فجرت فضحية الأممالمتحدة بشطب اسم تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية من اللائحة السوداء للبلدان والجماعات المنفذة لجرائم حرب بحق الاطفال ردود افعال ساخطة من قبل المنظمات والمدافعين عن حقوق الانسان بوصف تلك الخطوة انتكاسة غير مسبوقة في مسيرة المنظمة الدولية والالتزام تجاه حقوق الإنسان والشعوب الفقيرة، مقارنة بالاستسلام لمالكي ومصدري النفط في العالم، في وقت أعلنت فيه الولاياتالمتحدةالامريكية تبرؤها من المشاركة في الضغوط السعودية التي اسفرت عن تراجع الاممالمتحدة عن قرارها. وادانت منظمة هيومن رايتس واتش "خضوع" أمين عام الاممالمتحدة بان كي مون للضغوط السعودية ورفع التحالف السعودي من القائمة السوداء حول اليمن. واضافت المنظمة إن اللائحة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال فقدت مصداقيتها حين صارت خاضعة للتوجه السياسي. وقال فيليب بولوبيون، نائب مدير في هيومن رايتس ووتش، إن قرار رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء "مقلق للغاية"، و"يفسد إرث الأمين العام في حقوق الإنسان". وكتب فيليب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مستوى جديد من الانحطاط في الأممالمتحدة، فيما يخص الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط، السعودية بقوة على قائمة العار". وأضاف فيليب: "تخبط صادم من قبل الأممالمتحدة لإزالة السعودية الآن من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن. تسييس عارٍ ومكشوف". واستغربت أكشاي كومار مسئولة في منظمة هيومان رايتس ووتش، من قرار الأممالمتحدة، رفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من قائمة العار، وقالت إن الوقائع والدلائل تشير بقوة أن السعودية تستحق أن تكون على قائمة العار للانتهاكات ضد الأطفال في اليمن.. فلماذا تستسلم الأممالمتحدة؟ من جانبه قال نائب المدير التنفيذي في هيومن رايتس ووتش، ايان ليفين: "سلوك شائن من قبل الأممالمتحدة، رغم الأدلة الوفيرة لجرائم السعودية في اليمن من هيومن رايتس والعفو الدولية والأممالمتحدة نفسها". واجبرت السعودية الأممالمتحدة أمس الاول الاثنين على رفع اسمها وتحالفها العدواني الذي تقوده على اليمن ، من القائمة السوداء بشأن جرائم ابادة ارتكبتها بحق الاطفال اليمنيين بعد ايام من ادراجها بموجب تقرير صادق عليه بان كي مون . وتحت ضغوط نفوذ امراء البترودولار بقيادة السعودية وتهديدات واتهامات للأمم المتحدة لطمس أي ادانات موثقة لجرائم حرب اراكبها النظام السعودي وتحالفه في عدوانه على اليمن على مدى اكثر من عام حصدت عشرات الآلاف من المدنيين بنهج يومي جرائم الابادة والتدمير الشامل، قالت الأممالمتحدة ،مساء الامس الاثنين 6 يونيو 2016 ، إنها رفعت اسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء السنوية للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراع. وقال متحدث باسم الاممالمتحدة إن رفع اسم التحالف السعودي من القائم السوداء انتظارا لمراجعة مشتركة تجريها الأممالمتحدة والتحالف بشأن حالات الوفاة والإصابة بين الأطفال. وكان ادراج السعودية وتحالفها العسكري في القائمة السوداء الاممية نظرا لمسئوليتها عن جرائم حرب طالت بالقصف الجوي على مدى اكثر من عام المئات من الاطفال في اليمن واستهدفت عشرات المنشآت المدنية كالمدارس والمستشفيات. وبحسب تقرير عن الاممالمتحدة بهذا الخصوص مساء الخميس- الجمعة 3 يونيو/حزيران 2016 فان تحالف السعودية مسؤولاً عن 60٪ من الضحايا الأطفال في اليمن العام الماضي، أي مقتل 510 وجرح 667 طفلاً. ووفقاً لذات التقرير فإن التحالف السعودي مسئول عن اكثر من نصف الهجمات على المدارس والمستشفيات في اليمن العام الماضي. وتعكس الاستجابة الاممية لضغوط السعودية وحلفائها من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ارتهان المؤسسة الدولية لنفوذ المال الخليجي الاقوى على حساب بلد وشعب فقير يتعرض منذ اكثر من عام لأبشع حرب بربرية مترافقا مع حصار تجويع للملايين ، بما يعزز من تواطؤ مفضوح إزاء جرائم حرب سبق وأن عطلت معها أي مسعى نحو لجنة تحقيق دولية مستقلة. وكشفت مصادر دبلوماسية في اعقاب القرار "الفضيحة" إن الأممالمتحدة خضعت لضغوط كبيرة مارستها السعودية وعدة دول غربية لإسقاط التحالف السعودي من القائمة السوداء . من جانبها نفت الخارجية الأميركية صحة الأنباء عن ضغوط أميركية على الأممالمتحدة لرفع اسم السعودية عن اللائحة السوداء ، وحثت مساء امس الثلاثاء السعودية على التعاون الجاد مع الأممالمتحدة للتحقق من مصير الأطفال في اليمن. وسعت الاممالمتحدة أمس الثلاثاء 7 يونيو 2016 الى الدفاع عن قرارها بسحب قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن، من اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تقتل الاطفال في النزاعات، بعد تعرضها للانتقادات الشديدة من منظمات للدفاع عن حقوق الانسان. واعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك ان القرار ليس نهائيا ويمكن ان يعاد النظر فيه بناء على معلومات اضافية تنتظر الاممالمتحدة الحصول عليها من التحالف قبل شهر آب. وقال دوجاريك "لا اعتقد ان هناك تغيرا في الموقف. سنرى ما ستسفر عنه اعادة النظر، وسنصحح اللائحة اذا كان هناك داع لذلك". كما اعلن ان التقرير الذي يحمل قوات التحالف مسؤولية موت 60% من الاطفال الذين قتلوا في النزاع في اليمن عام 2015، يستند الى "معلومات موثوق بها وذات مصداقية".