كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    مليشيا الحوثي تعمم صورة المطلوب (رقم 1) في صنعاء بعد اصطياد قيادي بارز    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة للتأريخ: هكذا عرفت محمد سالم باسندوة: من جبهة التحرير إلى "ساحة التغيير" (1-4)
نشر في الرأي الثالث يوم 13 - 10 - 2011


لحج نيوز/بقلم: نجيب قحطان الشعبي -
(1)
كنت لا أرتاح له منذ بدأت أسمع عنه أثناء ثورة 14 أكتوبر 1963 التي حررت جنوب اليمن من الإحتلال البريطاني, لقد كانت مواقفه أثناء الثورة وقبلها وبعد الإستقلال عندما إستقر باليمن الشمالي تفصح عن تجرده من المبادئ بهدف تحقيق مكاسب مالية ولو على حساب جراح وجوع المناضلين.
(2)
تعرفت عليه في 1986م وسامحك الله يا إرياني (عبدالكريم) فأنت من عرفني عليه وإصطحبتني إلى المقيل في بيته أكثر من مرة لإكتشف بعدها أنه أسوأ مما كنت أظن فقد تبينت أنه لا يتورع حتى عن نهب حقوق أصدقائه فقد سارع بنهبي وطالبته بحقي ولاحقاً سيعرف القارئ ما هو حقي – لكنه أنكرني وأخذ يتهرب مني محتمياً بكونه جزءً من السلطة حيث شغل عدة مناصب حكومية والأهم هو أنه كان من أقرب المقربين للرئيس علي عبدالله صالح وكان نديمه وجليسه الدائم في مقايل القات بدار الرئاسة أو المنزل مما أشعره بالإطمئنان وهو ينهب حقوق الناس كون رئيس الدولة صديقه!
(3)
ومؤخراً فوجئت به يقفز إلى قيادة الشباب الثائر المطالب بتغيير النظام رغم أنه كان إلى وقت قريب واحداً من أفسد أركان هذا النظام قبل أن يبدأ بالتخريف ويكثر من الفساد مما دفع الرئيس أن يتخلى عن دعوته إلى مجالس المقيل وكان هذا هو السبب الذي جعله ينقلب على السلطة ويتحول إلى المعارضة لمجرد أن الرئيس تخلى عنه كنديم وجليس في مقايل تعاطي القات!
(4)
وقد صعقت عندما وجدته يصير رئيسا للمجلس الوطني لقوى الثورة الذي تشكل مؤخراً, فقلت لنفسي ربما أنه تاب خاصة وأنه صار في خريف العمر فطالبته بحقي مجدداً وحذرته بأنه إذا أمتنع سأكشف حقيقته للناس فلم ينصاع, لذا أرتأيت ضرورة أن أكشف حقيقته للناس, ولكي أثبت أنني أندفع من ذاتي ولم تدفع بي السلطة أو أية جهة لأكشف حقيقته فأنني وسطت له اثنين من قيادة اللقاء المشترك هما ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الآنسي لحل الأمر ودياً بل وأقسمت لهما بالله العظيم أن السلطة أو غيرها لم يدفعني للكتابة عنه, وانتهت المهلة دون أن يعطياني رداً! فأدركت أنه لا يزال كما هو منذ ربع قرن, إنه لم يتب وما أثر السجود الذي ظهر على جبهته فجأة إلّا للخداع ليقفز إلى قيادة الشباب اليمني المكافح المطالب بتغيير النظام الذي كان هو أحد أفسد أركانه على مدى ثلث قرن صار خلالها "بليونيراً" أمواله كما قال هو بنفسه تكفي لأولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده!
وبالطبع ليس في هذه المقالات مايمس بسؤ الشباب الثائر المتجمع في ساحات التغيير والحرية وغيرها, وإنما تهدف مقالاتي إلى توعيتهم بحقيقة من قفز فجأة وبغير تضحية أو نضال ليحتل المركز القيادي الأول عليهم وهو وضع معيب لهم.
(5)
قال لي قيادي كبير في المعارضة من الجنوبيين بأن قناة سهيل صدعتنا بحكاية أن القاضي عبد الرحمن الإرياني قدم إستقالته من الرئاسة وهو يقول "لا أريد كرسي عليه دم " مع أن أول من قال تلك العبارة هو الرئيس قحطان الشعبي وذلك قبل الإرياني بنحو 5 سنوات, فأجبته بأن هذا يدل على مناطقية الإخوة الشماليين من السياسيين فهم يريدون أن ينسبوا لأنفسهم كل الفضائل وكأن الجنوب ما هو إلا رذائل فقط , فأجابني ذلك السياسي القيادي بالمشترك "أعتقد أن المشكلة تكمن في أن الإخوة الشماليين بما في ذلك كبار سياسييهم يجهلون تاريخ الجنوب".
اقول ذلك لأنني طالعت مؤخراً حوار صحفي مع محمد عبدالملك المتوكل وهو من قادة أحزاب اللقاء المشترك في صحيفة تدعى اليمن وفي الحوار "بطح" الدكتور التاريخ الوطني للجنوب ! فأرجو منك يا دكتور أن لا تقحم نفسك في تناول التاريخ الوطني للجنوب فأنا مش ناقص فقد هرمت من تصحيح تاريخ الجنوب الذي يشوهه القليلون عن جهل والكثيرون عن سؤ نية ! وبمناسبة ذكر محمد عبدالملك المتوكل فإنني أستغرب أن يوصف بأنه "أستاذ العلوم السياسية" ومصيبة لو أنه كان أستاذاً بالجامعة بهذه الصفة ! فأنا متأكد أن أطروحته لنيل الدكتوراة كانت في مجال الإعلام وقد قدمها لجامعة القاهرة منذ نحو 30 عاماً فقد حضرت جانباً من مناقشتها وكان دفاعه عنها ضعيفاً فإنسحبت, فقد إعتصرته اللجنة منذ الصفحة الأولى التي تضمنت عبارة "الإيمان يمان والحكمة يمانية" فاللجنة سألته من أين أتيت بذلك؟ لكنه "محطش منطق" ! كما أنني أستغرب أن يكون هناك أستاذاً جامعياً بل وفي العلوم السياسية (التي هي تخصصي العلمي) ولا يعرف الفارق بين "السجين" و "المعتقل"!
(6)
وليس المتوكل وحده بين السياسيين في المعارضة أو السلطة الذي لديه نقص واضح في المعلومات السياسية عامة والمتصلة بالتاريخ الوطني للجنوب خاصة, فكثير من رفاقه الشماليين والجنوبيين في المعارضة وتحديداً في اللقاء المشترك وما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار الوطني يعانون من نقص مماثل وبالذات كبيرهم المدعو محمد سالم باسندوة (ولا أريد أن أدخل في كيفية إكتسابه لقب باسندوة!) رئيس تلك اللجنة التحضيرية التي يرأسها فعلياً أمينها العام حميد الأحمر وهذا واضح للكل
فباسندوة ما هو إلا واجهة جنوبية في محاولة لكسب الشعب في الجنوب الذي صار كارهاً للوحدة اليمنية لأسباب عديدة أهمها محاولات الإذلال ونهب الثروات, وقد صار باسندوة رئيساً لما يسمى بالمجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية الذي تشكل فجأة وبسهولة كسهولة سلق البيض وإن كان ياسين نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي (من أحزاب المشترك) قد حاول الدفاع عن المشترك واللجنة التحضيرية فرد على من أبدوا إستغرابهم من سرعة وفجائية تشكيل المجلس الوطني فذكر بأن المشاورات لتشكيله إستغرقت 3 أشهر! وأنا لا أكذب ياسين (وبيننا قرابة وصداقة) ولكن كون تصريحه يتعارض وإستقالة العشرات فور إعلان تشكيل المجلس فإن هذا يدل على أن ما تحدث عنه من مشاورات لم تكن كافية بل ربما لم يتم التشاور من أصله مع بعض ممن صاروا أعضاء بالمجلس! فواضح أن المشاورات لم تتم مع الكل فإذا كانت قد بدأت قبل 3 أشهر من تشكيل المجلس ما كانت توكل كرمان عضو المجلس قد قامت قبل تشكيله بأيام بتشكيل مجلس إنتقالي مما يدل على أنها قبل الأعلان عن المجلس الوطني بأيام لم يكن لديها علم بتشكيله وبأنها ستصبح عضو فيه!
(7)
وشغل سلق البيض هذا هو ما سيورد الشباب الثائر المتجمع في ساحات التغيير والحرية مورد التهلكة, وقد رأينا شغل سلق البيض هذا في المجلس الإنتقالي الأول الذي عرف باسم "مجلس توكل" إذ لم يمر عليه أيام قليلة إلا وكان قد تلاشى وصار في خبر كان دون أن ينعقد حتى في جلسة واحدة! وكما هو الإهمال اليمني لم يصدر بيان بحل مجلس توكل! (مثلما انتهى مجلس التعاون العربي الذي ضم العراق والأردن ومصر واليمن وفلسطين انتهى تلقائياً دون أن يصدر بيان بحله وذلك لأن العقلية السلطوية العربية لا تهتم برأي الشعوب, وكذلك يبدو أن تجمع صنعاء الذي يضم اليمن وبعض الدول الأفريقية قد انتهى هو الآخر دون إعلان! ).
(8)
إن شغل سلق البيض هو ما سيجعل المجلس الوطني – بل قد جعله للآن – كياناً لا يؤدي أيه مهام إيجابية تخدم ذلك الشباب المكافح المعتصم في الميادين والشوارع المتفرعة عنها منذ شهر فبراير 2011 أي قد مر عليهم وهم يعانون نحو 7 أشهر وهي مدة طويلة جداً بينما السيد باسندوة ورفاقه يعيشون حياتهم الطبيعية ويقضون ساعات العصاري والمغربية في مضغ القات وتجاذب أطراف الحديث ومنهم من يسافر للخارج بذرائع مختلفة والأساس هو تغيير الجو ومتابعة أمور شخصية (والله خوش قيادة للثورة!) فهل فكروا في الإنضمام الفعلي لحركة الشباب بأن يعتصموا معهم ؟ طبعاً لا , وهل بعثوا أبنائهم ليعيشوا بين الشباب المعتصم ؟ طبعاً لا !! فالتضحية بأنفسهم وبأبنائهم لا تجوز لكن التضحية بأبناء الناس الآخرين تجوز بل ومطلوبة لأن من سيحصد ثمار تضحياتهم هم باسندوة ورفاقه وأبنائهم .
(9)
وتشكيل المجلس الوطني فيما يبدو هو مجرد تقليد ليس إلا للمجلس الإنتقالي المصري والمجلس الوطني الإنتقالي الليبي رغم إختلاف الظروف فالمجلس الإنتقالي المصري يضم فقط قادة أسلحة وأفرع القوات المسلحة وهم على كلمة واحدة ولم يقفوا ضد ثورة يناير 2011م الشبابية بمصر, كما أن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي يضم أناساً يجمعهم التجانس ولديهم إستراتيجية وتكتيكات واضحة ومتفق عليها وهم على إستعداد للتضحية حتى بأرواحهم في سبيل إنتصار قضيتهم وقد سبق مجلسهم مشاورات طويلة لذا لم نسمع بحركة إنسحابات منه...كما أن رئيسهم المناضل بحق مصطفى عبدالجليل لم يظهر أثر السجود على جبينه فجأة !
(10)
وكما أشرت فإن باسندوة يعاني من نقص في المعلومات السياسية كما أنه من جانب آخر يتلاعب بالمعلومات ليخدع القراء, مما دفعني أن أرد عليه أكثر من مرة في صحافتنا اليمنية, فذات مرة رددت على ما ذكره من معلومات خاطئة بتعمد وهو يتحدث في تاريخ ثورة 14 أكتوبر وهذا من أشكال الخيانة للقراء, وقد حاول مؤخراً التغرير على المتواجدين بساحة التغيير كما سأبين لاحقاً, ثم رددت عليه ثانية وهو يشرح – في هذه المرة عن جهل لا بسؤ نية – النظام المعقد للإنتخابات الرئاسية الأمريكية وكنا حينئذ نقترب منها فوجدته يخطئ مراراً مع أنه يعمل في السياسة وشغل عدة مناصب حكومية واسغربت أكثر أنه كان رئيساً لوفد صنعاء الدائم بالأمم المتحدة أي أنه أمضى من عمره سنيناً في نيويورك ومع ذلك عاد لليمن وهو يجهل نظام إنتخاب رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية !
(11)
منذ إستقلال الجنوب في 1967م وتولي "الجبهة القومية" السلطة وفرار بقايا مقاتلي "جبهة التحرير" التي كان هو الرجل الثالث في قيادتها إلى الشمال اليمني إستقر باسندوة في الشمال, وبشخصيته الضعيفة وتملقه للسلطة ووضع نفسه في خدمة جهاز الأمن الوطني للتبليغ عن الجنوبيين المقيمين بالشمال وأولئك الفارين من الجنوب إستطاع أن يكون محل ثقة السلطة فعينته وزيراً في 1970م, ويشكو أعضاء جبهة التحرير منه وبقية قادة جبهة التحرير لأنهم لم يتحملوا وبالذات هو منذ إستقلال الجنوب أية مسئولية سياسية أو إنسانية تجاههم.
(12)
وبفضل تملقه ووشايته بالجنوبيين تقرب لكل رؤساء الشمال حتى أنه أصبح نديماً للرئيس صالح وجليساً دائماً في مقايله وأستصدر موافقته بأن يجلب معه "المداعة" إلى المقيل فهو من الموالعة بتدخينها! وعندما تعرفت عليه في 1985م كان لديه ببيته بصنعاء موظفاً هندياً يدعى "شندرا" كل شغلته الإهتمام بشؤون المداعة !
(13)
وقد ظهر عليه الثراء عندما تولى رئاسة الجهاز الحكومي الخاص بالتخطيط والتعاون الدولي ناهيك عما حصده من المواقع الوزارية الأخرى التي تولاها حتى أن ابنه دخل عليه يوماً وهو بأحد المقايل ببيته وقال له باكياً أمام المخزنين بأنه عمل حادثاً بالسيارة فتحطمت فرد عليه قائلاً "ولا يهمك ياحبيبي, سأشتري لك غيرها, أنا عندي فلوس تكفيك وتكفي أحفادي وأحفاد أحفادي" ! ومن المعروف أنه يمتلك عقارات كثيرة في صنعاء وعدن والقاهرة ولندن, ويمتلك في بريطانيا بيوتاً فاخرة يقوم بتأجيرها وهو الذي كان قبل تعيينه وزيراً لا يملك شقة ليسكن فيها. ومن فساده ظل بعد حرب 1994م يشكو للرئيس من أنه لا يملك بيتاً بعدن فمنحه واحداً من أكبر بيوت عدن وهو أحد المبنيين الكبيرين بمنطقة "العروسة" (بحي التواهي) اللذين كانا مخصصين قبل الوحدة اليمنية لأشيد (إتحاد الشباب اليمني الديمقراطي) ووزارة شؤون الوحدة اليمنية, ولم ينم فيه ليلة واحدة فقد سارع ببيعه وبمبلغ 70 مليون ريال مع إنه ليس محتاجاً للمال حتى نعذره فأمواله تكفي لأحفاد أحفاده. هكذا هو الزعيم المستجد للثورة الشبابية !
(14)
وهذا الزعيم لا يخجل أبداً من أن يمد يديه لقادة دول الخليج العربي, وكمثال فإنه أثناء الحرب الأهلية اليمنية في 1994م بعثه الرئيس إلى السعودية حاملاً رسالة منه للملك فهد بن عبدالعزيز وبمجرد أن سلمه الرسالة قال له "عندما أخرج من عندك سأذهب إلى مصر لتزويج أبنائي الإثنين" ! فتجاهله الملك وأخذ يسأله عن مجريات الحرب الدائرة باليمن فقاطع الملك مكرراً "عندما أخرج من عندك سأذهب إلى مصر لتزويج أبنائي الإثنين" ! فأحرج الملك فناوله قبل أن يفترقا مائتي ألف ريال سعودي ( تعادل تقريباً 53 ألف دولار أمريكي).
(15)
ملحوظة : في عام 2000م قرر جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز إستضافة حالتين من اليمن لأداء فريضة الحج في ذلك العام, وبنفسه حدد أن تكون الحالتين هما "نجيب قحطان الشعبي وأسرته" و"شقيقة عبدالعزيز عبدالغني وابنها كمحرم" وهناك في جدة فاتحني أحد موظفي المراسيم الملكية بأنه طالما لي هذا التقدير لدى جلالة الملك فلماذا لا أنتهزها فرصة لأطلب منه مساعدة مالية وإعانة شهرية أو أن أطلب اللقاء بولي العهد الأمير سلطان وأطلب منه المساعدة والإعانة وأكد لي بأنني لن أخرج من عند الأمير سلطان صفر اليدين, فأجبته بأنني جئت للحج وكثر الله خير الملك أن أستضافني وأبنائي وأمهم..
وهذا شرف يكفيني منه ثم أن حالتي المالية مستورة والحمد لله, وفوجئت بنفس الموظف يكرر علي بعد يومين نفس العرض فأجبته بنفس الإجابة فقال "يا شيخ حرام عليك أنت عندك أولاد ولازم تؤمن لهم مستقبلهم ثم أيش فيها لو طلبت من جلالة الملك أو الأمير سلطان فأصحابكم كلهم في اليمن من مسئولين ومشايخ يتلقون المساعدات والإعانات الشهرية من المملكة" لكنني تمسكت بموقفي وللآن لا أعلم هل كان يفعل ذلك معي بشكل شخصي من منطلق مودته لي فقد كانت تجمعنا جلسات لطيفة في مقهى دار الضيافة بجدة أم انه كان مكلفاً من جهة ما بأن يقدم لي تلك النصيحة ليعرفوا رد فعلي ومدى إحترامي لنفسي, والشاهد هو الله عز وجل بأنني رفضت ما كرره علي ذلك الموظف من نصيحة للحصول على مكتسبات مالية من المملكة فأين موقفي هذا من موقف وزير يمني يذهب للمملكة في مهمة رسمية فينتهز فرصة مقابلته للملك ليشحت؟!
(16)
ثم يطلع الآن علينا ليركب موجة الشباب الثائر المطالب بتغيير النظام بل ويصبح قائداً عليهم بدون وجه حق وبدون أي مجهود ولم يقدم أي تضحية وإنما هم الذين يضحون ! بأي منطق يتزعم الشباب المكافح الثائر وهو الذي أفنى جل عمره في خدمة السلطة وخيانة أبناء الجنوب من جبهة التحرير ومن خارجها وقام بنهب المال العام والخاص حتى صار بليونيراً! وبمنتهى الصراحة فإنه أسقط عن "الثورة الشبابية الشعبية السلمية" صفة "الثورة" فليس هناك في الدنيا شعب مكافح بل ويعيش معظم أفراده تحت خط الفقر يقوم بثورة حقيقية ويقوده بليونير أو مليونير ! وما هو حاصل في اليمن الآن هو أمر عجيب بل ومخجل.
(17)
ومن واقع كوني ابناً لقائد ثورة تحرير سأقول لك يا زعيم من خلال معايشتي لأبي كيف يكون قادة الثورات "الحقيقيين" فقحطان الشعبي عندما قاد ثورة 14 أكتوبر 1963 لتحرير الجنوب من الإحتلال البريطاني لم يكن بليونيراً ولا مليونيراً ولم يكن فقيراً وإنما ميسور الحال فقد عمل في خمسينات القرن 20 مديراً للزراعة (يعتبر وزيراً للزراعة) في سلطنتي حضرموت (القعيطي والكثيري) وفي أبين وما جاورها ثم في سلطنة لحج فجمع مالاً لا بأس به من عرق جبينه فقد كان أحد ثلاثة يحملون أعلى درجة وظيفية في كل الجنوب (هو أول مهندس زراعي في شبه الجزيرة العربية) وعندما رفض وهو أميناً عاماً للجبهة القومية دمج جبهته في التنظيم الجديد الذي أنشأته القاهرة في يناير 1966 وهو "جبهة التحرير" أحتجز في مصر (نحو سنة ونصف) وأحتجز القائد الميداني للجبهة القومية فيصل عبداللطيف وأوقفت مصر كل دعم مادي وسياسي عن الجبهة القومية لكن فيصل تمكن بعد نحو 9 أشهر من تضليل السلطات المصرية وغادر إلى بيروت ومنها إلى تعز فالجنوب وأحيا الجبهة القومية من جديد وعندئذ أنفق قحطان كل المال الذي جمعه خلال عمله الوظيفي لشراء أسلحة وذخائر لمقاتلي الجبهة القومية وكان دائماً يقول لنا "الحياة يا أولادي بذل وعطاء" ولم يقل "أخذ وعطاء" فقد كان طوال عمره يعطي للناس واليمن والأمة العربية ولا ينتظر من أحد أن يعطيه شيئاً فهكذا يكون قادة الثورات الحقيقيون ياباسندوة وليس بينهم بليونير ولا ينهبون تنظيماتهم السياسية وهنا أتذكر قصة نهبك لجبهة التحرير.
(18)
وقصتك هذه معروفة للكثير من أبناء الجنوب فعقب إستقلال الجنوب قمت وأنت في شمال الوطن في 1968م بخيانة رفاقك بجبهة التحرير فبعت سلاح جبهة التحرير وأستوليت على ثمن البيع لنفسك وهداك تفكيرك أن تقوم بتحليل ذلك النهب بأن تعتبر ذلك السلاح "غنيمة" فتجعل لله خمس الثمن! فقمت ببناء مسجد بالقاهرة وأردت تسميته باسمك إلا أن السلطات المصرية أعترضت وأسمته باسم أحد الصحابة. وكنت منذ أيام (15سبتمبر2011) أتجاذب أطراف الحديث هاتفياً مع رجل الأعمال والشخصية الأجتماعية المعروفة بعدن سعيد أغبري وقد كان أثناء ثورة 14 أكتوبر من عناصر جبهة التحرير وعند الإستقلال فضل عدم مغادرة الجنوب طالما أن سلطة الجبهة القومية لم تتعرض له ورفاقه بأية إساءة, فسألته عما إذا كان يعرف بقصة باسندوة وبيع السلاح وبناء المسجد فأتضح لي بأنه يعرفها أكثر مني وبالتفصيل وقد أفادني بأن السلطات المصرية اسمت المسجد باسم "عمرو بن العاص" وأنه بني في حي "العباسية" بالقاهرة.
(19)
ولم أسلم أنا من خيانته وجشعه للمال الحرام ففي 1983م تحصلت على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عن رسالتي العلمية وكانت بعنوان "الحركة الثورية والصراع السياسي في جنوب اليمن 1963-1967م" وأمضيت نحو خمس سنوات في إعدادها, وفي 1985م وبعد إلحاح منه تحصل مني على نسخة من الرسالة, ولم تمر نحو أربعة أشهر إلا وكان قد باعها لمجلة "التضامن" الأسبوعية التي تصدر من لندن بالعربية ورفض رئيس تحريرها فؤاد مطر وهو فلسطيني التوقف عن النشر كونه إشتراها من باسندوة الذي كان حينئذ رئيس الوفد الدائم لصنعاء بالأمم المتحدة ولديه ما يثبت أنه باعها للمجلة, وتعامل معي مطر ببلطجة وقلة حياء فمن الواضح أنه نصاب كباسندوة فالطيور على أشكالها تقع . فوكلت مكتب محاماة هناك لرفع قضية فأوقفت المحكمة النشر بعد أن كانت المجلة قد نشرت أربع حلقات ثم بدأنا في قضية تعويضي إلا أن مكتب المحاماة إشترط حضوري إلى لندن وهو ما لم أقدر عليه لضيق ذات اليد وكنت قد تكلفت حينئذ 44 ألف جنيه إسترليني أستدنت معظمها من رجلي الأعمال المعروفين علي محمد سعيد أنعم وهائل عبدالحق(شقيق شاهر عبدالحق)..
(20)
وهكذا باع باسندوة مجهودي العلمي بدون موافقتي أو علمي وأستولى لنفسه على ثمن البيع وجعلني أخسر مبلغاً كبيراً في الإنفاق على المحاكمة ولم أستطع أن أفعل له شيئاً فقد كان مستنداً على كونه جزءً من السلطة ونديم رئيس الدولة وجليس مقايله الدائم, ويشهد الله بأنه أعترف لي لاحقاً بأنه أعطى "التضامن" رسالتي لكنه إدعى بأنه لم يقل لهم أنشروها! أرأيتم الإستهبال وقلة الحياء؟! وقطعاً أخرج لله خمس ثمن رسالتي العلمية ليحلل سرقته لمجهودي العلمي, وبالحلقة القادمة سأحكي تفاصيل ما حدث لتعرفوا المزيد عن شخصية هذا الزعيم للثورة الشبابية الشعبية السلمية, ولا سامح الله كل من كان يعرف حقيقته ومع ذلك رشحه وقبل به ليكون رئيساً للجمعية الوطنية .
(21)
وخذ مثال آخر يا باسندوة فأثناء حرب تحرير الجنوب كنت وأشقائي ووالدتنا نعيش مع خالي فيصل عبداللطيف ببيت متواضع للغاية عبارة عن حجرتين بحي "الشيخ عثمان" بعدن وعندما أنكشف فيصل للسلطات البريطانية في 1965م بأنه القائد المباشر لجبهة عدن والمشرف على كل جبهات القتال الأخرى فإنه غادر إلى تعز (وظل يعود سراً إلى عدن وبقية الجبهات) عندئذ سحبنا والدي إلى القاهرة حيث يمكنه زيارتنا بين الوقت والآخر (فمعظم وقته كان في المكتب الرئيسي للجبهة القومية بتعز ومتنقلاً بين جبهات القتال بالجنوب) وفي القاهرة أستأجر لنا شقة صغيرة وقام بتأثيثها وكان الأثاث متواضعاً جداً ولا يفي بإحتياجاتنا (وعندما أنشأت القاهرة جبهة التحرير وأحتجزت والدي بمصر فإنها أستأجرت لأمين عام جبهة التحرير عبدالقوي مكاوي سكناً بالشارع الذي خلفنا مباشرة وكان عبارة عن فيللا فاخرة للغاية ومن دورين لكن في الأخير انتصرت الجبهة القومية بقيادة زعيمها المتواضع)..
(22)
وأتذكر أن كل من كان يجري حواراً صحفياً مع والدي بشقتنا بمصر فأنه عند نشر الحوار يبدأه بعبارة "التقيت بقائد الثورة المسلحة لتحرير جنوب اليمن المحتل قحطان الشعبي في شقته المتواضعة بشارع الفلاح بمدينة المهندسين بالقاهرة ..." وكان وهو يقود كفاح شعب يتنقل في الشمال وفي مصر بسيارة أجرة أو سيراً على الأقدام وفي 1965م عرض عليه الرئيس المصري جمال عبدالناصر أن يمنحه طباخاً وسيارة فرفض وأعتذر فألح عليه عبدالناصر بقبول السيارة على الأقل فأحرج وقبل إكراماً لعبدالناصر وفي نفس اليوم وصلت السيارة وكانت سوداء اللون وفارهة (شيفرولية طولها 6 أو 7 متر) ومعها سائقها "الحاج طعيمة" فطلب منه والدي تبديلها بأصغر سيارة لديهم وأتذكر بأن الحاج طعيمة رد "ليه بس؟ دا الناس كلها مش بتحلم إنه يكون عندها عربية زيها ولكن بيحلموا يركبوها ولو مرة واحدة في حياتهم" فضحك والدي ثم قال له "نفذ ما طلبته منك" وبالفعل جاء الحاج طعيمة في صباح اليوم التالي بسيارة سوداء صغيرة جداً "فيات" وبعد أسبوع طلب منه والدي عدم الحضور كونه سيسافر إلى اليمن فقال الحاج "لما تكون في مصر أتصل بي لأكون في خدمتك" وسافر والدي في اليوم التالي لكنه عاد إلى مصر مراراً ولم يطلب السيارة أبداً, هكذا يكون قادة الثورات الحقيقيين يا باسندوة (مش شندرا ودار مندرا يا زعيم الثورة الشبابية !)
(23)
فالشعبي الذي صار معدماً بعد أن أنفق ماله على الجبهة القومية وعاش قبل وأثناء الثورة في شقق متواضعة وكان وهو يقود كفاح شعب يتنقل بسيارات الأجرة أو على قدميه أستطاع بجديته وتضحياته وحبه لوطنه اليمني ولأمته العربية أن يقفز بالجنوب إلى مستوى النصر التاريخي فكنا ولا زلنا البلد العربي الوحيد الذي أنتزع إستقلاله من بريطانيا بالكفاح المسلح المنظم فما الذي قدمته أنت لثورة 14 أكتوبر المجيدة؟ طبعاً لا شيئ بل إنك كنت معارضاً للثورة المسلحة لتحرير الجنوب وهذا موثق بلسانك في الصحافة ويموقف حزبك حينئذ (حزب الشعب الإشتراكي وكنت الرجل الثالث فيه) الذي أصدر كتيب "هذا هو موقفنا" ولم تلتحقوا بالثورة إلا بعد أن سحبت الجبهة القومية البساط من تحت أرجلكم وهذا مما سأتناوله بالحلقة القادمة إن شاء الله, وهل منك فائدة الآن للشباب اليمني المكافح؟ بالقطع كلا فماضيك وحاضرك أسودان وأنت من أساطين الفساد في اليمن, والغلط في إختيارك لتكون قائداً للشباب الثائر ليس غلطك ولكن غلط من رشحوك ومن وافقوا عليك وأستثني الشباب فهم لا يعلمون بتاريخك يا من تظن بأنك ستخدع حتى الله فتنهب المال العام والخاص ثم تخرج الخمس لله وكأن الله سيتقبل منك!
(24)
باسندوة ينهب مجهودي العلمي
أمضيت نحو خمس سنوات في إعداد رسالتي العلمية لنيل درجة الماجستير من جامعة القاهرة, وفي 1983م ناقشتني لجنة من أساتذة العلوم السياسية لعدة ساعات قررت على إثرها منحي درجة الماجستير. وعدت لصنعاء وبحوزتي 10 نسخ من الرسالة واحتفظت لنفسي بنسختين فيما أهديت الثمان الأخريات لأهم المسئولين في الدولة ممن أعرفهم شخصياً.
(25)
منذ إنتقالي وأسرتي من القاهرة في 1981م للإستقرار بصنعاء كان يجمعني بالدكتور عبدالكريم الإرياني مقيل بمنزله كل يوم جمعة, وذات جمعة من عام 1985م ذهبت إليه فقال أنه قرر قضاء المقيل لدى باسندوة وطلب مني مرافقته فأعتذرت لأنه من خلال ما عرفته عنه لا أرغب في التعرف عليه, إلا أنه ألح علي فرافقته وأثناء المقيل قال لي باسندوة بأنه سمع برسالتي للماجستير ويرغب في أن أهديه نسخة منها فأجبته بإن شاء الله, وبعدها بشهر تكرر الموقف إذ ألح علي الإرياني لمرافقته لمقيل باسندوة وأثناء المقيل كرر باسندوة طلب النسخة فأجبته أيضاً بإن شاء الله والحقيقة أنني كنت أخشى أن يقوم ببيعها لأحد الناشرين بلبنان لطباعتها في كتاب من وراء ظهري لذلك لم ألبي طلبه, وكان حينئذ رئيساً لوفد اليمن الدائم بالأمم المتحدة ويقضي عطلته السنوية بصنعاء فأنتهت العطلة وعاد إلى نيويورك, وكم من مرة أتصل بي هاتفياً من صنعاء بعض المسئولين الذين كانوا في زيارة لنيويورك ليبلغونني بأن باسندوة يذكرني بموضوع نسخة الرسالة فشعرت بالحرج فبعثتها إلية مع الأرياني (وزير الخارجية) عند سفره في سبتمبر 1985م لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وطلبت منه أن يسلمها إليه شخصياً, وليتني ما بعثتها له فقد كلفني ذلك ثمناً غالياً!
(26)
فبعدها بنحو 4 أشهر أندلعت في الجنوب كارثة يناير 1986م وبعدها بنحو شهر نشرت مجلة "التضامن" وتصدر من لندن بالعربية (تمول من نظام صدام حسين بثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنويا) إعلاناً بمجلات أسبوعية تصدر من لندن وباريس بالعربية وكان الإعلان يذكر بأنه لكي نفهم حقيقة الأحداث التي وقعت مؤخراً في اليمن الجنوبي فإنه لابد لنا أن نفهم أولاً خلفياتها التاريخية وهو ما تتيحه لنا الدراسة التي تقدم بها نجيب قحطان الشعبي لجامعة القاهرة لنيل درجة الماجستير وسوف تبدأ "التضامن" بنشرها على حلقات إبتداءً من عددها القادم !! وعلى الفور أدركت بأن باسندوة هو الذي أمد المجلة بدراستي فأرسلت برقية لرئيس تحرير التضامن ويدعى فؤاد مطر وهو فلسطيني حذرته من نشر دراستي لأنني لم أعطه الإذن بذلك لكنه تجاهلني ونشر الحلقة الأولى ولاحظت شيئاً أخطر وهو أن باسندوة باعها لهم ففي نهاية الحلقة الأولى والحلقات الثلاث التالية (قبل أن توقف المحكمة هناك نشر الدراسة) كانت المجلة تضع تحذيرا بمنع النقل أو الإقتباس أو الترجمة من هذه الدراسة بالوسائل الصحفية المكتوبة أو المرئية أو المسموعة إلا بإذن كتابي من ناشر مجلة التضامن !! ومعنى هذا أنه حتى أنا لم يعد من حقي التصرف في رسالتي فالتحذير يشير إلى أن ناشر التضامن أمتلك كافة الحقوق المتصلة برسالتي!!
(27)
وبعد الحلقة الأولى أتصلت بمطر وسألته: ألم أمنعك من النشر؟ فأجاب بأنه أشترى الرسالة! فسألته كيف وأنا لم أبعها لك أو لغيرك؟ فأجاب بأن باسندوة باعها لهم! فقلت له هو ليس لديه تفويضاً مني ببيعها, فأجاب: هو قال بأنك طلبت منه بيعها ونحن لم نطلب منه إبراز التفويض منك له فقد صدقناه فهو رئيس الوفد الدائم لصنعاء بالأمم المتحدة أي يفترض أنه شخصية سياسية محترمة كغيره من رؤساء الوفود الدائمة للدول الأخرى! قلت لمطر بأنني سأقاضيه فلم يكترث وقال بأنه سيواصل النشر فلديه ما يثبت أن باسندوة باع له الدراسة الخاصة بي! وهكذا تصرف معي مطر ببلطجة وقلة حياء فمن الواضح أنه نصاب كباسندوة فالطيور على أشكالها تقع.
فكلفت شركة محاماة بلندن لرفع دعوى لإيقاف النشر وأخرى لتعويضي, وكانت تكاليف رفع القضية باهظة فكل ساعة يقضيها المحامي في سبيل قضيتي تكلفتها 100 جنيه إسترليني, وكان أول قسط بعثته لهم تحت الحساب هو 5000 جنيه إسترليني وتبعها آلاف وآلاف أخرى, هذا والمجلة مستمرة في النشر, وبعد الحلقة الرابعة قررت المحكمة إيقاف النشر شريطة أن أودع لديها مبلغ 10 آلاف جنيه هو سعر جميع نسخ ذلك العدد من المجلة فأنا غير مقيم ببريطانيا ولذلك طلبت المحكمة مني العشرة آلاف جنيه كضمانة فإذا قدمت المجلة للمحكمة خلال اسبوعين من إيقاف النشر ما يثبت أنني بعت لها الدراسة فسوف تمنحها العشرة آلاف جنيه, وأوقفت المحكمة النشر ومرت الأسبوعين دون أن تعترض المجلة كونها لا تملك ما يثبت أنني بعت لها دراستي.
وطلبت من شركة المحاماة إعادة العشرة آلاف جنيه لي لكنها قالت بإنها ستعتبرها مقدماً لأتعابها كوننا مقدمين على قضية تعويضي من قبل المجلة لنشرها أجزاء من الدراسة دون إذني وإدعائها ملكية الدراسة, وبدأت قضية التعويض وهي بالطبع مضمونة لصالحي لكنني فوجئت بشركة المحاماة تطلب مني التواجد بلندن للسير في القضية فأسقط في يدي لضيق ذات اليد وهكذا لم تتواصل قضية التعويض وخسرت 44 ألف جنيه إسترليني هي أتعاب المحاماة ومنها العشرة آلاف جنيه الضمانة حيث رفضت شركة المحاماة إعادتها لي وأعتبرتها ضمن أتعابها.
(28)
وأود الإشارة إلى أن معظم ما خسرته كنت قد إستدنته, وكان الإرياني هو الضامن لي لدي رجلي الأعمال المعروفين علي محمد سعيد أنعم وهائل عبدالحق (شقيق شاهر عبدالحق) ليقرضانني وأشكر لهما تعاونهما ورفضهما أخذ إيصالات مني بما إستدنته, ولاحقاً سددت لهما وفي سبيل ذلك بعت سيارتي وجزء من ذهب عائلتي.
ويبقى أن أشير إلى أنني التقيت بعد الوحدة بباسندوة بالصدفة وطالبته بخسائري وواجهته بأن مطر لديه ما يثبت أنه باع لهم دراستي فأضطر للإعتراف بجزء من الحقيقة إذ قال "أنا أعطيتهم دراستك لكن لم أقل لهم ينشروها"!!! فأنظروا إلى الإستهبال وقلة الحياء فكأنه أعطاها لهم ليبروزوها ويعلقوها على الحائط مع إنه لم يسمح لهم بنشرها وحسب ولكنه "باعها" لهم ليس فقط بدليل ما أكده مطر ولكن الأهم هو التحذير الذي كانت المجلة تنشره في نهاية كل حلقة بأن كافة الحقوق محفوظة لناشر مجلة التضامن. فهل لكم الشرف أيها الشباب الثائر المطالب بالتغيير ويا أعضاء المجلس الوطني أن يكون زعيمكم لصاً لا يتورع حتى عن نهب أصدقائه؟ يجب عليكم أن تخجلوا من هذا الوضع.
(29)
باسندوة ما هو بباسندوة!
تلك كانت قصة نهب مجهودي العلمي من قبل من يتزعم حالياً المعارضة اليمنية المدعو محمد سالم باسندوة وما هو بباسندوة وقد سألني كثير من الأصدقاء لماذا كتبت بالحلقة الأولى من هذا المقال أنني لا أريد الكتابة عن طريقة إكتسابه لقب باسندوة وطالبوني بالكتابة عن ذلك كونه شخصية عامة بل ويتزعم المعارضة فلابد للناس أن يعرفوا عنه ما أمكن من معلومات, فأفيد هنا بأنه ليس حضرمياً كما يعتقد الناس بل أن والديه ليسا جنوبيين فاسمه الحقيقي هو محمد سالم شعلان ووالدته صومالية وأما والده فمن الحجرية وكان فقيراً فقام بتربية محمد سالم شعلان بائع تمباك من زبيد كان يعمل بعدن اسمه باسندوة (والألقاب التي تبدأ بحرفي "با.." ليست حكراً على حضرموت ففي تهامة الكثير من الأسر يبدأ لقبها بحرفي "با..") فسمي محمد سالم بباسندوة على اسم بائع التمباك التهامي ولذلك فإن شقيقه الذي كان وزيراً في أوائل ستينات القرن الفائت أثناء الإحتلال البريطاني للجنوب لم يتسمى بباسندوة إذ ظل اسمه عبدالله سالم شعلان فهو لم يتربى على يد بائع التمباك الزبيدي, وكل كبار السن من أبناء عدن يعرفون هذه الحقيقة عن محمد سالم شعلان وآخر من حدثني عنها رجل الأعمال والشخصية الإجتماعية المعروفة بعدن سعيد أغبري والفنان المعروف محمد مرشد ناجي.
(30)
زعامة في غير محلها أبداً
ولو كان لديه ذرة من النخوة أو من الشجاعة أو من الشعور بالمسئولية كرئيس لما يعرف بالمجلس الوطني لسار في مقدمة مسيرات الشباب الثائر التي جرت بصنعاء منذ أيام لكنه توارى! ومع تواريه فأنه لم يكلف نفسه حتى بالذهاب للمستشفى الميداني أمام جامعة صنعاء لزيارة وتفقد الجرحى من الشباب الذين شاركوا في المسيرات ولم يقم بزيارة أسر من قتل منهم ليقوم بواجب التعزية! فأي زعيم هذا للثورة الشبابية؟! لقد شاركت توكل كرمان في المسيرات وزارت الجرحى وبذا فإن هذه المرأة أجدر من باسندوة بترؤس المجلس الوطني بل والله أن كل شاب أو شابة من الثائرين المعتصمين أجدر من باسندوة برئاسة المجلس الوطني فعلى الأقل هم المتواجدون بالساحة وهم المعرضون للقتل والجرح ثم انهم ليسوا ملوثين بينما باسندوة شبع تلويثاً.
(31)
إلى الذي عليه عفريتي!
ذات يوم منذ نحو ثلاث سنوات طلب مني"ج.شمسان" وهو من الحجرية وتربى بعدن وأشتهر بحرصه على إرتداء "كوفية"على رأسه ليتشبه بالرجال (وكل أهله سمعتهم بعدن بسم الله ما شاء الله زي الزفت) طلب مني مساعدته مالياً فرفضت كونه سكير فلا يستحق أن أتصدق عليه, ومن يومها وهو عليه عفريت اسمه نجيب قحطان الشعبي فكلما عثر على مقال لي بموقع ما يسارع بكتابة جملة من التعليقات على مقالي متخذاً اسماء مختلفة ولا علاقة البتة لتعليقاته بموضوع المقال ولكن ليشتمني فقط! أما وقد تأكد له بأنني لم أكترث بتفاهاته وواصلت كتابة مقالاتي فأنني أستغرب أن يتعب نفسه بمواصلة كتابة التعليقات البلهاء والمنحطة. وقد بلغني مؤخراً أنه مع زيادة أسعار الخمور صار يتعاطى الجاز "كيروسين" فهنيئاً ولتشرب ليلياً إلى أن ترى الديك حمار.
(32)
ليس كل من هب ودب يستطيع قيادة ثورة شعبية وأنت يا باسندوة بعيد عن الجماهير وكنت بعيداً عنها أثناء ثورة 14أكتوبر (1963م-1967م) رغم انك كنت الرجل الثالث في قيادة جبهة التحرير التي أنشأتها الإستخبارات المصرية في يناير1966م لتكون بديلا للجبهة القومية (مفجرة وقائدة الثورة المسلحة لتحرير الجنوب) كون قيادة الجبهة القومية لم تكن تلبي رغبات القاهرة, وفي الوقت الذي كانت فيه قيادة الجبهة القومية ممثلة بأمينها العام قحطان الشعبي والقائد الميداني للثورة فيصل عبداللطيف يمضيان معظم وقتهما في التنقل بين جبهات القتال في الجنوب بل ويشاركان في بعض معاركها ضد قوات الإحتلال البريطاني كنت ورفاقك في جبهة التحرير تمضيان أوقاتكم كلها خارج الجنوب إما تمضغون القات بصنعاء وتعز أو تتجولون في القاهرة, ومؤخراً منذ نحو شهر "تشجعت" وأنتهزت فرصة التهدئة وذهبت لتتحدث للشباب المعتصم بساحة التغيير بصنعاء (وسأتناول حديثه بعد قليل فقد كان سخيفاً) وبالتأكيد لن تجرؤ على الذهاب لساحة أخرى خارج صنعاء, ومرة أخرى ومن واقع إنتمائي لأسرة كان لها شرف قيادة ثورة 14أكتوبر (فوالدي كان القائد السياسي وخالي فيصل عبداللطيف كان القائد الميداني) فإنني سأقتبس هنا من تاريخهما مجرد أمثلة تبين كيف يكون السلوك النضالي للقادة الحقيقيون للثورات حتى من قبل إندلاع الثورات التي قادوها.
(33)
فقحطان شارك في بعض معارك جبهتي ردفان والضالع وفيصل شارك في أكثر من جبهة منها عدن والضالع والحواشب وأثناء إعدادي لرسالتي العلمية لنيل الماجستير (التي نهبني إياها باسندوة وباعها في 1986م لمجلة بلندن بدون موافقتي وبدون علمي واستولى على ثمن البيع لنفسه) جلست في القاهرة في 1982م إلى علي بن علي هادي وكان من مقاتلي الجبهة القومية بالضالع وعندما تشكلت جبهة التحرير انتقل إليها وصار قائداً عسكرياً لها بالضالع, وأفادني ببعض المعلومات وحدثني بمرارة عن موقف قيادتها الرافض للنزول إلى المقاتلين في جبهات القتال لأنهم يخشون أن يغتالهم أحد وأضاف "عندما كنت بالجبهة القومية كان يشرف علينا ويتواجد بيننا الكثير من قيادة الجبهة القومية مثل فيصل عبداللطيف ومحمد البيشي وعلي عنتر وعصر ذات يوم من 1965م كنت جالساً مع بعض المناضلين على الحجارة بموقعنا المحدد بالضالع وإذا بنا نجد فجأة قحطان الشعبي يقف أمامنا وسلاحه على كتفه ومرتدياً فوطة قصيرة على طريقة أبناء الصبيحة وكان بمفرده وبدون سيارة فالسيارات لا تستطيع السير في تلك المناطق الوعرة ولم نصدق بأن قائد الجبهة القومية قد حضر إلينا بنفسه وجلس معنا ساعة تقريباً يسألنا عن أحوالنا وسير نضالنا وإحتياجاتنا وبعدها ودعنا ورفض أن يرافقه أحد منا وسرعان ما أختفي بين الشعاب".
(34)
ملاحظة : حدثني أكثر من شخص من أبناء الضالع الكبار في السن بأن قحطان كان يعرف الضالع قرية قرية وبيت بيت.
وسأزيدك مثلا, فقد حكى لي العقيد عبدالله صالح العولقي (الشهير بعبدالله سبعة) وكان من قادة الأمن العام قبل استقلال الجنوب في 1967م وعقب الإستقلال عين قائداً عاماً لأمن الجمهورية وهو من مناضلي الجبهة القومية وأحد أعضاء وفدها أمام الوفد البريطاني في مفاوضات الإستقلال بجنيف (21-29 نوفمبر1967م), حكى لي بأنه في ظهيرة أحد أيام 1965م كان مجتمعاً بالضباط بالمعسكر بعدن فأتى من يهمس في أذنه بأن هناك شخصاً ببوابة المعسكر اسمه قحطان الشعبي ويطلب مقابلته, يقول العقيد عبدالله "حينئذ إستأذنت الضباط في الخروج لدقائق وذهبت للبوابة وأنا غير مصدق أن يحضر قحطان الشعبي بنفسه إلى المعسكر في عدن قلب الوجود العسكري البريطاني في الجنوب والشرق الأوسط" وأضاف "لم أكن أعرف قحطان من قبل معرفة شخصية وعندما تحققت أنه هو قحطان فعلا عانقته وطلبت منه أن ينتظرني قليلاً وعدت للضباط وأنهيت الإجتماع ثم خرجت وأخذته بسيارتي إلى بيتي وتناولنا الغذاء معاً ثم أخذنا نتحدث في الأمور المتصلة بالثورة ودور قطاع الأمن فيها" ذلك ماحكاه لي العقيد عبدالله سبعة وهو لا يزال حياً يرزق وعضو بمجلس الشورى الحالي.
(35)
وفيصل عبداللطيف إلى جانب قيادته لجبهة عدن فإنه كان يزور جميع جبهات القتال الأخرى حتى أنه زار جبهة الضالع وحدها أربع مرات خلال حرب التحرير, واجتمع في عدن ببعض كبار ضباط الجيش العربي والأمن ووضع معهم خطة سيطرة الجبهة القومية على حي كريتر بعدن وإخلائه من الوجود العسكري البريطاني ونفذت الخطة في 20يونيو1967م ونجح الثوار في السيطرة على الحي وكان فيصل أول من يدخل إليه وذلك مع غروب شمس يوم 20يونيو الأغر والتقى بالفدائيين وهنأهم بالنصر العربي الكبير وقام بتعيين عبد النبي مدرم قائداً للفدائيين بكريتر خلال تلك الإنتفاضة الأسطورة حيث لم يستعد البريطانيون السيطرة على الحي إلا بعد نحو 18 يوماً وبواسطة فرقة عسكرية خاصة أستقدمت من بريطانيا. وفي 1967م شارك فيصل بنفسه في عمليات الإستيلاء على السلطة في الأرياف وأعتقل هو ورفيقه محمد البيشي القائد السياسي لجبهة الضالع وذلك من قبل قوات لجبهة التحرير عقب مغادرتهما "المسيمير" عاصمة ولاية "الحواشب" بعد إسقاطها وتم تسليمهما للسلطات المصرية بتعز فرحلتهما فورا للقاهرة ليحتجزا هناك.
(36)
ملاحظة : وجميع أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية شاركوا في المرحلة الأخيرة من حرب التحرير وهي اسقاط السلطة في مناطق الجنوب خارج عدن ولم يتخلف عن المشاركة سوى عبدالفتاح اسماعيل!
(37)
ملاحظة : في عام 1956م ذهب فيصل وهو طالب بالمرحلة الثانوية بالقاهرة إلى بورسعيد متطوعاً للقتال ضد قوات العدوان الثلاثي (إنجلترا, فرنسا وإسرائيل) التي هاجمت مصر بعد أن أمم الرئيس جمال عبدالناصر قناة السويس. وقحطان أثناء دراسته الجامعية بالخرطوم في أربعينات القرن الفائت انخرط في نضال الشعب السوداني ضد الإحتلال البريطاني لبلادهم وأعتقل أكثرمن مرة. وعندما وقعت الحرب العربية الإسرائيلية في 5 يونيو1967م وكان والدي محتجزاً حينئذ بمصر لمعارضته ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وكنت وأشقائي ووالدتنا نعيش حينها معه فإنه أبلغني بنفس اليوم بأنه علم بأن هناك لجاناً شعبية للدفاع المدني تشكلت بكافة الأحياء وطلب مني الخروج للشارع والسؤال عن اللجنة التي يتبعها سكننا لكي أتطوع فيها وقد تطوعت فعلا بنفس اليوم وكان عمري حينها 14عاماً وكانت مهامنا التأكد من عدم إنبعاث أضواء من المنازل أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية ليلاً والإبلاغ عن سقوط أية قذائف بالمنطقة والمساعدة في إسعاف من يصابون ومراقبة الحي لحمايته من اللصوص وكم جمعنا من شظايا تساقطت بالقرب منا وبعضها كان بحجم كف اليد واحتفظنا بها كتذكار.
(38)
كما لدينا أمثلة من شمال الوطن فعقب قيام النظام الجمهوري في 26سبتمبر1962م شارك علي ابن الرئيس عبدالله السلال في القتال ضد القوات الملكية فوالده لم يبقيه إلى جواره في عمل مكتبي, والزعيم المخطط للإطاحة بالحكم الملكي المتخلف الملازم علي عبدالمغني رفض عقب 26سبتمبر 1962م البقاء على مكتب بصنعاء لممارسة السلطة وغادر صنعاء بعد نحو أسبوع ليقاتل القوات الملكية فأستشهد.
(39)
أكتفي بما تقدم كأمثلة تبين كيف يكون سلوك القادة الحقيقيون للثورات فهم يتصفون بحب التضحية والنضال والصبر وتحمل الشدائد والمجازفة بأرواحهم فداء للثورة وسهرهم على حماية منجزات ثورتهم ورعايتهم للمناضلين وديمومة التواصل معهم في ساحة العمل الميداني لا أن تكتفي القيادة بزيارة المعتصمين كل بضعة أشهر لمرة واحدة في يوم جمعة لتلتقط لها الصور وهي على المنصة (وكأنها جابت الذئب من ذيله!) بل وتهرب من المشاركة في المسيرات وتجبن حتى عن الذهاب للمستشفى الميداني لتفقد الجرحى! فمثل هذه التصرفات لا علاقة لها بالعمل الثوري أو النضالي أو السياسي فعلاقتها بالعمل الإعلامي فقط وهذه إستهانة بأرواح وجراح وإعاقات الشباب الثائر وعدم الإهتمام بصبرهم لأكثر من ثمانية أشهر وإلا ما كان أمثال باسندوة اليوم على رأس ما يسمى بالجمعية الوطنية التي تشكلت بسهولة سلق البيض لتدعي تمثيلها للشباب الثائر في حين أن نسبة 95% من أعضاء الجمعية ليسوا من الشباب!
(40)
لقد إنتهز المتسلق باسندوة فرصة التهدئة وذهب لساحة التغيير بصنعاء ليتحدث للشباب وهذه هي بيضة ديكه فليس لديه الشجاعة ليذهب للإلتقاء بالشباب الثائر في تعز أو إب أو حجة مثلا, وأراهن ببقية عمري لو أن الشجاعة واتته ليذهب للإلتقاء بالشباب الثائر في أي منطقة من الجنوب, إنه للآن لم يجرؤ أن يذهب إليهم في أي حي بعدن (كالمنصورة أو كريتر أو المعلا أو خور مكسر) أو في لحج او الضالع أو ردفان أو الصبيحة أو أبين أو شبوة ...إلخ. وهو لم يشارك أثناء حرب تحرير الجنوب في أية معركة بل لم يقم بزيارة أي جبهة قتال! ولكنه تسلل إلى عدن مرة واحدة في 1967م وكانت فضيحة له وهو ما ينقلنا للفقرة التالية.
(40)
السقوط في وحل العمالة للإحتلال البريطاني
في عام 1967م وكان حينها الرجل الثالث في قيادة جبهة التحرير(بعد المكاوي والأصنج) دفعه الحنين لعائلته إلى زيارة عدن فغادر الشمال اليمني براً إلى عدن وأثناء تواجده بمنزل د.أحمد البار داهمت القوات البريطانية المنزل وأعتقلت باسندوة وأتذكر بأن ذلك حدث أثناء تواجد بعثة تقصي الحقائق الدولية التابعة للأمم المتحدة بعدن في ابريل 1967م, وقد تفاجأ كل الناس بأن السلطات البريطانية سرعان ما أطلقت سراحه فالمعتاد هو أن أي مناضل من مناضلي الجبهة القومية أو جبهة التحرير يعتقل من قبل بريطانيا فإنه يمضي سنيناً في المعتقل وكثير منهم لم يطلق سراحه إلا لأن الإستقلال صار وشيكاً بعد أيام, فإذا كان المناضل العادي يعتقل لسنين فما الذي جرى لتفرج السلطات البريطانية عن الرجل الثالث في قيادة جبهة التحرير في غضون نحو 48 ساعة؟ فأدرك الكل بأن مقايضة ما حدثت بين الباسندوة والسلطات البريطانية وهو ما يفسر تمكن تلك السلطات من إعتقال العديد من مناضلي جبهة التحرير في اليومين التاليين لإعتقال باسندوة وسيكون من الغباء عدم معرفة من دل عليهم!
(41)
ويتهم معظم شعب اليمن بخيانة الوطن!
منذ نحو شهر ذهب باسندوة لساحة التغيير بصنعاء (لا والله شجاع) وتحدث إلى الشباب بسخافات منها مطالبته للفئة الصامتة من الشعب اليمني بأن عليهم اللحاق بقطار الثورة وإلا فإنه عقب نجاحها سينظر إليهم الجميع بأنهم "خونة لهذا الوطن ومنافقين للنظام السابق"! مع أنه هو أكبر منافق لهذا النظام على مدى 33 سنة وقد وضع نفسه خادماً مطيعاً لهذا النظام والآن يتبجح ويزايد وكأنه مناضل وثائر حقيقي, ومن جهة ثانية فإنه مما لا خلاف عليه أن الصامتون يمثلون أغلبية الشعب اليمني وبناء على نظرية فخامة الزعيم محمد سالم شعلان المتسمي بباسندوة زيفاً ستتعامل المعارضة الحالية إذا ما حكمت اليمن مع معظم الشعب بإعتبارهم خونة للوطن! فما هذا التخريف بل والتخويف مما هو قادم إذا ما تولت المعارضة السلطة؟ وللأسف الشديد لم يخرج علينا أحد من قادة المشترك ليكذبه ويطمئن الناس! فإذا كانوا وهم لا يزالون في الشارع يهددون معظم الشعب اليمني فما الذي سيفعلونه بهم إذا ما حكموا اليمن؟ إن ما قاله زعيمهم ورضوا به لم تقله السلطة الحالية بل أنها فعلت العكس فعندما أوشكت حرب 1994م أن تضع أوزارها لم يقل رئيس الدولة أنه سيعتبر الصامتين أو المحايدين خونة للوطن ولكنه فعل الشيئ الذي يجب أن يفعل إذ أصدر عفواً عاماً عمن قاتلوا في صف الإنفصال, إن تخوين الصامتين من الشعب لم نسمع بأنه حدث في أي بلد في الدنيا ولماذا نذهب بعيداً فأمامنا الثورات التي وقعت مؤخراً في تونس ومصر وليبيا فكلها لم تقل بالتخريف والتخويف الذي مارسه المدعو باسندوة وسكت عليه قادة المشترك وأعضاء المجلس الوطني.
(42)
منذ نحو 44سنة أنتصرت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل فابتداء من 22يونيو1967م أنتزعت السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات, وفي نوفمبر 1967م وجدت جبهة التحرير انها خسرت كثيراً إذ لم تستطع إنتزاع السلطة في أي من مناطق الجنوب وصارت قواتها متمركزة أساساً في مدينة عدن ففجرت في 2نوفمبر1967م إقتتالاً أهلياً ضد الجبهة القومية بهدف فرض سيطرتها على عدن لتوازن بها كفة الريف التي تشغلها الجبهة القومية لكن أنقلب السحر على الساحر وأنتصرت الجبهة القومية في 6نوفمبر1967م وفرت بقايا مقاتلي جبهة التحرير إلى شمال الوطن, وعندما أنتصرت الجبهة القومية لم تعتبر من كان محايداً أو صامتاً أثناء الثورة خائناً للوطن وليس هذا فحسب فهي حتى لم تعتبر أعضاء ومقاتلي جبهة التحرير الذين فجروا ضدها الإقتتال الأهلي خونة للوطن فعفت عنهم وأطلقت سراح من أعتقلته منهم أثناء الإقتتال وأخذ رئيس الجمهورية (قحطان الشعبي) في كل خطاباته الجماهيرية الأولى يناشد الإخوة أعضاء جبهة التحرير أن يعودوا للجنوب للمشاركة في بناء بلادهم... هكذا يتصرف القادة الحكماء والثورات الشعبية الحقيقية فلا مكان في صدورهم للغل والحقد والكراهية حتى لمن قاتلوهم في الصراع على السلطة بينما باسندوة يتوعد أغلبية الشعب اليمني بأنهم سيعاملون كخونة للوطن فما روح الحقد وشهوة الإنتقام هذه والتي هي ليست من سمات الثورات الحقيقية ولا الثوار الحقيقيين.
(43)
وقبل نحو 1400 عام فتح الرسول الأكرم محمد بن عبدالله مكة وجمع إليه الكفار والمشركين من أهلها وسألهم ماذا تظنون أنني فاعل بكم فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء متجاوزاً عن كل أذيتهم له ومحاولاتهم لقتله فالكريم يعفو أما اللئيم كباسندوة فتتملكه روح الإنتقام والشر تجاه حتى من لم يقاتلوه ووقفوا على الحياد وإذا لم يكن للقاء المشترك موقف من تخريفه وتخويفه فيجب على الشباب الثائر أن يكون لهم موقف ورأيهم هو الذي سيسود فالآخرين من المعارضة من خارجهم لا قيمة لهم بدون الشباب الثائر!
في كل الدنيا يتجه المنتصر في أي حرب على السلطة إلى تضميد الجراح ومحاولة بناء البلاد لا إلى تصفية الخصومات السياسية القديمة وإعتبار المحايدين خونة لوطنهم!
(44)
هو الخائن للوطن
إنه على غير أساس أتهم معظم الشعب اليمني بخيانة الوطن متناسياً بأنه هو الذي خان الوطن مراراً فناهيك عن تعامله مع الإستخبارات البريطانية لكشف مقاتلي جبهة التحرير في مقابل إطلاق سراحه, فإنه وحزبه "حزب الشعب الإشتراكي" والذي كان هو الرجل الثالث في قيادته رفضوا في 1963م فكرة المشاركة في ثورة مسلحة لتحرير الجنوب من الإحتلال البريطاني وقد ذهب مؤسس وزعيم فرع حركة القوميين العرب باليمن فيصل عبداللطيف ملثماً إلى عبدالله الأصنج زعيم حزب الشعب وباسندوة في عدن وعرض عليهما إنضمام الحزب إلى عدة منظمات وطنية سرية للقيام بثورة مسلحة لتحرير الجنوب فرفضا الفكرة, وبعدما توحدت تلك التنظيمات الوطنية السرية وتشكلت منها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل التي فجرت ثورة التحرير وقف حزب الشعب ضد الثورة وأصدر كتيباً بعنوان "هذا هو موقفنا" عارض فيه ثورة التحرير...هذه هي "وطنيتك" و"ثوريتك" يا فخامة الزعيم, ولم تلتحق وحزبك بالثورة المسلحة إلا بعد أن أتضح لكم بأن الجبهة القومية قد سحبت البساط من تحت أرجلكم بعد أن كنتم أكبر حزب بعدن
فالتحقتم بالثورة عبر جهاز المخابرات المصري لتحافظوا على وجودكم السياسي لا عن قناعة وإلا ما كنتم رفضتم الثورة منذ البداية.. والآن قدك توزع صكوك الوطنية..هزلت.
(45)
التغرير على الشباب حول الفدرالية
ومع تعالي الأصوات الجنوبية المطالبة بالفدرالية بين شطري اليمن السابقين, حاول فخامة الزعيم المزايدة بساحة التغيير فأشار إلى نية المجلس الوطني "لبناء حكم فدرالي" مدعياً أنه كان من أوائل الداعين للفدرالية! وليتفضل ويثبت لنا أنه كان من أوائلهم فالمعروف أنه كان من المتمسكين بالوحدة "الإندماجية".
ومن جهة أخرى وجد أن الشباب وغيرهم من المتمسكين بالوحدة الإندماجية سيلومونه على تأييده للفدرالية فحاول خداعهم إذ إدعى بأن الحكم الفدرالي "ستوزع فيه ثروات البلد بشكل متساو"! فما شاء الله يا زعيم فمن أهم أسس الحكم الفدرالي أنه لا يؤدي لتوزيع ثروات البلد بشكل متساو فكل ولاية عضو بالإتحاد ستحتفظ لنفسها بعوائد ثرواتها الطبيعية وغير الطبيعية وتساهم فقط بتحمل جزء من نفقات الحكومة الفدرالية التي مقرها في عاصمة الإتحاد ومعنى هذا أن معظم عوائد نفط وغاز حضرموت وشبوة سيذهب لحكومة ولاية الجنوب التي مقرها في عدن لتتوزع هذه العوائد على ابناء الجنوب مما سيجعلهم أكثر ثراء من أبناء ولاية الشمال بينما الزعيم يكذب ليبرر موافقته على الفدرالية فيزعم بأن الثروات ستتوزع بشكل متساو! رح العب غيرها فليس كل الناس سذجاً ليصدقوا أكاذيبك.
(46)
توضيح حول تسميته بباسندوة
أوضحت بالحلقة الفائتة أن الاسم الحقيقي لباسندوة هو محمد سالم شعلان وأنه ليس حضرمياً ولا جنوبياً فوالدته صومالية ووالده من الحجرية (وبالطبع ليس في هذا ما يعيب فليس هناك منطقة أو بلد في العالم يكون الإنتماء إليه معيباً فكل منطقة وبلد فيهما الطيب والخبيث) ولفقر والده قام بتربيته شخص زبيدي يبيع التمباك بعدن وكان اسمه باسندوة ومن هنا تلقب محمد سالم شعلان بباسندوة بدلاً عن شعلان, ولم أقصد أن الزبيدي تبناه فإكتسب اسمه فالحقيقة هي أنه لم يسكنه في بيته بين أولاده وزوجته ولكنه قام بتشغيله في الدكان كصبي يقوم بجلب التمباك من المخزن, يقص التمباك, يرص التمباك, يزن التمباك, يبع التمباك, ويوصل التمباك للمقاهي وبعض الزبائن وذلك في مقابل إطعامه وأجر بسيط وإسكانه مع صبي آخر بغرفة ملحقة بمخزن التمباك, فلم يتبنه البائع الزبيدي ولكن الناس صاروا ينادونه بباسندوة وتمسك هو بالتسمية بقية حياته ليوهم الناس بأنه حضرمي!
(47)
كلمة أخيرة لباسندوة
وهكذا أختتم بهذه الحلقة الرابعة كشف الحقائق المرة المتصلة بك ولكنني لم أكشف كل الحقائق عنك فليس من الحكمة أن أفرغ كل ما في جعبتي لذا إحتفظت لك بحقائق كعلاقتك بالملقب "تمباكو" وتسميتك ب"صاحب درب البادري" التي كان يحلو لعبدالله الأصنج معايرتك بها وغير ذلك! إن أمثالك لا يصلحون لقيادة الشباب الثائر وقديماً قالوا "إن جيشاً من الدجاج بقيادة أسد أفضل وأقوى من جيش من الأسود بقيادة دجاجة".
(48)
إضحك مع شريب الجاز
أشرت بالحلقة الفائتة إلى أن (ج.شمسان) يركبه عفريتي كلما وجد لي مقال بموقع ما فيكتب جملة من التعليقات البلهاء والمنحطة منتحلاً اسماء مختلفة متوهماً أنه يستطيع بأكاذيبه تشويه سمعتي وسمعة آبائي وجدودي, وبالطبع نزل عليه مقالي الفائت كالصاعقة إذ كشفته للقراء بعدن فقام بكتابة عدة تعليقات مقرفة بالمواقع ولست أبالي بتفاهاته وأكاذيبه ولكنه أضحكني فقد حاول إيهام القارئ بأنه صبيحي مثلي ويعرفني شخصياً وأخذ يلفق لي ولوالدي ويشتمنا ولكي يقنع القارئ بأنه صبيحي فإنه نسب نفسه لطورالباحة التي تعد عاصمة الصبيحة فماذا فعل؟ لقد اسمى نفسه "حسن الطورباحي" وهي تسمية مضحكة وليس في طورالباحة أسرة تتلقب ب"الطورباحي" فبعض مناطق الصبيحة يمكن التلقب باسمها مثل "شعب" و"الرجاع" لكن مناطق أخرى لاتساعد تسمياتها على التلقب بها مثل "الفرشة" و"طورالباحة" مثلما لا نجد أحداً لقبه "الغيل باوزيري" أو "الحرف سفياني", فصاحبنا طلع ليس فقط شريب جاز ولكنه أيضاً جاهل وغبي. قلك "الطورباحي".
(49)
نداء لمنظمة "سياج"
إتصل بي أمس الثلاثاء 4أكتوبر2011 شخص (من هاتف رقمه (735303016 وقال بأنه من منظمة "سياج" (منظمة سياج لحماية الطفولة) وسألني عما إذا كنت قد إستلمت المبلغ الذي حولوه لي عبر الكريمي (بضعة عشرات الألوف من الريالات) فاستغربت وسألته عن سبب تحويلها لي فقال أنها حولت بأوامر من "الأستاذ" فسألته: من هو الأستاذ؟ فقال إذاً أنت لست نجيب قحطان, فأكدت له بأنني نجيب قحطان فسألني : ما اسمك المباشر بعد نجيب؟ فقلت له : قحطان, فقال وكيف إذاً لا تعرف الأستاذ فأنت لست نجيب قحطان ثم أغلق الخط! وبعدها بثوان وصلتني رسالة هاتفية من الكريمي لأذهب لأقرب مكتب لهم (لأستلم الحوالة) لكنني لم أذهب لإستلامها فهي مال حرام علي لأنه لا علاقة لي مطلقاً ب"سياج" ولابد أن بالأمر خطأ.
فأقول للإخوة في "سياج" إحمدوا ربكم أنكم حولتم المبلغ لي بالخطأ فلو حولتموه لشخص آخر فقد يسارع بإستلامه, وما أطلبه منكم الآن هو أن تستردوا مبلغكم من الكريمي ثم تتأكدوا من اسم الشخص الذي تريدون تحويل المبلغ إليه.
ومن حسن حظكم أن المبلغ لم يرسل باسم محمد سالم باسندوة وإلا لسارع بإستلامه ثم كعادته عندما ينهب مالاً عاماً أو خاصاً سيخرج الخمس لله متوهماً أنه سيحلل إستيلائه على مال لا يخصه!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.