لم تكتفي مملكة الارهاب بما خلفه عدوانها البربري على اليمن من دمار ومجازر بحق الآف المدنيين ، وما فجره حصارها منعا للغذاء والوقود والدواء، من كوارث انسانية طبية ومعيشية وازمة مياه بفعل توقف المضخات نتيجة انعدام الوقود, بل يظهر يوما بعد يوم امعانها في مزيد من ذلك وأكثر. وفي جديد أهدافها ، قصفت طائرات العدوان السعودي ، الاربعاء 20 مايو، خزاني مياه استراتيجيين في كل من مديرية عبس بمحافظة حجة شمال غربي اليمن ، وفي العاصمة صنعاء ، وضمن غارات دامية وعدوان سافر يشنه لليوم ال56 نظام آل سعود الارهابي الفاشي وحلفائه على عديد من المناطق والمدن اليمنية ، مستهدفا الاحياء السكنية ، والمنشآت الحيوية ، والبنية التحتية ، وكل مقومات الحياة ، بالتزامن مع مواصلة حصار التجويع لملايين اليمنيين. وقالت مصادر محلية في محافظة حجة إن العدوان السعودي شن ، الاربعاء، سلسلة غارات على مديرية عبس ، وطالت في عدد منها خزان المياه التابع للمديرية والمعروف ب"خزان دامغ" والذي يعتمد عليه الالاف من السكان في المنطقة. من جهته قال مدير المنطقة الثالثة بالمؤسسة المحلية للمياه بأمانة العاصمة صنعاء عبده علي الشامي، إن العدوان السعودي الغاشم استهدف في غارات فجر الاربعاء خزان المياه في منطقة النهدين الذي تبلغ سعته 5 آلاف لتر مكعب ويستفيد منه 30 ألف نسمة. واعتبر الشامي ضرب العدوان السعودي لخزان المياه دلالة خطيرة للمستوى الذي وصل اليه العدوان في استهدافه لحياة الناس. وأضاف، إن استهداف خزانات المياه يمس حياة المواطنين بشكل مباشر، فالمياه أهم من أي شيء آخر، مشيراً إلى أن مؤسسة المياه بأمانة العاصمة تعمل حالياً على البدء في إجراءات إعادة تأهيل الخزان بما يكفل استئناف تزويد المستفيدين بالمياه سريعاً، حيث تستفيد منه شريحة كبيرة من المواطنين-حسبما نقلته وكالة الانباء الرسمية. ويأتي امعان مملكة العدوان والارهاب في استهداف البشر والشجر والحجر في اليمن ، حتى خزانات المياه –عصب الحياة –بعد ايام من تحذيرات أطلقتها منظمة اليونيسيف حول الوضع الانساني والمعيشي في اليمن بتبعات الصراع والعدوان السعودي ، مجلية بوضوح كارثة شامله على كل المستويات معمقة بأزمة حادة في نقص مياه الشرب. وقالت اليونيسف في تقريرها الاخير انها زودت سلطة المياه في صنعاء والحديدة وذمار وصعدة بالوقود لتشغيل شبكات المياه التي تخدم 531 ألف شخص كما تقوم الشاحنات بتوزيع المياه على أكثر من 5700 شخص. وقال برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إن الهدنة الإنسانية الأخيرة في اليمن لم تكن كافية للوصول إلى جميع المحتاجين للمواد الغذائية، وقد ناشد البرنامج تنفيد مزيد من الهدن من أجل توزيع المساعدات. وذكرت مفوضية الاممالمتحدة للشئون الانسانية أن فرق التقييم السريع التي تم نشرها خلال فترة 5 ايام من الهدنة وجدت أن آلاف المدنيين الذين شردهم الصراع وقصف تحالف تقوده السعودية يواجهون صعوبات جمة وخصوصا نقص الوقود، والمياه، وأن النازحين الذين يقيمون مع العائلات المضيفة الكبيرة يعيشون الآن تحت سقف واحد وبدون حمامات كافية أو إمدادات المياه، حيث أدى الحصار المفروض على اليمن إلى انعدام الوقود وتعطيل عملية ضخ المياه.