كشفت مصادر سياسية في صنعاء عن مخطط تصعيدي وضعته عدة أطراف في تحالف المعارضة في اليمن يهمن شأنه افشال خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية . وقالت المصادر إن المخطط تم وضعه والاتفاق عليه من قبل الجناح العقائدي المتشدد في حزب الإصلاح " الاخوان المسلمين" واللواء المنشق علي محسن الاحمر بالاضافة إلى القياديين في حزب الاصلاح حميد الأحمر وتوكل كرمان ‘ كما تم التنسيق بشأن التغطية الإعلامية عبر قناة الجزيرة من خلال مراسلها المنتمي إلى حزب الإصلاح أحمد الشلفي. وأوضحت المصادر أن من بين ما يتضمنه المخطط الذي وصفته بالخطير اخراج مسيرات من المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء والمنتمين إلى حزب الاصلاح والتحرك بها نحو بعض المؤسسات والهيئات المهمة في الدولة من بينها مجلس النواب ‘ حيث قررت تلك الأطراف الخروج بمسيرة إلى أمام مجلس الوزراء ومن ثم اقامة اعتصام أمام في مجلس النواب القريب من مقر الحكومة واقتحامه واعلان اسقاط البرلمان على أساس أن فترة ولايته قد انتهت .. كما تخطط تلك الإطراف الرافضة لتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمَنَة على الرغم من اعلانها الترحيب بها ظاهرياً من باب " ذر الرماد " على العيون للقيام بخطوات مماثلة في عدة وزارات ومصالح حكومية .. بالاتفاق مع وزير الداخلية في حكومة الوفاق الدكتور الاخواني عبدالقادر قحطان الذي وعدهم بعد اعتراض مثل تلك المسيرات أو منعها من التحرك نحو أي مؤسسة أو هيئة حكومية . وبحسب المصادر فإن أحزاب المشترك وبخاصة حزب الإصلاح يخططون لإسقاط الوزارات التي تسلمها وزراء من تلك الاحزاب في حكومة الوفاق الوطني بما في ذلك مقر رئاسة الوزراء ‘ وأن تنسيقاً سرياً تم مع أولئك الوزراء من أجل هذا الهدف. وقالت مصادر شبكة أخبار شباب اليمن إن أحزاب اللقاء المشترك الذي يتحكم في قراره حزب الإصلاح باعتباره الحزب الاكبر وصاحب الدور الرئيسي في الازمة الناشئة في اليمن ‘ تسعى لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في ال 21 من فبراير القادم .. وأن كل ما ستعمل من أجله هو أن يأتي ذلك الموعد ويغادر الرئيس علي عبدالله صالح منصبه فيما ستقوم هي بالاستيلاء على السلطة بالكامل واقصاء حزب المؤتمر الشعبي العام من مسرح الحياة السياسية. مضيفة بأن ما يقوم به حزب الاصلاح حالياً من خلال تبادل الأدوار بين قياداته من جهة وقواعده وأعضائه الذين يحرص هذا الحزب على بقائهم في ساحات الاعتصام على اساس أنهم من الشباب المستقلين ‘ يصب في ذلك الاتجاه الذي من شأنه أن يقود على انتكاسة خطيرة للتسوية السياسية في اليمن. وكان الكاتب والمحلل السياسي والعضو القيادي في جماعة " الاخوان المسلمين" في اليمن نصر طه مصطفى قد كشف عن مثل هذا التوجه صراحة في حوار نشرته صحيفة الأهالي التابعة لحزب " الاصلاح " والتي يراس تحيريها الناشط الاصلاحي " علي الجرادي" عندما دعا الشباب إلى البقاء في الساحات حتى انتخاب رئيس جديد وتحقيق بقية أهداف الثورة- حد قوله . وقال نصر طه مصطفى الذي كان قد استقال من رئاسة وكالة الانباء اليمنية سبأ في خضم الأزمة ليعود إلى أصوله في تنظيم " الاخوان المسلمين " كما حدث بالنسبة للعديد من العناصر الإخوانية التي اتخذت نفس الخطوة .. قال .. : " إن الغرض من الثورة والمبادرة وآليتها هو إبعاد صالح عن التأثير وإنهاء أي دور سياسي له ولأسرته، بعد 33 عاما". وأشار نصر طه مصطفى إلى أن هذه الفترة تعد الأخطر وهو ما يتعين على الشباب أن يكونوا متيقظين بعدم ضياع الفرصة وترك الساحات قبل أن يتم انتخاب رئيس جديد وصياغة دستور جديد. وقد سبق طه عدد من قيادات حزب الإصلاح في الكشف عن توجهاتهم في هذه السياق ‘ بما فيهم القيادي في الحزب والمتحدث باسم أحزاب المشترك محمد قحطان الذي سيق وتحدث في تصريحات صحفية لوسائل الاعلام بعد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وهي التصريحات التي نفس المضمون الذي افصح عنه نصر طه مصطفى.
