كشف ضابط رفيع في الفرقة الأولى مدرع بأن الانفجارات التي هزت معسكر الفرقة بالعاصمة صنعاء مساء أمس السبت وسمع دويها في الأحياء المجاورة لها، قد حدثت نتيجة انفجار أربع عبوات ناسفه زرعت في مواقع مختلفة داخل الفرقة من بينها مقر القيادة الذي يضم مكتب اللواء المنشق علي محسن الأحمر "قائد الفرقة الأولى مدرع" وسط تكتم شديد عن الإضرار المادية والبشرية التي خلفها الانفجار ..ونفى الضابط - طلب التحفظ على هويته - صحة المعلومات التي نشرتها بعض الوسائل الإعلامية وتحدثت عن سقوط قذائف هاون على المعسكر أو استهدافه بقصف مدفعي . وقال الضابط أن حراسات اللواء الأحمر تبادلت إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة مع عناصر داخل الفرقة لمدة نصف ساعة عقب الانفجارات فيما تم فرض طوق مشدد على المعسكر ومنع الأفراد من الدخول والخروج إليه من لحظة الانفجار وحتى الساعة الواحدة ليلا . وعن الجهة التي تقف خلف سلسلة الانفجارات لم يستبعد الضابط المقرب من قائد الفرقة، وقوف عناصر تم تجنيدها مؤخرا داخل الفرقة في إطار التحالف القائم بين حزب الإصلاح وأولاد الأحمر واللواء المنشق الأحمر وتتبع جهات وصفها بانها "حزبية وقبلية" باتت ترى في اللواء الأحمر مجرد كرت محروق وعبء ثقيل عليها - في إشارة منه للإصلاح وأولاد الأحمر- .. لم يستبعد، وقوف هذه الجهات خلف الهجوم مؤكدا لموقع "المؤتمر نت" أن التحقيقات الأولية التي أجريت تؤكد ذلك . وربط مراقبون بين هذه المعلومات التي كشف عنها الضابط الرفيع المقرب من علي محسن وما كانت تقارير سياسية وإعلامية قد تحدثت عنه بشأن نجاح مساعي وساطة بين قيادات عليا في النظام وشخصيات عسكرية وقبلية أعلنت انشقاقها عنه خلال الأحداث التي شهدتها البلاد العام الماضي وهي الوساطة التي انتهت بلقاء مصالحة في دار الرئاسة جمع رئيس الجمهورية قبل سفره بيوم بعدد من القيادات العسكرية المنشقة والوجاهات القبلية في "مديرية سنحان" ، وهو ما أثار حفيظة قيادات في التجمع اليمني للإصلاح بينهم الشيخ حميد وأخيه الأكبر صادق الأحمر وأن الأخير أعتبر ذلك اللقاء انقلابا على اتفاقات مبرمة ، مهددا بنسف أي تسويات تستثنيه وأخوته الذين قال أنهم دفعوا الفاتورة الأكبر للأحداث التي تعصف بالبلاد منذ قرابة العام . وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاحتجاجات داخل مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع للأسبوع الثاني على التوالي ، حيث تجمع المئات من أفراد الفرقة صباح أمس مطالبين بتسليم رواتبهم ودفع مستحقاتهم وإعادتهم لمواقعهم والحد من سيطرة مليشيات مسلحة "حزبية و قبلية" على مفاصل الفرقة والتوقف عن صرف مستحقاتهم في شراء الولاءات القبلية والحزبية وتجنيد مجاميع أصولية وفق معايير حزبية ضيقة لا تتوافق مع شروط الالتحاق بخدمة القوات المسلحة . وشاعت مشاعر السخط والاستياء بين أفراد المعسكر بعد قيام المساعد "عبدالله محمد ناصر الوادي" وهو احد منتسبي الفرقة من أبناء مديرية لودر محافظة أبين ، بإضرام النار في جسده أمام بوابة معسكر الفرقة شمال غرب العاصمة صنعاء احتجاجا على إيقاف راتبه منذ أشهر ومنعه من دخول المعسكر . وفي تطور لاحق، قالت مصادر طبية في المستشفي الجمهوري أن الحالة الصحية للمساعد/ عبدالله صالح ناصر الوادي حرجة ووضع تحت العناية المركز بسبب الحروق البالغة التي أصيب بها على أثر إشعال النار في جسده . ونقل المساعد / عبدالله الوادي "43 عاما" ومن بات يعرف ب"بو عزيزي المدرعات" الى قسم الحروق بالمستشفى الجمهوري اثر صب مواد مشتعلة "بترول" على جسده وإضرام النار في نفسه في فعالية احتجاجية صباح الأمس عند بوابة معسكر الفرقة بصنعاء ، مستلهما بذلك تجربة الشباب التونسي محمد بوعزيزي والذي أشعل شرارة الاحتجاجات الشبابية والثورة في تونس قبل عام . وأوضحت مصادر طبية يعاني من حروق من الدرجة الأولى في معظم أجزاء جسده ويتعذر عليه الكلام، وتم تصويره بصعوبة بالغة .