حذر مصدر سياسي رفيع المستوى النظام السعودي الحالي من المساس بحياة الرئيس السابق إبراهيم بن محمد الحمدي السريحي الذي لازال يقبع في أحد سجون الأمراء السعوديين بسبب عدم ركوعه وانصياعه لهم والموافقة على تدخل حكام السعودية في الشؤون اليمنية ورفضه لان يكون عميلاً لنظامهم ومؤكداً لأمراء وحكام آل سعود بأنه سيتم فتح ملف قضية الرئيس الحمدي واغتيال أخيه عبدالله من جديد ، وسيتم مطاردة وملحقاة كل المتورطين فيها من أمراء وملوك وقادة عسكريين وسياسيين في المحاكم اليمنية والعربية والدولية مع ملفات ارتكاب النظام السعودي بقيادة تحالف في العدوان على اليمن وشعبة وسيادته واستقلاله جرائم حرب وإبادة في الشعب اليمني منذ 26 مارس 2015م . وكشف مصدر سياسي رفيع المستوى في تصريح خاص ل(حضرموت نيوز) أن الرئيس إبراهيم الحمدي كان رئيس الجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974 حتى 11 أكتوبر 1977 تم اغتياله أخيه عبد الله في ظروف غامضة لم يبت فيها إلى اليوم ..، فيما لازال الرئيس الحمدي مخفياً في أحد السجون السياسية التابعة للنظام السعودي . وأشار المصدر إلى أنه سيتم في الفترات القادمة فضح حقائق وإسرار سجن الرئيس السابق إبراهيم الحمدي وكل العملاء والخونة الذين اشتركوا في عملية الاغتيال لاخية عبدالله وظهور الرئيس الحمدي بهيئة غريبة وملتحياً بدقنتة الكبيرة وجسمه النحيل وهو يؤدي فريضة العمرة في الحرم المكي بعد أن سمح له في السنوات الأخيرة بعد طلب منه لأداء فريضة العمرة وتحت حراسة مشددة . وقال المصدر الذي يمتلك وثائق هامة وحقائق وإسرار هامة : - "بعد أن تم اغتيال عبد الله الحمدي – قائد لواء العمالقة وقبل محاولة اغتيال الرئيس إبراهيم قام صالح الهديان (أو الهذيان) الذي كان يعمل ملحقاً عسكرياً للسعودية في صنعاء، بتهديد الرئيس البطل إبراهيم الحمدي الذي رفض أن ينصاع ويركع للنظام السعودي فما كان منه إلا أن قتل أحد المتواجدين في مسرح الجريمة وقام بتوجيهات سعودية حينها بنقل الحمدي على طائرة خاصة للرياض وسلم الهديان الحمدي مكبلاً بالقيود وآثار التعذيب التي تعرض لها في صنعاء واضحة علية للأمير نايف بن عبد العزيز ال سعود . وأوضح المصدر في سياق تصريحه أن معظم أفراد أسرة الرئيس السابق الحمدي قد أفادوا في أكثر من مرة بأنه لم يسمح لهم رؤية إبراهيم الحمدي وهو ميت أو مقتول ولكنهم لم يشاهدوا سوى جثة الشهيد عبدالله الحمدي المراقة بالدماء وهذا دليل واضح أن الحمدي الرئيس السابق لازال حياً فيما يبقى السر في الجثة التي دفنت على أنها له والضريح الوهمي الذي خدع عملاء النظام السعودي الشعب اليمني بإن رئيسهم الحمدي قد استشهد . ونوه إلى أن النظام السعودي حينها عمل على صنع الشائعات ونشر الروايات والقصص والأقاويل حول حادثة استشهاد الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي - وخاصة تلك الروايات التي تقول أن جثة الحمدي وأخيه عبد الله وجدت بجانب فتاتان فرنسيتان وهو ما جعل مروجي الأقاويل يذهبون برواياتهم ابعد مما يكون خاصة مع انعدام رواية رسمية تثبت أو تنفي تلك القصص. وذكر المصدر أن احد الفتيات الفرنسيات والتي هي فيرونيك تروي أو فيرو - كما يسمونها- وهي روسية ولدت في مطلع الخمسينات في الصين ، والدها ديميتري تروي جاسوس مزدوج يبيع معلوماته للروس والصينيين على حد سواء لكن امره لم يلب ثان افتضح فأضطر على مغادرة الصين إلى هونغ كونغ ومنها إلى فرنسا وقد تخلى عن زوجته ومنزله وأكثر ممتلكاته واحتفظ بابنته فيرونيك واصطحبها معه إلى فرنسا. وأفاد المصدر أنة وبعد أسبوع فقط من وقوع الاغتيال ، بعثت السفارة الأميركية في صنعاء تقريراً للخارجية الأمريكية يلخص معلومات السفارة عن تفاصيل ما حدث.,، وأنه جرى إحضار فتاتين من باريس وقتلهما وإلقاء جثتيهما بجانب جثة الحمدي وشقيقه للإيحاء وكأنها "جريمة أخلاقية" وقد يكون ذلك التقرير، أوثق سرد تاريخي مكتوب لما حدث، إذ يؤكد كاتبه أن السفارة كانت تعلم أن الرئيس الحمدي كان مدعواً لحضور مأدبة غداء أقامها رئيس أركان الجيش اليمني، أحمد حسين الغشمي في منزله، تكريماً لرئيس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني، العائد لتوه من لندن بعد إجرائه عملية جراحية هناك. ووفقاً للتقرير، فإن الرئيس الحمدي، على ما يبدو، نسي أو تناسى الدعوة، وبدأ يتناول طعام الغداء في منزله، وبرفقته أحمد عبده سعيد (أحد وزراء الحمدي الذي كثيراً ما كانت السفارة الأميركية في صنعاء تستقي معلوماتها منه)..، وفي الساعة الواحدة والنصف ظهراً، دق جرس الهاتف، فإذ بالغشمي يسأل عن أسباب تأخر الرئيس في المجيء، ويلحّ على حضوره، فذهب الحمدي تحت الإلحاح لحضور الوليمة من دون أن يذهب معه أحمد عبده سعيد. ويفيد التقرير بأنّ الرئيس المغدور انضمّ إلى رئيس الوزراء، وكان معهما الوزير محمد الجنيد ( لم يوضح التقرير منصبه على وجه التحديد) لكن التقرير يشير إلى أن الرئيس الحمدي خرج من بين الضيوف/ إلى جناح آخر في منزل الغشمي، ومعه أخوه غير الشقيق عبد الله الحمدي (تجاهل التقرير الإشارة إلى أن عبد الله الحمدي كان وقتها قائداً للواء العمالقة المتمركز في محافظة ذمار، ولم يوضح سبب وجوده في صنعاء). ووفقاً للتقرير السفارة الأمريكية نفسه، فإن الغشمي أصدر توجيهاته لوزير الداخلية (الموالي للسعودية أيضاً) محسن اليوسفي، للذهاب إلى مسرح الجريمة، حيث قام اليوسفي، بحسب التقرير السري، بتصوير الجثث العارية. أما التقرير الأغرب حول الموضوع، فمصدره السفارة الأميركية في لندن، ويكشف عن اسمي الفتاتين الفرنسيتين، قائلاً إنه جرى إحضارهما من باريس، وقتلهما في صنعاء وإلقاء جثتيهما بجانب جثة الرئيس وشقيقه للتغطية على الجريمة والإيحاء وكأنها "جريمة أخلاقية". ووفقاً لأكثر من تقرير أميركي في تلك الفترة، فإنّ الملحق العسكري بالسفارة السعودية صالح الهديان كان يتنقل في جولات مكوكية بين صنعاء وصعدة وخمر، تحت غطاء الوساطة بين الرئيس الحمدي وشيوخ قبائل موالين للسعودية، يقودهم شيخ قبيلة حاشد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، المتضرر الأول في حينها من جهود الحمدي لبناء دولة مركزية قوية، بحسب مضمون بعض البرقيات ، حيث جاء في إحدى الرسائل أن الهديان توسط للإفراج عن شيوخ بارزين كانوا رهن الاعتقال ، كما صاغ اتفاق مصالحة لم يكتمل بين الحمدي والشيخ الأحمر، يتضمن بنوداً لم تكن مرضية للرئيس حمدي. ورغم الانطباع السائد آنذاك بأن السعودية كانت تساند الرئيس الحمدي، فإن أحد التقارير الواردة من السفارة الأميركية في صنعاء إلى وزارة الخارجية الأميركية، يشير إلى معلومة مستقاة من السفير السوداني لدى اليمن، مفادها أن الحمدي حمّله رسالة إلى الرئيس السوداني جعفر النميري، يبلغه فيها بفشل اتفاق مع شيوخ القبائل الموالين للسعودية، ممن تمردوا على الرئيس الحمدي، وبدأوا يشنون هجمات ليلية على مطار صنعاء الدولي. ووصف التقرير السفير السوداني بأنه "مصدر يحظى بصدقية عالية" وكشف أن الحمدي طلب من النميري من خلال السفير، قبل أيام من اغتياله، أن يناشد السعوديين، بالنيابة عنه، "للتوقف عن التدخل في الشؤون اليمنية، والتوقف عن إعاقة بناء دولة مركزية قوية". كما يستند التقرير إلى مصادر بريطانية أفادت بأنّ الشرطة السرية الفرنسية بحثت عن دبلوماسيين اثنين من اليمن الشمالي لاستجوابهما حول دورهما في ترتيب سفر كل من فيرونيكا تروي وفرانكا سكريفين إلى اليمن، في الثاني من أكتوبر (قبل الاغتيال بتسعة أيام)، ويكشف التقرير أن الرد من السفارة اليمنية أوضح أن الدبلوماسيين المطلوبَين للاستجواب، عادا إلى اليمن. ونقل التقرير عن إحدى صديقات الفتاتين الفرنسيتين، أنهما كانتا تعملان في حانة باريسية، وجرى إيهامهما بأنهما ستكونان ضيفتبين لدى الرئيس اليمني، ووافقتا على عرض السفر بعد منح كل منهما ما يقارب ستة آلاف جنيه استرليني مقابل تلك الرحلة الدامية. وأقرّ التقرير بأن القصة لم تنطلِ على من يعرفون الرئيس الحمدي، ووصف ما جرى بأنه "انقلاب دامٍ لتغيير نظام بأكمله عن طريق استهداف رأس النظام وتشويه سمعته أمام شعبه". وفي تقارير أميركية أخرى سابقة، أشارت السفارة الأميركية في صنعاء، إلى اختفاء قادة عسكريين من أنصار الحمدي، منهم المقدم علي قناف زهرة، قائد اللواء السابع مدرع في حينها، ومنصور عبدالجليل، قائد الشرطة العسكرية، لكن السفارة في تقرير لاحق، أشارت إلى أن قائد الشرطة العسكرية، عبدالجليل، عاد للظهور في حين أن الغشمي أقسم لبعض المقربين منه، أن علي قناف زهرة لا يزال حياً، من دون أن يحدد مكان وجوده. من جانب أخر علم (حضرموت نيوز) من مصادر موثوقة تؤكد أن أبناء الرئيس السابق إبراهيم الحمدي وشقيقاته وأقاربهم قد أكدوا أنهم لم يشاهدوا جثة الرئيس الحمدي ، ولكن بحسب ما أكدت لهم القوى السياسية في تلك الفترة بأنه قد قتل ولا داعي لمشاهدته ميتاً حتى لا يتألموا لوضعه بعد القتل كما أدعى المعنيون في الدولة والمواليين لنظام ال سعود في تلك الفترة . (( كما أن ابتسام محمد الحمدي أبنة أخو الرئيس الحمدي وتدعوة بعمها قد أكدت أن السعودية دعمت الغشمي ثلاث مرات لاغتيال إبراهيم الحمدي وقالت في احد اللقاءات الصحفية أنه كان هناك حديث عن مؤامرة لتصفيتهو كان ذلك قبل ثلاثة أشهر من حادثة الاغتيال حيث جاء الأستاذ أحمد دهمش إلى عمي الرئيس إبراهيم الحمدي وقال له أن هناك مؤامرة عليه وأن السعودية تخطط لقتله وأن رأس المؤامرة في اليمن هو أحمد الغشمي واقترح على الحمدي أن يقوم بإقالة الغشمي وعلي صالح والمشاركين في المؤامرة على قتله وبعد هذا اللقاء قام الرئيس الحمدي باستدعاء الغشمي وقال له : سمعت أن السعودية تسعى أو تحاول قتلي بواسطة أياد يمنية وأنت على رأس هذه المؤامرة. - فقال الغشمي للرئيس الحمدي الذي جمعته صداقة وعلاقة قوية بالغشمي: الإخوة في السعودية تواصلوا معي وطلبوا مني أن أقوم بقتلك واغتيالك وكنت أريد أن أخبرك وما وجدت فرصة وقد أعطوني شوالات زلط وأنا جئت أبلغك الآن وإذا فيك شك مني وبما أقوله ها أنا أمامك مستعد لأي عقوبة تراها.. ونظراً لطبيعة العلاقة التي جمعت بينهما ولطيبة الرئيس الحمدي لم يتخذ ضده أي عقوبات ولم يعط هذا الموضوع أي اهتمام وكان يرى أن تآمر الغشمي ضده ووقوفه وراء عملية اغتياله من الأمور المستحيلة. فقال الرئيس الحمدي للغشمي: الزلط التي حصلت عليها خذها ووزعها على قبائل همدان الذين يضجونك وكانت القبائل من همدان وضلاع همدان يأتون إلى الرئاسة ويشغلون الغشمي. - وبعد ذلك استلم الغشمي مبلغاً أخر من السعودية لنفس الهدف (اغتيال الحمدي) وجاء إلى الرئيس الحمدي للمرة الثانية.. وقال له: يا فندم إبراهيم أنا استلمت مبلغاً أخر من السعودية لقتلك وتصفيتك.. برأيك ماذا أفعل الآن؟! قال له عمي إبراهيم الحمدي: خذ المال منهم واستمر معهم وأخبرني عن أي مستجدات وهذا جعل عمي الرئيس إبراهيم الحمدي يثق بولاء الغشمي له وتولد لديه انطباع أن الغشمي لن يخونه ولن يقوم بتنفيذ عملية الاغتيال وقد أستلم الغشمي مبلغاً ثالثاً من السعودية لاغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي ولأن ولإعتبارات كثيرة لم يكن عمي إبراهيم ليصدق أي شخص يقول له ان الغشمي يرأس مؤامرة لاغتيالك أو لقتلك وهذا العمل يؤكد أن الخطة هي أن يجعلوا عمي الرئيس الحمدي يشعر بالأمان من الغشمي أو المشاركين معه في المؤامرة ضده ليباغتوه في الاغتيال. * تورط السعودية وعن تورط السعودية أفادت ابتسام محمد الحمدي قائلة : - " في إحدى المرات طلب الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان- من عبد الله الشمسي مدير مكتب الرئيس الحمدي ومسئول الاستطلاع الحربي تحديد موعد يتواجد فيه الرئيس الحمدي للالتقاء به ولم يكن الشمسي يعلم بأسباب طلب اللقاء بالرئيس. وفي اللقاء الذي جمعهما طلب الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان من الرئيس الحمدي إدخال خمسة أشخاص (كانوا يعملون لصالح السعودية) في التشكيلة الوزارية الجديدة يستعد الرئيس الحمدي لإصدار قراره بتشكيلها وإعلانها. فقال له الرئيس الحمدي: أنا موافق ولكن بشرط أن أعطيكم أسماء خمسة أشخاص في السعودية تضمونهم أو تدخلونهم ضمن وزراء حكومة السعودية المقبلة. فقال الهذيان للرئيس: ولكن هذا ما يصح يا طويل العمر.. ورد عليه الرئيس الحمدي: لماذا شروطنا لا تصح وشروطكم تصح؟! طبعاً.. وحصل بينهما شد وجذب ووصل الحوار بينهما إلى طريق مسدود فقال عمي الرئيس الحمدي لمدير مكتبه الضابط عبد الله الشمسي: يا عبد الله خذ الهذيان إلى مقر سكنه الآن وضعه تحت الحراسة ولا تجعلوه يخرج منها وقد حقد الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان على الرئيس الحمدي بسبب هذا الموقف وغادر إلى السعودية حينها ورفع تقارير وأخبار تحمل الكذب في مضامينها- ورفعها إلى الأمير سلطان الذي كان حينها المسئول الأول عن الدفاع والأمن في السعودية وهو الذي كان يقوم بتعيين ضباط ملحقيين عسكريين في سفاراتهم لدى الدول.. وكان هذا يقع في إطار عمله وكان الملحق العسكري الهذيان يعمل للأمير سلطان وتحت إشرافه وربما دس وزيف الأكاذيب في تقاريره وأقواله للإخوة في السعودية عن الرئيس الحمدي وتوجهاته السياسية ونواياه في الحكم أو في المستقبل وعن معاملته لهم.. وهذا ما سمعنا به وعرفنا أن الهذيان قال للأمير سلطان أن الرئيس إبراهيم الحمدي أهانني وطردني من اليمن لأني أمثلك أو أمثلكم وأمثل السعودية في اليمن وهي رسالة من قبل الرئيس الحمدي لكم ولذا يجب التخلص منه. وهذه القصة ربما تكون من أهم أسباب المؤامرة ضد الرئيس الحمدي باغتياله واغتيال أخيه عبد الله.. *إبراهيم بن محمد الحمدي السريحي . من مواليد عام 1943 في قعطبة التي كانت تُعتبر جزئاً من إب حينها وأصوله من منطقة ريدة في عمران فهو سريحي من خولان وينحدر من أسرة معروفة في الأوساط الدينية الزيدية، كان والده محمد بن صالح بن مُسلَّم الحمدي قاضيا في ثلاءوذمار. تعلم في كلية الطيران، ولم يكمل دراسته وعمل مع والده القاضي في محكمة ذمار في عهد الإمام أحمد حميد الدين. وأصبح في عهد الرئيس عبد الله السلال قائداً لقوات الصاعقة، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى. في عام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة. رئاسته في 13 يونيو 1974، قاد المقدم إبراهيم الحمدي انقلابا أبيض سمي ب"حركة 13 يونيو التصحيحية" لينهي حكم الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني الذي كان يٌنظر لإدارته بأنها ضعيفة وغير فعالة . .، وصعد المقدم إبراهيم الحمدي للحكم برئاسة مجلس عسكري لقيادة البلاد ومنذ ذلك الوقت اتسع الدور الذي يلعبة الجيش في النظام السياسي والحياة العامة. كان يريد إعادة هيكلة الجيش اليمني لمواجهة المشيخات القبلية الموالية للسعودية. تعطيل الدستور وحل مجلس الشورى بدأ الحمدي بالتقليل من دور مشائخ القبائل في الجيش والدولة وألغى وزارة شئون القبائل بإعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية،و كان يرأسها عبد الله بن حسين الأحمر باعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحولت إلى إدارة خاصة تحت مسمى "الإدارة المحلية" ، ونتج عن ذلك خلق أعداء أقوياء للرئيس الحمدي أبرزهم عبد الله بن حسين الأحمر مؤسس ما عُرف بحزب التجمع اليمني للإصلاح لاحقاً. وقام بتجميد العمل بالدستور وحل مجلس الشورى ، وفي 27 يوليو 1975 الذي أطلق عليه "يوم الجيش"، أصدر قرارات بإبعاد العديد من شيوخ القبائل من قيادة المؤسسة العسكرية وأجرى إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، فأستبدل العديد من القادة العسكريين خاصة ممن يحملون صفة "شيخ قبلي"، بقادة موالين لتوجه الحركة التصحيحية التي يقودها. وأعاد بناء القوات المسلحة اليمنية حيث تم دمج العديد من الوحدات لتتشكل القوات المسلحة من أربع قوى رئيسة: قوات العمالقة : تشكلت من دمج لواء العمالقة والوحدات النظامية، مهمتها تأمين حماية النظام وجعل على رأسها شقيقه عبد الله الحمدي. قوات الاحتياط العام : تشكلت من دمج لواء العاصفة ولواء الاحتياط. قوات المظلات : تشكلت من سلاح الصاعقة وسلاح المظلات ولواء المغاوير. قوات الشرطة العسكرية : تشكلت من سلاح الشرطة العسكرية وأمن القيادة. تقارب الحمدي مع النظام الاشتراكي في جنوباليمن وفي خطوات السير نحو الوحدة، عقدت إتفاقية قعطبة في فبراير 1977 والتي نصت على تشكيل مجلس من الرئيسين الحمدي وسالم ربيع علي (سالمين) لبحث ومتابعة كافّة القضايا الحدودية وتنسيق الجهود في كافة المجالات بما في ذلك السياسة الخارجية.و تبنى الرئيس الحمدي سياسة معتدلة وعمل على إقناع القادة في اليمنالجنوبي والرئيس سالمين تحديداً بتوجهاته. وفقا لوثائق ويكيليكس، أراد الرئيس الحمدي أن يكون اليمن الشمالي مثالاً يحتذى به للدول المجاورة حينها وبالذات اليمنالجنوبي ، وكان يُخطط لإقامة ماسماه بال"مؤتمرات الشعبية" والتي كانت البذرة الأولى لما أصبح حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح، هدف هذه المؤتمرات الشعبية كان الاستعداد لإقامة إنتخابات وانسحاب الجيش تدريجياً من المشهد السياسي. أخبر السفير الأميركي أن الطريقة المثلى لتغيير النظام الماركسي بجنوباليمن هو بإثبات أن الديمقراطية والسياسات الاقتصادية المعتدلة نجحت في شمال اليمن، وأضاف أنه يطمح لرؤية مجالس شورى منتخبة وانتخابات مباشرة لاختيار رئيس البلاد.. و يعلق السفير الأميركي أن تلك كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها الحمدي عن انتخاب مباشر لرئيس البلاد، ويظهر أن الحمدي ورفاقه الحداثيين يأملون من وراء الانتخابات إنهاء الإشكال المتعلق بالإطماع السياسية لمشايخ القبائل . ويذكر أن الرئيس السابق إبراهيم الحمدي هو قائد حركة 13 يونيو التصحيحية والتي كانت تلك الحركة تعارض النظام السعودي لإستعباده وإذلال اليمنيين كما أن الرئيس إبراهيم الحمدي قام بزيارة طارئة طار للسعودية لحظة سماعه قرارا ملكيا يحرم تمليك الأجانب المحلات والعقارات التجارية ليقول لملكها يومها هذا قرار يلغي اتفاقية الطائف بسبب نكثكم لبنودها وعليه سنسترجع أراضينا وسأطلب من أبناء شعبي العودة لبلادهم وحينها وبكل اذلال يعتذر له الملك ويصدر خلال ساعات قرار آخر يستثني أبناء اليمن من القرار السابق ويوصي بمعاملتهم كالسعوديين تماما بموجب إتفاقية الطائف الموقعة بين الإمام يحيى حميد الدين ونظام آل سعود في عام 1934م . *سجن الحمدي واغتيال شيقية عبدالله اغتيل عبدالله الحمدي ليلة 11 أكتوبر 1977 وونجأ منها الرئيس ابراهيم الحمدي الذي تم تعذيبة ونقله على متن طائرة خاصة لنقلة لسجون النظام السعودي قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي يعزى اغتياله إلى الصراع مع القوى القبلية التي أقصاها عن السلطة وإلى معارضة هذه القوى وحلفائها الإقليميين لخطواته المتسارعة تجاه الوحدة مع الجنوب. يُعتقد بشكل واسع أن السعودية دبرت عملية الاغتيال ل(عبدالله الحمدي) والترحيل والسجن ل(إبراهيم الحمدي) بعد فترة شد وجذب طويلة بين الرئيس الحمدي والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، مؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولم تُجرى أي تحقيقات للكشف عن الفاعلين ودُفن الشهيد (عبد الله الحمدي) وبقي سر الجثة المدفونة البديلة عن الرئيس السابق (إبراهيم الحمدي) في مقبرة الشهداء بالعاصمة اليمنيةصنعاء . * حديث الصورة : الرئيس السابق إبراهيم محمد الحمدي وهو بلباس الاحرام في مكة خلال تولية الحكم في اليمن وهو من أطلق على اليمن ب(اليمن السعيد). من الآرشيف ل(حضرموت نيوز)