قالت أريياواتي إنها كانت تخدم الكثير من الأشخاص في المنزل الذي عملت فيه. وتضيف أريياواتي "كان علي أن أعمل بصورة متصلة لأنني كنت أقوم بالأعمال المنزلية لكل سكان المنزل. وعندما رغبت في الحصول على قسط من الراحة بسبب التعب، غرسوا المسمار في جسدي عقاباً لي". "شياطين بلا رحمة" وتتذكر مأساتها قائلة "كان علي أن أعمل منذ الفجر إلى الغروب، وكنت أنام بصعوبة. لقد هددوني بالقتل، وإخفاء جثتي". وقالت أريياواتي إنها أعدت وثائق سفرها على نفقتها الخاصة، مضيفة "لقد كانوا شياطين بلا رحمة على الإطلاق". وذكر أطباء في مستشفى "كامبوريبيتيا بيز" في مقاطعة ماتارا إن المسامير قد غرست في جسد أريياواتي بواسطة مطرقة. وقال الطبيب كمال ويراتونج الذي يشرف على علاج أريياواتي إن المسامير قد سخنت قبل أن تثقب جسد أريياواتي. وذكرت بي.بي.سي، أنه عقب تفجر القضية أكدت مصادر دبلوماسية سريلانكية إنهم يعملون على تعقب "الكفيل" الذي كانت تعمل لديه أريياواتي. تحقيق رسمي وقال دبلوماسي في السفارة السريلانكية في الرياض "بإمكاننا التوصل إلى وكالة التوظيف السعودية في الرياض، وسنستدعي الكفيل لمناقشة هذه القضية". ووفقاً لسجلات السفارة السريلانكية في الرياض، وصلت أريياواتي إلى السعودية في 25 مارس/ آذار الماضي. وقالت مصادر السفارة إن "الكفيل" السعودي قد تجاوزها، وقام بإجراءات منفردة لعودة أريياواتي إلى بلادها. وقدمت أريياواتي إلى السعودية بعد أن سجلت اسمها في المجلس السريلانكي للتوظيف الخارجي.
وقال رئيس المجلس كينجزلي راناويك إنهم سيجرون تحقيقاً رسمياً مع أريياواتي، ومن ثم سيتخذون الإجراء المناسب.
تاريخ حافل
ووفقاً لبي.بي.سي، فإن السعودية شهدت العديد من حالات الاعتداء على الخادمات خلال السنوات الماضية. وفي المقابل هناك حالات عديدة تكون فيها الخادمات هن من يقمن بالاعتداء على الأسر التي يعملن عندها.
وقضت إحدى المحاكم السعودية في يونيو/حزيران العام 2009 بدفع دية لأسرة خادمة أندونيسية توفيت بعد ضرب مستخدمتها السعودية المتكرر لها. وفي يوليو/تموز الماضي، قبضت الشرطة السعودية على خادمة آسيوية بتهمة محاولة قتل ربة المنزل الذي تعمل فيه من خلال وضع مبيد حشري مع الحليب. وفي مطلع العام الجاري توفي رضيع سعودي متأثراً بسم فئران دسته الخادمة المنزلية في حليبه.
وفي مايو/أيار العام 2008، أعربت منظمة هيومان ريتس ووتش عن غضبها من حكم قاض برأ بموجبه زوجين سعوديين قيدا خادمتهما بالحبال لمدة شهر، وتركاها بلا طعام مما تسبب في إصابتها بالتسمم، وتطلب الأمر قطع بعض أصابع قدمها ويدها.
وتقدر هيومان رايتس ووتش عدد العمال المنزليين في السعودية بنحو نحو 1.5 مليون غالبيتهم من إندونيسيا وسريلانكا والفلبين.
وتظهر إحدى الدراسات الإحصائية الصادرة عن مركز الإحصاءات العامة في المملكة أن هناك 77 بالمائة من العائلات السعودية لديها خادمة في البيت، والخادمات اللائي يأتين من دول شرق آسيا بشكل عام مستوى التعليم لديهن متدن وكذلك مستوى الصحة، ويعود بدوره على الأطفال الذين يربونهم بالسلب من الناحية الدينية والاجتماعية والثقافية والصحية وحتى النفسية.
ويقول العديد من المختصين في الشؤون التربوية إن اعتماد الأسر السعودية على الخادمات بشكل أساسي في تربية الأطفال يهدد ثقافة الطفل السعودي العربية والإسلامية، لا سيما أن غالبية الأسر تعتمد على خادمات آسيويات مستواهن التعليمي متدني.