حين داهمهُ الطوفان وسفينتهُ أفاعٍ وقرود ، قالَ لي ، وفي رأسهِ عشبةٌ ضائعة : لا فسحةٌ في الجمر ولا أحلامُ في العاصفة ، احزمْ قصائدَكَ وخذْ من ذهبِ الشمسِ حفنةً ، ثم آوي إلى كوكبٍ يُعصمُكَ من الضِباع . قاتلٌ ، سروُ الغابةِ ، وقتيل والنبيُ لم يُعصمَ قبتَهُ . الصنوبرُ يتربصُ بالدردار ، على حطبِ الفقراءِ ... الآتون من الرّملِ ، رقصتْ نيرانهم . ثم قالَ لي : حين برطمَ الأفقُ بالدّخان لا تنتظر سنابلَ عليها تكالبتْ مناجلُ الريح . ثورُ الحكمةِ والبأسِ عن جناحيهِ لم ينشِّ القرادَ قد يخلعُ تاجَ الملوك ويعتمر عمامةَ الغراب ! ولا أدري ... ما تضمرهُ آلهةُ الشمسِ لرعيتها ؟ كرعَ النهرُ آخرَ نخبٍ من جمجمةٍ مثقوبةٍ ، والبدويُ الذي أجارَ الجرادَ أخذتْ سيوفهُ من الوردِ مآخذها . قلتُ له : لا عاصمُ غير دمي وغرّدَ جرحٌ في القلب . للشاعر العراقي / ثامر سعيد آل غريب