منذ قيام الثورة اليمنية في العام 1962م في ا لسادس والعشرين من سبتمبر لأجل نهضة الشعب اليمني واستقلاله وسيادته واجه الشعب اليمني هجمة شعواء وتحالف غريب للوقوف في وجه ثورة الشعب اليمني العظيم بقيادة المملكة العربية السعودية والتي جمعت تحالف باطراف غريبة وادخلت اليمن في حرب استمرت لثمان سنوات (1962م– 1970م) بهدف إعادة الملك البدر آخر ملوك المملكة المتوكلية التي قامت عليها الثورة اليمنية وفر آخر ملوكها إلى السعودية الذي حمته مملكة آل سعود والذي كان يضم (السعودية ، وبقايا النظام الملكي ، والمملكة المتحدة "التي كانت تحتل جنوباليمن حينها" ، بالاضافة إلى الأردن ، والعدو الصهيوني ، والدولة الفارسية) وذلك لمواجهة الثورة اليمنية والنظام الجمهوري الذي قام حينها في شمال اليمن والذي كان يقاوم التدخل الذي تقوده السعودية من خلال أبناء الشعب اليمني ودولة مصر بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر . ورغم هذا التحالف السعودي العنيف والغريب فقد انتصر النظام الجمهوري في اليمن وخسرت السعودية وحليفاتها آلاف القتلى كانوا في الغالبية من السعوديين بفضل الله ثم التحالف الشريف مع الرئيس القومي جمال عبدالناصر والذي بسبب مساندته لثورة الشعب اليمني تعرض لنكسة 1967م بحسب محللين أجانب وعرب وذلك بسبب خسارة مصر حوالي (26) ألف مقاتل من خيرة جنودها على أرض اليمن. وهاهي السعودية اليوم تكرر نفس ذلك التحالف باتجاه آخر وغريب لكنه يتشابه في كثير من النقاط ، فهي اليوم تستقبل رئيساً مستقيلاً هارباً يدعوها لقتال أبناء بلده وشعبة بعد أن طردته ثورة شعبية عارمة وتدخل الحرب اليوم تحت مسمى الدفاع عن الجمهورية والشرعية التي يناقضها النظام السعودي ويحاربها ، بل أن الأدهى والأمر أنها تدعي حرب فئة من الشعب اليمني قاتلت الشعب اليمني وحاربته "لثمان سنوات" من أجلهم بل وتستضيف على أراضيها أجداد هؤلاء وأخوانهم وأبناء عمومتهم. الغريب في هذا التحالف الذي تقوده السعودية أنه يضم إلى جانبها مصر العروبة التي كانت تقف في وجهها في حرب (الثمان سنوات) والتي خسرت الآلاف من خيرة جنودها في الدفاع عن النظام الجمهوري في اليمن حينها. لكن مصر اليوم ليست مصر "القائد/ جمال عبدالناصر"بل هي مصر بقيادة "عبدالفتاح السيسي" ، بالاضافة إلى نفس القوى السابقة مع اختلاف مسمياتها واستعانتها بمرتزقة الجنجويد في السودان والجيش الباكستاني الذي أنكسر أمام مليشيات القاعدة وطالبان في أفغانستان والذي أنهكته الحروب مع الجارة اللدودة الهند لكن يبدو أن المال الذي سخرته "مملكة آل سعود" جعل من "السيسي" في مصر وهو الحاكم الذي جاء بعد انقلاب على شرعية الحاكم المصري بعد ثورة 25 يناير والذي لم ترضى عنه السعودية وحاربته لتضع السيسي مكانه يرغب في برد دين تعيينه ودعمه في انقلابه بالمال وعند الدول الكبرى لكن على حساب أبناء مصر وجيشها العظيم متناسياً أن جيش مصر العظيمة الذي يملك عقيدة راسخة وريادة على كل جيوش المنطقة لا يقبل أن تقوده دولة نشأت كورم سرطاني في جسم الجزيرة العربية لا يزيد عمرها عن سبعين عاماً. كما أن الرفض الشعبي المصري لهذا التدخل في اليمن الذي ليس لجيش مصر فيه ناقة أو جمل كما يقول غالبية أبناء مصر. أيضاً يتذكر المصريون ولا يمكنهم أن ينسوا أن أكبر مقبرة في الجزيرة العربية للجنود المصريين موجودة في اليمن لكنها لجنود مصر الأوفياء جنود مصر بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر ولا يرغبون في أن تصبح هذه المقبرة هي الأكبر على مستوى العالم لو زج بالجيش المصري في معركة خاسرة على أرض اليمن اليوم ، وليس دفاعاً عن عقيدة أو عن بلدهم بل دفاعاً عن نظام لا يحبونه ويختلفون معه فكرياً وعقائدياً وهنا تأتي الطامة الكبرى لأن الطرف الأخر وهم اليمنيون سيقاتلون دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم في حين لا يجد المصريون هدفاً يقاتلون من أجله سوى الموت على ارض اليمن من أجل "آل سعود". ومن المؤكد أنه كما انتصر اليمنيون سابقاً سينتصرون اليوم لأن الحق معهم والحرية والكرامة والشرف هدفهم فهل يتكرر المشهد بعد خمسة عقود وعلى نفس الأرض ... الزمن كفيل بفضح ذلك !!!