اندلعت معارك ضارية في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس ومناطق محيطة بها أمس، في إطار عملية أطلقت عليها المعارضة اسم "فجر عروس البحر المتوسط"، تهدف إلى عزل العقيد معمر القذافي، بمشاركة معارضين من العاصمة والمناطق الشرقية، وبالتزامن مع مساندة غارات لحلف شمال الأطلسي "ناتو". وفيما تحدث قادة المعارضة عن سقوط وشيك للعاصمة، خرج القذافي بتسجيلين صوتيين في أقل من 24 ساعة، هاجم خلالهما معارضيه وكال لهم الاتهامات، ودعا أنصاره إلى الزحف عليهم و"تطهير" البلاد منهم. وقال شاهد عيان "إن قافلة للثوار دخلت ضاحية بغرب طرابلس من دون مؤشرات على وجود مقاومة من قوات القذافي، وإن المعارضين أطلقوا النار في الهواء احتفالاً"، في حين أضاف تلفزيون "سكاي" أن قوات المعارضة على بعد ثمانية كيلومترات من وسط طرابلس . وأكد قائد عسكري للمعارضة أن طرابلس "ستسقط قبل الغد (اليوم)" . وقال "سندخل طرابلس خلال ساعات" . وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي أحمد جبريل إن عملية "فجر عروس البحر" انطلقت بمشاركة قوات المجلس ومعارضين بدعم من حلف الأطلسي . وأضاف "نتوقع سيناريو من اثنين إما أن يستسلم أو أن يفر من المدينة، في حالة أبدى رغبته في الرحيل سنتجاوب" . وقال رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل إن "الثوار دخلوا طرابلس وسيطروا على بعض أحيائها"، وأشار إلى أن القذافي وأعوانه سيلقون معاملة أسرى حرب . إلا أن المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم قال إن "آلاف" الجنود والمتطوعين يدافعون عن العاصمة . وأفاد مراسل "فرانس برس" أن المعارضين القادمين من جبل نفوسة (غرب) دخلوا إلى العاصمة . وسقط حي تاجوراء في ضاحية طرابلس الشرقية، في أيدي المعارضة، التي سيطرت على مناطق الشط وسوق الجمعة والسبعة والطوبية، وحاصرت مطار معيتيقة الدولي . وقال محمد الحريزي عضو المجلس الانتقالي إن 123 من الثوار لقوا حتفهم في تاجوراء، وقبل ذلك بساعة سيطر الثوار على ثكنة تقع في "الكيلو 27" على الطريق ذاته، واستولوا على أسلحة . وأطلقوا عشرات السجناء من سجن مية . وأعلن المتحدث عبدالله مليتن أن ثواراً من مصراتة (200 كلم شرق) يشاركون في معارك العاصمة بعدما وصلوا إليها بحراً . ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في الحكومة الليبية قوله إن أكثر من 370 شخصاً قتلوا في اشتباكات بطرابلس، منذ ليل السبت، وجرح أكثر من 1000 شخص . وأعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل تكثيف هجماته على طرابلس . وقال إن طائراته المقاتلة هاجمت السبت 22 هدفاً منها العديد من المنشآت العسكرية ومستودعات السلاح والعربات . ونفى المتحدث رونالد لافوي أن تكون هناك جهود منسقة بين الحلف والثوار . واعتبرت المتحدثة باسم الحلف اونا لونغيسكو أن نظام العقيد القذافي "ينهار"، وقالت "ما نراه الليلة هو نظام ينهار"، مضيفة "كلما أسرع القذافي بإدراك ألا سبيل أمامه للانتصار كان أفضل للجميع" . دولياً، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست إنه تم إطلاع الرئيس باراك أوباما على الوضع في ليبيا من مستشار شؤون مكافحة الإرهاب جون برينان . وأضاف "نعتقد أن أيام (القذافي) باتت معدودة، ويستحق الشعب الليبي مستقبلاً عادلاً وديمقراطياً وسلمياً" . ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القذافي إلى التخلي عن السلطة بأسرع ما يمكن، الأمر الذي كرره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان للاليزيه . وخرج القذافي بتسجيلين صوتيين في أقل من 24 ساعة، هاجم خلالهما معارضيه وكال لهم الاتهامات، ودعا أنصاره إلى الزحف عليهم و"تطهير" البلاد منهم. وانتقد بشدة الدول الأوروبية والثوار في رسالة صوتية، واتهمهم بمحاولة الاستيلاء على النفط الليبي . وبعد فترة قصيرة بث التلفزيون الرسمي كلمة مسجلة لسيف الإسلام نجل القذافي أكد فيها أن ليبيا لن تستسلم، واصفا الثوار الذين يسعون لإطاحة النظام ب"الخارجين على القانون" . و وفي وقت لاحق ليل الاحد الاثنين أكد القذافي في رسالة جديدة أنه لن يستسلم وأنه "سينتصر"، وقال القذافي في الرسالة الصوتية الثانية له في أقل من 24 ساعة "سننتصر بإذن الله، لأننا مظلومون لابد أن ينصرنا الله"، مؤكداً "لن نتنازل عن طرابلس للخونة والمستعمرين" . وأضاف "هذه محاولة بائسة كي يجدوا موطئ قدم لسيدهم المحتل في طرابلس، ازحفوا نحو تاجوراء الآن بالآلاف المؤلفة لتطهيرها من عملاء الاستعمار" . وتابع "أنا معكم في هذه المعركة فلتخرج النساء والرجال بالآلاف المؤلفة لتطهر تاجوراء وسوق الجمعة" .وقال "اليوم يجب حسم المعركة في تاجوراء، أخشى إذا تركتوهم أن يدمروا طرابلس" . (وكالات)