شارك مئات الفلسطينيين في القدسالمحتلة صباح الأربعاء في تظاهرة دعت إليها قوى وفصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني في المدينة احتجاجاً على هدم وتجريف المئات من القبور في مقبرة مأمن الله التاريخية من قبل السلطات الإسرائيلية. ونقلت وكالة (وفا) الفلسطينية الرسمية عن عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني قوله خلال التظاهرة، أتينا اليوم متظاهرين في أرض مقبرة مأمن الله تلبية لنداء الإنسانية والوطن والحضارة والتاريخ، ولنفضح المُحتل الذي يمعن في انتهاك أبسط القيم الإنسانية، ونعلي صوتنا في وجه الاستهداف المتعمّد من قبل الاحتلال للحقوق الأخلاقية والقانونية الفلسطينية في المدينةالمحتلة خدمةً لسياسة (أسرلة) القدس التي تنتهجها دولة الاحتلال. وأكد أن محاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس من خلال إزالة الشواهد التاريخية والثقافية والحضارية والدينية لعروبة المدينةالمحتلة ستلقى الفشل، لأن التاريخ أثبت أن في القدس لا يدوم ظالم ولا محتل، وأنها حتماً سترى فجر الحرية تحت الراية الوطنية الفلسطينية. وأضاف دلياني إن مقبرة مأمن الله التي تبعد أقل من كيلومتر واحد إلى الغرب من سور القدس القديمة وتعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجماً، حيث تُشير سجلات دائرة الأراضي في العام 1938 إلى أن مساحتها تبلغ حوالي 135 الف متر، مربع ودفن فيها على مر العصور ولغاية العام 1927 الآلاف من الشهداء والصحابة والعلماء والأدباء والأعيان والحكام الذين ارتبطوا بتاريخ القدس العربية. وهتف المشاركون في التظاهرة ضد الاحتلال وممارساته، وللقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية وللثورة الفلسطينية سبيل المشروع الوطني الفلسطيني، ورفعوا أعلام فلسطين وشعارات تندد بالاحتلال وممارساته.
وحاصرت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المتظاهرين في محاولة لردعهم ومنع توجه المزيد من أبناء الحركة الوطنية والمتضامنين الأجانب إلى موقع المقبرة.