شن رئيس فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني, محمد علي أحمد, هجوماً على الأحزاب, وبشكل خاص الحزب الاشتراكي اليمني, الذي وجه إليه "أحمد" النصيب الأوفر من هجومه. وهاجم القيادي الجنوبي, في جلسة عقدها فريق العمل الأربعاء الماضي, الأحزاب بسبب عدم التزام أغلبها, على رأسها الأحزاب الرئيسية في البلاد, بتقديم رؤاها للحلول والضمان بشأن القضية الجنوبية في الموعد المحدد (الأربعاء الماضي) وهو الأمر أدى الى تأجيل عملية تسليم تلك الرؤى الى اليوم السبت. وقال ل"الشارع" عدد من أعضاء فريق عمل القضية الجنوبية إن قادري أحمد حيدر, عضو الفريق عن الحزب الاشتراكي, رد على محمد علي أحمد بالقول إن (هذه ليست المرة الأولى التي لا يلتزم فيها الفريق بما يتم اتخاذه من قرارات", فسأله "أحمد" : "أي قرارات تقصد؟, إذ شعر الأخير, طبقاً للأعضاء" أن ممثل الاشتراكي يقصد عدم التزام الفريق بالنقطة ال10 من النقاط ال11 التي سبق أن تقدم بها الفريق وطالب بتنفيذها كإجراءات وتدابير ضرورية لبناء الثقة مع الجنوب, ثم أعلن "أحمد" الخميس قبل الماضي, مطالبته بإلغاء هذه النقطة , مبرراً ذلك بأنها "بمحاولة نهب ما تبقى من أراضي وثروات الجنوب". وتنص النقطة ال10 على : "استعادة كل المنشآت النفطية المؤجرة, بما فيها منشأة حجيف, الى الدولة وإلغاء كافة العقود الاحتكارية في مجال المنتجات والمشتقات النفطية, وإلغاء أية عقود مشابهة, كذلك إيقاف بيع المنشآت والمرافق السياحية والعامة". وطبقاً للمعلومات المتطابقة فقد رد "قادري" على محمد علي أحمد بالقول: "قرارات كثيرة, في مقدمتها التغيير الذي استهدف خطة عمل الفريق وإلغاء موضوعي النزول الميداني للجنوب, والالتقاء بقيادات المعارضة الجنوبية في الخارج, والتي كان ممثلو الحراك الجنوبي في فريق القضية الجنوبية من اكثر من المعارضين لها". وأضاف أحد أعضاء الفريق للصحيفة: "عندها ثار غضب الرجل (محمد علي أحمد), وخاطب جميع أعضاء الفريق بالقول: إذا أردتم أن تنزلوا فانزلوا؛ لكن ثقوا انكم ستدخلون عدن من الباب الخلفي, كما حدث مع غيركم. وإذا أراد الاشتراكي الذي هو سبب كل ما نعانيه, أن ينزل فليظهر لنا قدرته على مواجهة الجماهير والتحدث إليهم مباشرة. وتابع عضو الفريق: "رد عليه الدكتور عبد الرحمن السقاف, رئيس فريق الاشتراكي في فريق عمل القضية الجنوبية بالقول: "الحزب الاشتراكي اليمني لا يحتاج الة أن ينزل الى الجنوب من صنعاء؛ لأنه متواجد في عمق الجنوب, فالكل يعرف ذلك, وبالذات المتواجدين ضمن الحراك منذ لحظات انطلاقته الأولى. تلك حقائق يجب أن يعرفها الرفيق محمد علي الذي مازال يحتفظ بعضوية اللجنة المركزية للحزب, وإذا كان الاشتراكي قد ارتكب أخطاء في مراحل مختلفة فالكل يعرف من هي أدواته في تلك المراحل". وتوتر الاجتماع؛ غير أنه تم احتواء التوتر, وانتقل التوتر الى اجتماع, للفريق لمناقشة مقال الزميل نائف حسان, رئيس تحرير صحيفة "الشارع" الذي نُشر الاثنين الماضي في الصحيفة تحت عنوان "التوظيف الانتهازي للقضية الجنوبية". وقال عدد من أعضاء الفريق للصحيفة إن محمد علي أحمد جلب معه, الى اجتماع الخميس, نسخة من المقال, وكلف نائبه, محمد علي أبو لحوم, بقراءته على أعضاء الفريق. وعند انتهاء قراءة "أبو لحوم" للمقال, قال محمد علي أحمد إن فريق عمل القضية الجنوبية "مخترق" وأن "هذا يتنافى مع مبدأ السرية بعيداً عن المناكفات والنكايات السياسية وعندنا من ينقل ما يتم من نقاشات الى الصحافة". وقال "أحمد" طبقاً للمصادر: "نحن لا يمكن أن نسمح لمن يسلب وينهب الجنوب, وسنقدم لكم, في الحلول 11 ملفاً, كما قدمنا في الجذور والمحتوى تبين حجم النهب والفساد في الجنوب. وإذا كنا ورطنا في الماضي فلن نسمح بتكرار ذلك في الحاضر والمستقبل, وكل محافظة لديها القدرة لحماية نفسها وثرواتها ومصالحها". وأضاف: "نحن في الجنوب لم يعد لدينا إلا اثنين تجار علينا أن نحميهم ونوفر لهم حق الحرية في الاستثمار؛ الأول أحمد الصريمة, كان سيدفع حياته ثمناً, ولهذا انسحب من مؤتمر الحوار, والثاني أحمد العيسي, يريدون أن يحاربوه في معركة المناقصات والاتفاقيات, والتي لا تخضع لمعايير المنافسة, ويستولي عليها النافذون, وإلا فهي مرحب بها لكل يمني". وتابع: "نحن ندافع عن القوى العاملة وليس عن الأفراد, أكانوا في مؤسسة حميد الأحمر أو احمد العيسي. في الماضي هناك محسوبون على الجنوب ولم يدافعوا عنه ونحن لا نلومهم؛ لكننا اليوم لن نتنازل وسندافع عن الجنوب من اجل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص, والمناقصات نتركها للقانون, ليس قانون اليوم الذي تحكمه المادة, من يدفع يحصل, نريد نؤسس لمستقبل أفضل". وقال مخاطباً أعضاء الفريق: "أشكر الذين قدموا المعلومات للآخرين؛ لكن نحن اقوى وأصلب, ولسنا خائفين, لو كنا خائفين لما جئنا الى هنا. سنقدم رؤانا ونحن واثقون, نحن مهاجمون ولسنا مدافعين. وبعد أن انتهى محمد علي أحمد من كلمته, تم فتح باب النقاش لأعضاء الفريق. وكُرس اجتماع فريق القضية الجنوبية الخميس, لمناقشة المقال المنشور في "الشارع". وقال أحمد الكحلاني, عضو الفريق ممثلاً لحزب المؤتمر: "نحن اتفقنا في بداية أعمالنا أن تظل الجلسات سرية, ورفضنا العلنية؛ لأنه أن دخل الإعلام سيفسد عملنا, فلماذا يتم التسريب, ونريد أن نعرف كيف تم ذلك حتى وإن كان صحيحا ما نشر؟". من جانبه, قال نبيل باشا, عضو الفريق ممثلاً لحزب المؤتمر: "الأمر واضح, طالما وهو متعلق بمصالح, فالحصول على المعلومة شيء سهل. نحن داخلون في مرحلة الحلول, وهي خطيرة, إذا وصل للناس غير ما يدور هنا. واقترح علنية الجلسات". بدورها. قالت رضية شمشير, عضو الفريق عن الحراك الجنوبي, إن "الاختراق سيد الموقف, والمستهدف القضية الجنوبية". فيما أكد عبد الرزاق الهجري عضو الفريق عن تجمع الإصلاح, أهمية النقد, وقال: "النقد لأي شخص يجب ألا نتحسس منه, وأي شخصية عامة ستتعرض للنقد. ولا نتحدث هنا أننا بصدد اسرار, فما يطرح هنا لم يعد سراً, وأتساءل فقط: هل من المصلحة بوضوح تسريب كل ما يدور هنا للصحافة؟". واقترح "الهجري" أن يتم السماح للصحف بحضور جلسات الفريق, "بناءً على طلب من كل صحيفة توضح اسم مندوبها, حتى نتعامل بوضوح, وعند نشر أي صحيفة لأي خبر عن الفريق نعرف أنه من خلال مندوبها". وقال محمد موسى العامري, عضو الفريق عن حزب الرشاد السلفي: "أوشكنا على الحصاد. ليس كل الناس راغبين في الانتقال والتغيير, توقعوا أكثر من هذا. الذي أمامنا مجرد تحليل صحفي, هو عمل كيدي, في أناس ستتضرر مصالحهم, علينا أن نتوقع أكثر من هذا". فيما تطوع محمد العفيف, عضو الفريق عن التنظيم الوحدوي الناصري, بمهاجمة صحيفة "الشارع" مستغرباً من نشر المقال فيها, كونه "دفاعاً عن حميد الأحمر", رغم أن المقال لم يتضمن أي دفاع عن "الأحمر". من جانبه, اعتبر ناصر النصيري, عضو الفريق عن أحزاب التحالف الوطني, ما نشر في الصحيفة "مقدمة لإفشال الحوار؛ لأنه جاء في وقت نحن نبحث عن الحلول". واستطرد: "أي كلام يدور هنا يجب ألا يخرج, وعلينا أن نكبر ولا نصغر, وأن نوسع صدورنا". وقال المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني إن فريق القضية الجنوبية ناقش, في اجتماعه الذي انعقد الخميس, "عددا من الموضوعات المتعلقة بالفريق, ومن ذلك التسريبات الإعلامية والتناولات الصحفية غير المسؤولة عن عمل الفريق بحسب ملاحظات لأعضاء فيه". وأفاد المركز الإعلامي بأن اجتماع الفريق "دعا وسائل الإعلام لتحري الدقة في تنازلاتها وأن تحرص على استقاء المعلومات من مصادرها, وتجنيب التأويلات أو الوقوع في فخ المكايدات السياسية والحزبية التي لا تخدم سير عمل الفريق". وأفاد بأن "محمد علي أحمد عبر, باسم الفريق, عن الاستعداد لموافاة أي وسيلة إعلامية بما تبحث عنه من معلومات دون حاجة الى اللجوء لمصادر غير دقيقة ومضللة". وكان أعضاء الفريق اتفقوا, في اجتماع الأربعاء, على أن تسلم جميع المكونات الممثلة فيه رؤاها للحلول والضمان بشأن القضية الجنوبية اليوم السبت, بعد أن تعذر ذلك في جلسة الأربعاء الماضي. وطبقاً لعدد من أعضاء الفريق فقد كان من المقرر أن تسلم كل المكونات الممثلة في الفريق رؤاها للحلول والضمانات الأربعاء الماضي؛ إلا أن ذلك تعذر, خصوصاً بعد اعتذار الحزب الاشتراكي اليمني, والتجمع اليمني للإصلاح, بسبب عدم تمكنهما من تقديم رويتيهما في الموعد المحدد, طالبين التأجيل الى السبت. وأفادت المعلومات بأن رئاسة الفريق أصرت, في اجتماع الأربعاء, على ن تسلم المكونات الأخرى رؤاها في الموعد المحدد (الأربعاء) فسلمت بعض المكونات رؤاها (حزب العدالة والبناء, والحراك الجنوبي السلمي, وحزب الرشاد اليمني, وأحزاب التحالف الديمقراطي, ومنظمات المجتمع المدني, ونادية الأخرم عن شباب المستقبل, وبلقيس اللهبي عن النساء المستقلات), بينما تخلفت أغلبية المكونات وكانت قد أعلنت التزامها بتسليم رؤاها في الموعد المحدد, وهذه المكونات هي المؤتمر الشعبي العام والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري, و"أنصار الله", والمجلس الوطني لقوى الثورة وناصر شريف عن الشباب المستقل وأماني الماخذي عن النساء المستقلات, إضافة الى الحزب الاشتراكي وتجمع الإصلاح اللذين اعتذرا عن ذلك في وقت سابق. وبسبب هذا التخلف تم الاتفاق على أن تقدم جميع المكونات رؤاها (أمس) السبت.