أثارت المناورة العسكرية قرب الحدود مع السعودية التي أجرتها جماعة "انصارالله" -الحوثيين-في اليمن ، للمرة الاولى منذ سيطرتها السلطة في صنعاء يناير الماضي، تساؤلات عديدة عن أهدافها ، بالنظر إلى الازمة المركبة في الساحة اليمنية ، ومشهدها الانقسامي المغذى من قبل أطراف إقليمية دافعة باتجاه تمزيق البلد. وفيما رأى مرقبين أن "الحوثيين" يسعون من خلال هذا الاستعراض العسكري،إلى إثارة مخاوف المملكة السعودية من القوة التي اكتسبتها الجماعة التي استحوذت على السلطة بالقوة في اليمن، بدعم من إيران، ردت دول الخليج بالقول "إن أعضاء مجلس التعاون لديهم قدرة كافية على حماية أراضيهم وسيادتهم"، معتبرة أن "أي تحرك هنا أو هناك لن يؤثر على دول مجلس التعاون الخليجي" وأجرت جماعة "أنصار الله" المناورة العسكرية الكبيرة أمس في منطقة كتاف، التابعة إدارياً لمحافظة صعدة والمحاذية للحدود السعودية شمال اليمن، كما ذكرت مصادر محلية يمنية، مشيرةً إلى أن المناورات العسكرية جرى فيها استعراض للفنون القتالية ومختلف أنواع الاسلحة والمركبات والمدرعات العسكرية. واستمرت المناورة منذ الصباح حتى المغرب من يوم أمس، وشارك فيها اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي في زيّ عسكري رسمي موحد، اتخذت من منطقة وادي آل أبو جبارة في صعدة ميداناً لها، وهو المكان الذي يعتبر أكثر نقطة حدودية استراتيجية مع السعودية. وتزامنت المناورات مع انعقاد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون بالرياض لمناقشة تداعيات الأزمة اليمنية وقضايا إقليمية أخرى، وذلك إثر موافقة دول المجلس على استضافة حوار طلب الرئيس اليمني المستقيل لعقده في الرياض. وحظيت المناورة بتداول إعلامي وسياسي واسع ، فيما لم يعلن عنها كمناورة رسمية، ، وعلى الرغم من أن أنصار الله لم تصرّح بأي شيء حولها، غير أنها حضرت على طاولة مؤتمر وزراء خارجية الخليج الذي عُقد في الرياض ، مقللا من تأثيرها..حيث علّق وزير الخارجية القطري خالد العطية، في ردٍّ على سؤال صحافي، «نحن غير قلقون كثيراً بشأنها»، مؤكداً أن دول الخليج «لديها إمكانية كافية لصدّ أي خطر قد يمسّ أي دولة من دول الخليج». ذهبت تفسيرات لاعتبار المناورة تاتي في ضوء توجه «أنصار الله» إلى «مخاطبة» السعودية التي تدعم قوى داخلية وترعاها، بصورةٍ مباشرة، بعدما أدركت «الجماعة» أن الحوار والتفاوض الداخليين لم يعودا مجديين في ظلّ إصرار تلك القوى على المراوغة والتملص من أي اتفاقات وتسويات تخرج من الوصاية السعودية الأميركية على اليمن، كما جرى مع اتفاقات سابقة، أبرزها «السلم والشراكة». من جانبه قال المتحدث باسم جماعة أنصارالله محمد عبد السلام، اليوم الجمعة، لوكالة فرانس برس أن "الهدف من هذه المناورات هو تحديث العملية العسكرية والاستعداد لأي تحديات قد تطرأ". وأكد أن "هذه المناورات هي رسالة سلام للجميع باستثناء من يسعى إلى تهديد اليمنيين بدعم العناصر التكفيرية"، في إشارة إلى المجموعات السنية المتطرفة. واتهم السعودية ب"تقديم مال وسلاح ودعم لوجستي للتكفيريين والقاعدة" الناشطة في شرق وجنوب اليمن، لافتًا إلى أن الرياض التي رفضت ما اعتبرته "انقلاب" الحوثيين "لم تفهم أن تغييرًا حصل في اليمن وأن اليمن يرفض أي هيمنة". وتابع عبد السلام، أن السعودية "عليها أن تفهم أن الشعب اليمني سيدافع عن سيادته ولن يخضع لأي إملاءات".