طرأ للسطح في الأشهر القليلة الماضية مصطلح ما يعرف بدولة الخلافة الإسلامية في العراق المتمثل في جماعة مسلحي داعش ، الذين يعطون لأنفسهم الحق في الولاية والأحقية في الحكم وذلك عبر خطاباتهم التي يصدحون بها بينما الواقع عكس ذلك تماماً حيث نرائهم عبارة عن عصابات مسلحة تمارس العنف بإسم الدين وتدعي الخلافة كمبرر للقتل والخرب الذي تسطره في مدن العرق ومدن أخرى بدول الجوار كسوريا ولبنان ومصر وبالتالي نجد في هذا الخطاب الذي يمارسونه عبارة عن عملية سياسية تدميرية تدار من قبل أطراف خارجية هدفها زعزعة أمن وأستقرار العراق والقضاء على اقتصاده وتمرير المشروع الصهيوأمريكي الخاص بتقسم المنطقة في إطار ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد الذي تتبناه أمريكا وإسرائيل للإستحواذ على المنطقة العربية ونفطها وبالتالي تقسيم هذه الدول إلى جماعات وطوائف متفرقة تتناحر فيما بينها لتسهيل تحقيق المشروع الإسرائيلي في المنطقة العربية وإشغال العرب فيما بينهم . إن داعش اليوم كقاعدة الأمس تغير المسمى وظل الممول والحاضن هو ذاته الخاسر بالأمس والمكتوي بنيران الخيانة حيث تشكل السعودية بؤرة محورية في تمويل هذا التنظيم المسلح بهدف كسر شوكة إيران ومحاربة ما يعرف بالفكر الشيعي في المنطقة معتقدةً أن ذلك يمثل تهديد لأمنها وللمذهب السلفي المتواجد بشكل أوسع في السعودية . إدعاء الخلافة في بلاد الرافدين من قبل مسلحي داعش وأميرهم البغدادي لمجرد زوبعة لدفع الإقتتال الطائفي في العراق إلى ذروته كي تحقق الدول الراعية لداعش مخططها في تقسيم العراق إلى دويلات وجعل الدين والإنتماء المذهبي وسيلة للحرب والإقتتال وإراقة الدماء بينما الخلافة مجرد شماعة لتحقيق مصالحهم النتنة . العراق اليوم يعاني من هذا التنظيم المسلح المدعوم خليجياً والمتشدق بإسم الدين والخلافة لذلك وجب على الجميع نبذ هذا الفكر التكفيري الإقصائي القائم على القتل والدماء وإفشال المخطط السعودي الصهيو أمريكي في تقسيم العراق ونهب ثرواته . مهما تشدق مسلحي داعش بإسلامهم فهم يقدمون الصورة الأسوء عن الإسلام بل يظهرون بوضوح انتمائهم وولائهم للجهات الخارجية والممولة لهم من خلال الدعم الكبير المقدم لهذه الجماعة المسلحة التي تعبث بمقدرات العراق وثرواته خدمة لدول أخرى . أيهما الأحق بالقتال الإسرائيليين أم المسلمين وهذا يكشف زيف ما يدعونه كونهم أذرع لإسرائيل وأمريكا تم صناعتهم لتدمير العرب وكسر شوكة العراق والجيش العراقي ولكن بحزم وقوة سيقف الجيش العراقي صامداً لدحرهم والحفاظ على العراق وطرد هؤلاء الجرذان متزلفي الحديث ومدعيين الخلافة إلى مزبلة التاريخ .