تتواصل المشاورات بخصوص تسوية الازمة اليمنية التي تشرف عليها الاممالمتحدة في جنيف حول مسألة تطبيق الهدنة الانسانية في اليمن. ونجحت التدخلات الدولية في فرض تمديد لمشاورات جنيفاليمنية حتى السبت، ووضعت اسسا للتوصل الى الهدنة الانسانية المنشودة التي بدأ الاطراف اليمنيون مناقشتها بوساطة المبعوث الخاص للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد. واكد الوفد اليمني القادم من صنعاء إلى جنيف والمعارضة للعدوان السعودي والذي يضم حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، وجماعة أنصارالله وحلفائها، وامناء عموم ثلاثة أحزاب في اللقاء المشترك، والحراك السلمي الجنوبي استمرار المشاورات بين الأطراف اليمنية في جنيف حتى السبت المقبل. وذكر عضو الوفد اليمني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي إن هناك اتفاقا مبدئيا لتمديد مشاورات جنيف بين المكونات السياسية اليمنية إلى السبت، فيما قال عضو اللجنة العامة للمؤتمر وعضو وفد المؤتمر الشعبي يحيى دويد عن هناك أفكار إيجابيه في لقاء مع المبعوث الاممي اسماعيل ولد شيخ كانت محل بحث وتقارب في وجهات النظر بشأن حتمية الهدنة وإستئناف العملية السياسية. وقالت مصادر عليمة مشاركة في مفاوضات جنيفاليمنية إن الوفد اليمني الآتي من صنعاء قدّم للمبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ ورقة مكتوب فيها تفاصيل اتفاق هدنة. وقالت المصادر إن مدير مكتب ولد الشيخ حضر مساء يوم الأربعاء الى فندق ( كراون بلازا) وأخذ الورقة التي سوف تناقش مساء اليوم الخميس في اجتماع بين الوفد اليمني والمبعوث الأممي. إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية في الاممالمتحدة إن ضغوط كبيرة في مؤتمر جنيف لتطبيق الهدنة، أجبرت السعودية على التراجع عن قرار وقف التفاوض والاتجاه حالياً للبقاء حتى يوم السبت مع توقع إقرار هدنة إنسانية خلال شهر رمضان. وذكرت المصادر أن اجتماع حصل بين وفد الرياض إلى مؤتمر جنيف حول الأزمة اليمنية وسفراء خمس دول أوروبية هم (الألماني، الفرنسي، البريطاني، الهولندي وسفير الاتحاد الاوروبي) طلب فيه السفراء من وفد مؤتمر الرياض المؤيد للسعودية بتطبيق الهدنة الانسانية في اليمن. في غضون ذلك، نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصادر عليمة في جنيف أن المبعوث الدولي قدّم تعهدات، بشكل رسمي، لسفراء خليجيين في اجتماعات عقدها «تحت جنح الظلام» في جنيف، وكان من بين الحاضرين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني. وتقضي التعهدات بأن لا يسمح لوفد الأحزاب الآتي من صنعاء بدخول مقر الأممالمتحدة «إلا إذا انصاعوا لطلب تمثيلهم على النحو الذي قدمته الرياض». ونُقل عن ولد الشيخ التأكيد حرفياً: «لن يدخلوا مقر الأممالمتحدة إلا إذا قبلوا بصيغة السبعة زائداً 3». واضافت إن الغاية من هذا الإصرار هو أن يكون هناك «وفد حكومي» مقابل وفد «المعارضة»، أي أن يكون ولد الشيخ قد كسب بذلك اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة المشكلة في الرياض بقيادة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، ويكون قد حكَمَ على الأحزاب الأخرى بأن تبقى مجرد أطراف متمرّدة على الشرعية. وقال الدكتور عادل شجاع عضو المؤتمر الشعبي العام في وفد القوى اليمنية المشارك في حوار جنيف "إن الوفد طلب مقابلة الأمین العام للأمم المتحدة بان کی مون بنحو مباشر، سواء أتى هو إلى جنیف أو ذهب الوفد الیمنی إلى نیویورک. وإزاء طلب وفد أحزاب صنعاء الذهاب إلى نيويورك لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي بعدما حرموا الفرصة بسبب التأخير في وصولهم إلى جنيف ولا سيما إذا ما فشلت مباحثات جنيف قال المتحدث الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة: دعونا لا نتنبأ بما سيحدث بالنسبة إلى فشل جنيف. المشاورات مستمرة وما نركز عليه حالياً هو ضمان استمرار المشاورات وبقاء الأطراف في جنيف والحوار مع إسماعيل ولد الشيخ، ومع بعضهم البعض كما نأمل، ثم ننظر في كيفية جعل عملية التشاور تمضي قدماً. وقال دبلوماسي غربي يتابع المباحثات إن «النقطة الايجابية الوحيدة هي استمرار المفاوضات وعدم انسحاب أي وفد»، فيما اعتبر ولد الشيخ أن وجود الوفدين الخصمين في مدينة واحدة، ولو في فندقين منفصلين، «انجاز» في حد ذاته. وفي الأثناء، اعتبر أعضاء «وفد صنعاء» أن الكرة في ملعب المبعوث الدولي، ورأت ممثلة حزب «المؤتمر الشعبي العام»، فائقة سيد، أن مسألة عدد أعضاء الوفد ليست إشكالية «لكن طلبنا الأساسي هو أن تعتبر الأممالمتحدة هذه المباحثات مشاورات بين مختلف الأطراف اليمنية وليس بين معسكرين اثنين». وكان زعيم جماعة انصارالله، عبد الملك الحوثي، في خطاب له مساء امس الاول الثلاثاء اتهم السعودية التي تقود عدونا على اليمن منذ 26 مارس الماضي مع حصار بري وجوي وبحري منعا للغذاء والقود والدواء، بأنها تحاول "فرض أجندتها" على الأممالمتحدة والمحادثات في جنيف. وقال "تعاملوا مع الأممالمتحدة ومبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له أجندة، يصدرون له أوامر ويقدمون له التوجيهات". وأضاف "وافقوا من جديد على الحوار، بعد أن قللوا من مستواه ومن أهميته، فحولوه إلى اجتماع تشاوري وليس حواراً جاداً يوصل إلى الحل؛ لأن المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل". مشيرا إلى أن الرياض وحلفاء العدوان تستخدم "أسلوب الترغيب والترهيب" مع المبعوث الأممي إلى اليمن "من أجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون".