سأرجع الى الوراءِ قليلاً .. وربما إلى أيامي الأولى ... بدايةَ قدومي إلى هذة الحياة. أجمل اللحظاتِ التي عشتها ... حيث كان همي الوحيد ... طابور الصباح المدرسي ... الوقوف لدقائق معدودة مع حركة اليدين والرجلين ... لم ازل اذكر ... حين كنا نتنافس على شعارات الطابور المدرسي تلك الشعارات اليومية التي كنا نرددها كل صباح ... الكلمتان الجميلتان .... جمهورية . ... يمنية ... ياالله !!!!! كم، هو جميل ذلك الشعور الذي كنت اشعر به .... كان شعر رأسي يقف ثابتاً لحظة سماع : رددي ايتها الدنيا نشيدي ... أتذكر لخبطة الكلمات حين كنا نردد النشيد الوطني ... وما إن نصل إلى : وسيبقى نبض قلبي يمنيا حتى.. ترتفع الأصوات عالياً ... فتردده الجبال والمباني من حولنا .... فنختتم طابور الصباح الجميل بتحية العلم ... الله ...ثم الوطن ... الثورة ...الوحدة ... تحيا الجمهورية اليمنية ... هكذا عشنا طفولتنا تربينا على حبِ الوطن كنا نخلق السلام في كل امورنا ..... اذا دخل معلمنا الفصل .. القى التحية : السلام عليكم : نرد جميعنا وبصوتٍ مرتفع وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...... لم أكن اعلم حينها ما هو السلام ...... كبرت ُ ودارت الأيام .... وتغيرت الأحوال ..... كثرت الشعارات ... وكثرت الأناشيد .... تعددت المذاهب .... وتلخبطت الحروف.... طفلنا اليوم يصحو وينام على اصواتِ الرصاص ... وطائرات المساء... غادر السلام الذي كنا نردده كل صباح .... تدمر كل جميل ... قُتلت الطفولة ... وقتل معها الوطن ... ماذا سنقول لأطفالنا القادمون في المستقبل .... أي كذبةٍ جديدة سنختلق ... فتوى ، دين جديد، ولاء عرقي ، وطن جديد ، بماذا سنجيب اذا سألونا اين الوطن الذي قرأوه في المدارس؟ وبمن سيغرمون.... اذا قرأو : وطني انت مغرمي ...