تسارعت الفوضى المسلحة في محافظة عدن الخاضعة مع عديد من المحافظات جنوبي اليمن منذ يوليو من العام الماضي لسيطرة قوات الإحتلال التابعة للتحالف السعودي بالشراكة مع فصائل مسلحة ومتشددة بينها تنظيمي القاعدة وداعش الاكثر توسعاً وحضوراً. وافادت مصادر محلية جنوبية في محافظة عدن ،يوم الأحد 28 فبراير / شباط 2016 ، باندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحين مجهولين وحراسة قصر المعاشيق الرئاسي بمديرية كريتر . ولم ترد معلومات مؤكدة بعد عن حصيلة الاشتباكات التي تأتي ضمن مسلسل العنف الدموي الذي تعيشه محافظة عدن بصورة يومية، غير أن أنباء وردت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين خلال المواجهات التي استخدم فيها الأسلحة الخفيفة و المتوسطة بما فيها قذائف (الآر بي جي) ومدفعية الدبابات. كما أفادت أنباء أخرى باندلاع مواجهات أخرى بين فصائل مسلحة في مديرية خور مكسر وحي البساتين شمال المدينة خلفت قتلى وجرحى. ومع ساعات المساء هذا اليوم الأحد تطورت الاشتباكان حول قصر المعاشيق ، وقالت مصادر محلية في عدن بأن المجاميع المسلحة تمكنت من احتلال المواقع المرتفعة من تلة القصر ، كما عززت انتشارها في الجبال المحيطة به. إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية انه تم القبض على متهمين باغتيال شيخ سلفي مناوئ ل داعش، عقب ملاحقتهم إلى بلدة صبر الواقعة بين عدن ومحافظة لحج الواقعة تحت سيطرة تنظيمي القاعدة وداعش بصورة كاملة. وكان اغتال مسلحون مجهولون ظهر اليوم الأحد الشيخ عبدالرحمن العدني مسؤول دار الحديث عقب خروجه من مسجد الفيوش في منطقة الفيوش شمال مدينة عدن، والتي تتبع محافظة لحج، أثناء ذهابه لأداء صلاة الظهر. وذكرت المصادر أن العدني نقل على إثر الحادث إلى المستشفى، لكنه توفي عقب ذلك. وتاتي هذه التطورات المتسارعة والتي وصلت إلى قصر المعاشيق الرئاسي في الوقت الذي تعاني منه محافظة عدن وعدد من المحافظات جنوبي اليمن من انفلات أمني يومي غير مسبوق في ظل سيطرة قوات الغزو وعملاء الاحتلال وتوسع سيطرة شركائهم الابرز في اسقاط تلك المحافظات تنظيمي داعش والقاعدة، وتصاعد مؤخرا صراع النفوذ والسيطرة على الارض بين حلفاء وشركاء الامس القريب في مهمة وصفت اعلامياً من قبل تحالف الاحتلال السعوإماراتي بتحرير عدنوالمحافظاتاليمنية من الجيش اليمني غير الموالي لهيمنة أمراء البترودولار ، وفي الواقع المعاش تمكين الجماعات الارهابية من الارض اليمنية واشاعة الفوضى الشاملة. فبعد اشهر من شراكة ودعم بين قوى العدوان والاحتلال مع تنظيمات إرهابية أبرزها تنظيمي القاعدة وداعش في اسقاط المحافظات الجنوبية بعد معارك قادت إلى انسحاب الجيش اليمني ، دخلت تلك المحافظات مرحلة متنامية من تقاسم النفوذ والسيطرة على الارض بين فصائلها المسلحة برعاية قوات الاحتلال .. وخلال الثلاثة الاشهر الماضية أصبحت رايات «القاعدة وداعش » تظلّل الجنوب اليمني بأسره تقريباً. من لحج إلى حضرموت مروراً بعدنوأبينوشبوة برعاية تحالف العدوان والغزو السعودي الاماراتي. ومن تنامي التصفيات والهجمات والاغتيالات اليومية والفوضى جنوبي اليمن الذي يديرها تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية وسع مسلحو تنظيم القاعدة نفوذهم القوي بإمكانات عسكرية إلى جانب تنظيم داعش ، من محافظة إلى أخرى، بما يشير إلى وقائع مخطط الرياض وحلفائها في تمكين تلك الجماعات من كافة المحافظات جنوبي اليمن من عدنلحجأبينشبوة وحتى حضرموت والمهرة على الحدود مع سلطة عُمان.