اشعلت الفرضيات التي أعلنتها واشنطنولندن حول أسباب تحطم الطائرة الروسية في سيناء، غضب موسكو على اعلى مستوى معتبرة أن أية تصريحات تصدر عن جهات غير مرتبطة بالتحقيق، غير جديرة بالثقة. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا بحثا خلاله تبعات كارثة طائرة الركاب الروسية في مصر. وأفاد الكرملين في بيان الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني بأن زعيمي البلدين تبادلا الآراء حول الوضع الناجم عن تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، فيما أشار بوتين لكاميرون إلى أنه في تقييم أسباب الكارثة ينبغي الاعتماد على المعلومات الصادرة في سياق التحقيق الرسمي الجاري. وفي وقت سابق من الخميس أعلن كاميرون نيته الاتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا في أقرب وقت ليبحث معه سلامة الرحلات الجوية إلى منتجع شرم الشيخ المصري. وفي تصريح صحفي في لندن قال كاميرون إنه يرجح إلى اعتبار وقوع تفجير قنبلة وراء كارثة الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 من الشهر الماضي فرضية ذات مصداقية. من جانبه ، أعرب ألكسندر نيرادكو، رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي، عن اعتقاده بأن التوصل إلى استنتاجات معينة بشأن أسباب وقوع حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء قد يستغرق عدة شهور. وقال نيرادكو في تصريحات صحفية أدلى بها، اليوم الخميس، إن لجنة التحقيق تدرس كل الفرضيات حاليا. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن، في وقت سابق، أن عمليات البحث في مكان سقوط الطائرة الروسية يجب أن تستمر ما دام الأمر يتطلب ذلك، ولا يجوز وقفها لأسباب شكلية بل ويجب القيام بكل ما هو ممكن لإعادة رسم الصورة الحقيقية للكارثة. وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن فريق التحقيق وحده يمكنه تقديم أية فرضيات أو التخمين بشأن أسباب حادث تحطم إيرباص — A321 في سيناء. يذكر أن الطائرة الروسية المنكوبة من طراز "إيرباص — A321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" تحطمت فوق سيناء، صباح السبت الماضي، وكان على متنها 217 راكبا و7 من أفراد الطاقم ولقي الجميع مصرعهم. وشدد بيسكوف لدى تعليقه على تصريحات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حول "احتمال قوي" لوقوف تنظيم "الدولة الإسلامية" وراء الكارثة: "قلنا ذلك في السابق ونكرر مرة أخرى... لا يحق لأحد باستثناء فريق التحقيق تقديم أية فرضيات أو التخمين بشأن أسباب الحادث". وتابع السكرتير الصحفي قائلا: "لم نسمع حتى الآن أي تصريحات من جانب فريق التحقيق. أما بالنسبة للتخمينات الأخرى بهذا الشأن، فنعتبرها معلومات غير مؤكدة". وأضاف أنه إذا كانت هناك جهات ما تملك بيانات ذات قيمة، فإن موسكو تأمل في تسليم هذه البيانات لفريق المحققين. وتابع قائلا: "إننا لم نسمع حتى الآن أي تصريحات من جانب فريق التحقيق. أما بالنسبة للتخمينات الأخرى بهذا الشأن، فنعتبرها معلومات غير مؤكدة". وأضاف أنه إذا كانت هناك جهات ما تملك بيانات ذات قيمة، فإن موسكو تأمل في تسليم هذه البيانات للتحقيق. كما رفض بيسكوف مجددا أي محاولات للربط بين كارثة الطائرة الروسية في سيناء والأوضاع في سوريا حيث تجري العملية العسكرية الروسية، مشددا على أن مثل هذه التخمينات الافتراضية تأتي ليس في محلها على الإطلاق. وبشأن قرار بريطانيا تعليق التحليقات من وإلى شرم الشيخ على خلفية كارثة الطائرة الروسية، قال بيسكوف إن اتخاذ مثل هذا القرار يعد حقا سياديا لكل دولة. وأعاد إلى الأذهان أن الطائرات الروسية تواصل التحليقات من وإلى شرم الشيخ. من جهته أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحكومة البريطانيا لم تسلم لموسكو أي معلومات تخص كارثة الطائرة فوق سيناء. وفي مؤتمر صحفي قالت زاخاروفا إنه لو كانت هناك معلومات ذات شأن ولا يتم تسليمها للسلطات الروسية لسبب ما، فإن ذلك يعد "شيئا صادما". هذا وأعربت المتحدثة عن استغرابها من أن فرضيات تتعلق بأسباب تحطم الطائرة تُطرح من قبل مسؤولين حكوميين وليس من قبل الخبراء. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد قال إن هناك احتمالا قويا أن تنظيم "داعش" وقف وراء تحطم الطائرة الروسية في سيناء السبت الماضي. وأوضح في تصريح لقناة "سكاي نيوز" الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني أن الاستخبارات البريطانية أخذت بعين الاعتبار ما أعلنه التنظيم عن تبني الهجوم، كما أنها درست معلومات كثيرة أخرى حتى وصلت إلى هذا الاستنتاج. وتابع هاموند أن الحكومة البريطانية تنتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيق الكامل في المأساة، قائلا: "علينا أن نتخذ الإجراءات مباشرة"، في إشارة إلى تزايد عدد السياح البريطانيين العالقين في شرم الشيخ بسبب قرار لندن تعليق التحليقات من وإلى المنتجع. وتعهد الوزير باتخاذ إجراءات خاصة بدءا من غد الجمعة لتمكين البريطانيين في شرم الشيخ الذين قيم عددهم ب20 ألف شخص، من العودة إلى الوطن. وفي وقت سابق أعلنت بريطانيا إن الطائرة الروسية التي تحطمت بعد إقلاعها من شرم الشيخ ربما تكون قد أسقطت جراء انفجار عبوة ناسفة. وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كامرون في بيان: "بينما تستمر التحقيقات، لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية... لكن مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة". وفي إجراء احترازي قررت الحكومة تأخير الطائرات التي من المتوقع أن تقلع من شرم الشيخ للسماح لفريق خبراء الطيران البريطانيين المتوجهين إلى شرم الشيخ بأن يقوموا التدابير الأمنية المطبقة في المطار. وقال مصدر مقرب من التحقيقات وتحليل معلومات الصندوقين الأسودين في مصر أن تحطم الطائرة الروسية يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقود. وأشار إلى أن المحققين يفحصون التربة في موقع سقوط حطام الطائرة بحثا عن مؤشرات على وقوع هجوم بقنبلة. وكانت كشفت مصادر أمريكية أن الاستخبارات الأمريكية حصلت على معلومات جديدة تعزز فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة المنكوبة. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته أن فرضية انفجار قنبلة على متن طائرة الركاب الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء يوم السبت الماضي، تعتمد على نتائج اعتراض مكالمات بين عناصر إرهابية. وأكد المسؤول أن ال"سي ايه آي" أو وكالات الاستخبارات الأخرى لم تتوصل بعد إلى أية استنتاجات نهائية، علما بأن المكالمات المعترضة تدفع بالتحقيق في حالات عديدة إلى اتجاه غير صحيح. لكن هذه المعلومات الجديدة عززت رأي الاستخبارات أن تنظيم "ولاية سيناء" وهو فرع لتنظيم "داعش" ينشط في شبه جزيرة سيناء، تمكن من نقل عبوة ناسفة إلى متن الطائرة. وسبق أن دعت موسكو مرارا إلى الامتناع عن تقديم أية استنتاجات سابقة لأوانها قبل انتهاء التحقيق في تحطم الطائرة التي تم العثور على حطامها في الجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء. (وكالات )