ونحن نعيش في هذا الشهر الكريم شهر رمضان نستذكر عظمة الإنتصارات في مطلع الدولة الإسلامية ضد اليهود والإعداء وكيف انتصر المسلمون ورفعت راية الإسلام بكل عزة وشموخ ، إلا أننا اليوم أصبحنا نعيش العكس من ذلك بسبب صراعتنا الداخلية وحروبنا الأهلية في المنطقة من خلال ما تمارسه الجماعات المسلحة والأفكار الهدامة القائمة على شق الصف الإسلامي والعربي بسبب سياسة ومصالح بعض الدول القائمة على القتل والفتن بين أبناء البلد الواحد . ما تعانيه مدينة غزة اليوم من قتل بكل أنواع الموت وآلة القتل راح ضحيتها الكثير من أبناء غزة الصامدين المحاصرين الذين أصبحت دمائهم تسفك كل يوم بلا تفريق بين طفل أو شاب أو إمرأة أو كبير فالعدو لا يعرف سوى الموت فقط ، بينما حكام العرب لا يعيرون لأهل غزة أدنى أهتمام لإنشغالهم في إذكاء الحروب ومزيد من التفكك والإنقسام في الدول العربية عبر تبني ودعم للمليشيات والجماعات المسلحة القائمة على الفكر المغلوط وإرتداء الإسلام وتقديمه بصورة سيئة جداً حيث يشهد العراق موجة من العنف المسلح الذي يقوده ما يعرف بمسلحي تنظيم " داعش " الذي تمولهم دول كالسعودية وقطر لتقسيم العراق وتعويض الفشل في سوريا . انظروا لحالنا العرب كيف اصبحنا العدو الإسرائيلي يقتل إخواننا في غزة ونحن نوجه كل أموالنا ودعمنا للجماعات المسلحة لخلق مزيداً من الموت ، لماذا لا نغير المعادلة وتتجه أموالنا لفلسطين ودعم المقاومة بدلاً من دعم الجماعات المسلحة " داعش " التي تبث الرعب والموت في مدن العراق . متى ستعي السعودية بأن دعمها للجماعات المسلحة ونشر الأفكار التكفيرية والإنتقامية سينقلب عليها وستجني عما قريب فشلها لأن دعمها للقتل والموت لابد أن يعود لها فهذه الجماعات المسلحة دأبت على مدى تاريخها وتشابه أخواتها على الانقلاب على مموليها بعد أن تكبر أنيابها ! الخليح اليوم مطالب كأكثر من اي وقت مضى في إبداء حسن النية وإعادة التوازن في الدعم والتمويل وتحويله إلى دعم المقاومة والإنتصار لغزة بدلاً من دعم مسلحي " داعش " لتكفر السعودية عن خطأها وتعمل على الوقف الفوري لدعم الجماعات المسلحة والتقسيم المذهبي والطائفي في الدول العربية الذي يخدم المشروع الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة !