وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الأربعاء تحذيرا شديد اللهجة إلى الحكومة اللبنانية وحركة حماس، بعد الاشتباكات المسلحة التي دارت بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الحدود بين البلدين وسقوط صواريخ في جنوب إسرائيل. وقال نتنياهو في تصريح وزعه مكتبه على وسائل الاعلام مساء الأربعاء أريد أن يكون هذا واضحا لحماس كما للحكومة اللبنانية التي نعتبرها مسؤولة عن الاستفزاز العنيف ضد جنودنا: لا تختبروا عزيمتنا في الدفاع عن مدنيي وجنود إسرائيل. ويأتي هذا التصريح، الذي أدلى به نتنياهو بالعبرية ووزعه مكتبه على شكل نص وشريط فيديو، غداة اشتباكات هي الأخطر من نوعها التي تشهدها الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 2006 والأولى من نوعها منذ عقود بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني، وقد أوقعت ثلاثة شهداء لبنانيين هم جنديان وصحافي اضافة إلى مقتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل.
وأطلق صاروخ الجمعة من قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس، سقط في مدينة عسقلان (جنوب إسرائيل). والاثنين أطلقت صورايخ على الأرجح من شبه جزيرة سينا المصرية وسقطت على ميناء ايلات الإسرائيلي في حين سقط أحدها على مدينة العقبة الأردنية المجاورة حيث قتل شخص وأصيب خمسة آخرون بجروح. واتهمت مصر الأربعاء فصائل فلسطينية من قطاع غزة بالوقوف وراء عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت ايلات والعقبة حيث سقط قتيل، والمحت إلى أن هذه الصواريخ قد تكون أطلقت من سيناء. وسارعت حماس إلى نفي أي علاقة لها بهذه الصواريخ. واضاف نتنياهو: سياستنا واضحة.. إسرائيل ترد وستواصل الرد بقوة على أي اعتداء يتعرض له مدنيوها وجنودها. وفي بيان آخر بالانكليزية توجه نتنياهو إلى المجتمع الدولي قائلا إن إطلاق صواريخ على مدنيين هو جريمة حرب، وشن اعتداءات متعمدة ضد جنود هي اعمال عدوانية فاضحة، مشيرا إلى أن إسرائيل تنتظر من المجتمع المدني ادانة هذه الاعتداءات باشد عبارات الادانة. وأكد نتنياهو انه داخل المجتمع الدولي، كل الذين يريدون السلام عليهم دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة اولئك الذين يعتدون على الابرياء ويسعون لتدمير السلام. ومن جهة أخرى، أعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن الجانبين الإسرائيلي واللبناني تعهدا مجددا بالتعاون معها لضمان عدم تكرار حوادث مماثلة لما شهدته المنطقة الحدودية من تبادل لإطلاق النار الثلاثاء. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني أن ذلك جاء في بيان أصدرته قوات اليونيفيل في ختام لقاء ثلاثي عقد في مقر قيادتها ببلدة الناقورة الحدودية الليلة الماضية بحضور ضباط رفيعي المستوى من الجيشين الإسرائيلي واللبناني. ودعت القوات الدولية الجانبين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي نشاطات من شأنها زيادة التوتر في المنطقة. وأكد البيان أهمية احترام الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان بشكل كامل من قبل جميع الأطراف والامتناع عن القيام بأي خطوات على امتداد هذا الخط قد تفسر على أنها خطوات استفزازية. وأشارت قوات اليونيفيل إلى أنها تواصل التحقيق في ملابسات الحادث، الذي وقع في منطقة العديسة الحدودية، وأنها ستقدم نتائجه للجانبين لدى استكماله.