآنسي مع عائلته إلى أفغانستان، وهناك التقى بقائد تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن ، ورافقه في إحدى سفرياته إلى كابل، وحينها كلفه بن لادن بإدارة مضافة كابل التي تتولى مهام إدارة وتوزيع الجهاديين على المعسكرات والجبهات ومسؤولية الجرحى وبعض أمور العلاقات العامة مع الجماعات الأخرى. -عام 1999م انتقل الآنسي من مجال الإدارة في تنظيم القاعدة بافغانستان إلى الميدان ، فاختارته قيادة التنظيم ضمن 24 شخصا للمشاركة في أهم الدورات التي أقيمت في أفغانستان والتي تعرف بدورة تأهيل الكوادر، حيث شارك في التدريب نخبة من كبار المدربين-ما عرف بالرعيل الاول من قيادة فروع التنظيم دوليا- أمثال أبي عبد الرحمن المهاجر، وأبي الفرج الليبي، وأبي خالد الحبيب، وعبد الوكيل المصري، ومحمد فضل، وكانت الدورة تحت إشراف الشيخ أبي محمد المصري ، وحاضر في هذه الدورة مجموعة من أمراء وقيادات الجماعة الجهادية حينها مثل أمير جماعة المجاهدين في أوزبكستان، وأمير الجماعة الليبية المقاتلة، وأمير المجاهدين في طاجكستان، وأمير المجاهدين في تركستان الشرقية المحتلة، وتدرب مع الانسي في هذه الدورة القيادي أبو خالد التعزي والقائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، وبعد انتهاء الدورة اختير ضمن سبعة من خريجي الدورة للتدريب في معسكر الفاروق بهلمند. -عام 2001 كلفه أسامة بن لادن مع مجموعة من المقاتلين للتوجه إلى الفلبين بهدف المشاركة مع الجهاديين هناك والمساهمة في رفع مستواهم الشرعي والعسكري والإداري، وبعد وصولهم إلى الفلبين جاءهم خبر عمليات 11 سبتمبر، وبعد أن أنهى مهمته هناك ، حاول الرجوع إلى افغانستان لمشاركة بقية مقاتلي بن لادن ، ولم يستطع نتيجة قوة الحملة في حينه، فعاد إلى اليمن فقُبض علىه في مطار صنعاء وسُجن في الأمن السياسي بصنعاء وكان ذلك مطلع العام 2002م. -بعد ستة أشهر في السجن أفرج عنه ومُنع من السفر .. وكرس نشاطة لسنوات لاحقة في إعداد ما سمي "منهج الأكاديمية العسكرية الجهادية " بجانب نشاطه التعليمي الديني ، حيث عكف نصر بن علي الانسي ملازم بعض مشايخ جامعة الإيمان وبعد فترة طويلة حصل على إجازة في الفقه الشافعي من الشيخ جمال الرديني المدرس في جامعة الإيمان.. كما كان يقوم ببعض الأنشطة مثل الدعوة الفردية في أوساط الشباب وإقامة بعض التدريبات الخاصة أي "غير معلومة". -عام 2011 إبان ما سمي بثورات الربيع العربي ،ظهر في أوساط حركة الاحتجاجات الشبابية بانشطة تجنيد للقتال ضد النظام ، وسرعان ما كشف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، رسميا عضوية الانسي الفاعلة والقيادية التي ضلت لسنوات "سرية"، مشهرا صفته كقيادي في مشوار التنظيم الجهادي مع رفقائه في التظيم المدمج بفرعية اليمني والسعودي. - بنهاية عام 2012 ، اشيعت أنباء عن تمكن جهاز الامن القومي اليمني "المخابرات " من اعتقاله في عملية مداعمة بالعاصمة صنعاء ، لكن أباء لاحقة تحدثت عن تمكن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الاولى مدرع "المنحلة راهنا" اللواء علي محسن الاحمر من الضغط بكافة باتجاه الرئيس عبد ربه منصور هادي لاطلاق سراحه...لكن الانسي ظهر بعد أشهر من ذلك عبر مقابلة لاحدى الصحف المحلية نفى فيها اعتقاله ، واعتبرها كذبة من كذبات بقايا النظام السابق. وينظر الى نصر الانسي بإعتباره من خاصة اللواء علي محسن الأحمر ، وواحدا ضمن قلة قليلة جدا ممن اضطر اللواء الأحمر، المعروف عنه رعايته للجماعات المتشددة وتقريبه للعناصر المتطرفة، الى الاستخدام بكثرة وائتمانهم على كثير من الأسرار والتفاصيل الداخلة تحت وصف " سري للغاية" ، بينها تنسيقات وكحلقة وصل من داخل الدولة مع التنظيم في إطار مصالح متبادلة..