عند كل غارة من طيران العدوان السعودي الصهيوإمريكي على أي محافظة يمنية "صنعاءذمارتعزماربعدنشبوة ... الخ" تنطلق الطائرة مرورآ بمحافظة صعدة وترسل صواريخها على رؤوس ابنائها كأنها وداعة مع سواق بيجوت عليه إيصالها . وكذلك عند العودة لطائرات العدوان تلقي ما تبقى من عتادها القاتل على أبناء محافظة صعدة . رغم أن محافظة صعدة هي الأكثر تضررآ من العدوان السعودي لكنها الأقل ضجيجآ ونشرآ لما يلحق بها على وسائل الإعلام . تبقى محافظة صعدة وأهلها الأكثر صبرآ واحتسابآ وكل يوم تعلمنا دروسآ في التضحية والإيثار . صعدة التي لم يتم تعمير ما لحق بها خلال الحروب الست حتى الآن تدمر من جديد وبشكل اكثر وحشية وعنف وقبح . ولا يسمع أنين ضحايا العدوان عليها بل يكتمونه حتى لا يؤذوا مسامعنا أو يشغلونا عن أوجاعنا . ضقنا ذرعآ بتجاوز أكثر من شهر على العدوان ولم يضيقوا بسنوات من الاعتداء . ولا تزال الإتهامات تنهال عليهم دون توقف باستثناء تلك الفترة الوجيزة الذي اعترفوا بجريمة ما حل بهم في العام 2011 ولم يكن اعترافآ صادقآ وإنما لاستمالتهم سرعان ما افصحوا عن قبح ما يخفونه يوم الانتخابات الشكلية للدمية هادي عندما هتفوا "وعلى عينك يا حوثي" . المطلوب من أبناء صعدة حسبما يروجونه اليوم ألا يتدخلون في شأن المحافظات الأخرى وكأنهم ليسوا يمنيين ورغم أن الجميع كان يدس أنفه في شأنهم ولم يقولوا لهم ما يرددونه عليهم . ويأبى أبناء صعدة إلا أن يقفوا مع أخوتهم في باقي المحافظات ضمن اللجان الشعبية لردع الخطر القادم على الوطن والوقوف بوجه العاصفة رافضين الإنحناء أمامها حسب ما يقوله المثل الشهير . ضاربين عرض الحائط بكافة الأقاويل والأراجيف الذي سبق ترديدها منذ خريف الإخوان في اليمن أو غيرها من الأقطار العربية الذي دمروها كسوريا والعراق وليبيا . وتبقى صعدة فرزة طائرات العدوان . ودماء أبنائها الذي سبغت أرجاء اليمن من جبالها وصحاريها ووديانها وسواحلها بلون الشفق هي الغراء الذي يجعل الوطن متماسكآ في وجه مخططات التمزق . ___ *نقلا عن صفحة الكاتب بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك