وصل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مساء الثلاثاء إلى لندن في زيارة لبريطانيا تستغرق خمسة أيام وسط خلافات متواصلة بشأن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول موقف باكستان من الإرهاب. ومن المقرر أن يجتمع زرداري، الذي قدم من باريس، مع كاميرون لإجراء محادثات يوم الجمعة المقبل وسط إشارات على حرص الجانبين على احتواء الغضب بشأن تصريحات كاميرون. إلا أن التوتر الدبلوماسي بين البلدين وضح إنه ازداد سوءا عندما أكد زرداري في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية أن المجتمع الدولي يخسر الحرب في أفغانستان. وقال إن المجتمع الدولي، الذي تنتمي إليه باكستان، يخسر الحرب ضد طالبان. وأضاف إن هذا يرجع في المقام الأول لأننا خسرنا معركة الفوز بالقلوب والعقول. وفي رد فعل سريع، أعلن كاميرون رفضه للتصريحات، وقال إن القوات الدولية تحمي نسبة كبيرة من السكان في أفغانستان من الإرهاب وتمكنهم من العودة إلى الحياة الطبيعية. ويأتي تبادل الاتهامات في وقت حساس بالنسبة لكاميرون في ظل تزايد محصلة القتلى من الجنود البريطانيين في أفغانستان والذي تعهد بسحب القوات القتالية بحلول عام 2015. وتعرض زرداري لضغط لحمله على إلغاء رحلته احتجاجا على تصريحات كاميرون والتوترات الدبلوماسية التي أعقبت ذلك وبسبب المعاناة الإنسانية المتصاعدة عقب كارثة الفيضانات في باكستان أيضا. وكان كاميرون صرح خلال زيارة للهند الأسبوع الماضي بأنه لا يتعين على باكستان أن تعزز عملية تصدير الإرهاب أو أن يكون لها علاقات مع الجماعات الإرهابية. وقبل الزيارة، قال كاميرون إنه متمسك بتصريحاته، وأضاف أنه بينما قامت باكستان بعمل أشياء غير عادية لهزيمة الإرهاب، فإنها في حاجة للقيام باشياء غير عادية بشكل أكبر. واستطرد: من المهم التحدث بصراحة عن هذه الأشياء بينما اعترف في نفس الوقت، مثلما فعلت في الهند ، أنهم في باكستان عانوا بشدة من الإرهاب.
وفي بريطانيا، موطن نحو مليون من أصل باكستاني، دعا زعماء الجالية الباكستانية زرداري إلى الغاء زيارته والعودة إلى بلاده على ضوء الأزمة الناشئة.
وقال عضوان مسلمان في البرلمان من حزب العمال المعارض وهما خالد محمود ولورد أحمد انهما سوف يقاطعان اجتماعا مع زرداري.
ومن المقرر أن يجري زرداري خلال زيارته محادثات مع عدد من الوزراء الحكوميين قبل أن يجتمع مع كاميرون في مقر الإقامة الريفي الرسمي لرئيس الوزراء خارج لندن يوم الجمعة.