وجه الكاتب المصري، محمد حسنين هيكل، اتهامات إلى الرئيس الراحل أنور السادات بالوقوف وراء "اغتيال" سلفه جمال عبد الناصر، في سبتمبر 1970، عبر وضع السم في القهوة، معززًا بذلك اتهامات وجهتها ابنته الكبرى هدى، والتي قضت محكمة مصرية بإلزامها بدفع تعويضات لصالح رقية الابنة الكبرى للسادات. وصرحت رقية السادات في اتصال هاتفي لصحيفة "الأهرام" أن أسرتها ستتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد هيكل، حيث تتهم بأنه سرد قصة في برنامجه "'تجربة حياة'" على فضائية "الجزيرة" تثير الشكوك حول إمكانية أن يكون السادات قد وضع سمًا لعبد الناصر في القهوة التي أعدها له. وكان هيكل الذي كان مقربًا بشدة من عبد الناصر قال إن السادات أعد له فنجانًا من القهوة بيده قبل رحيله بثلاثة أيام خلال تواجدهما والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في جناح عبد الناصر بفندق النيل هيلتون، وبعد حوار دار بين عبد الناصر وعرفات أثار ضيق عبد الناصر الذي قال ل "أبو عمار" وقتها: " إما ننزل غرفة الاجتماعات وننهى المؤتمر ونفض الموضوع أو نتكلم كلام جد ونتفق'". وأضاف هيكل إن "السادات لاحظ انفعال عبد الناصر، فقال له يا ريس أنت محتاج فنجان قهوة وأنا ح أعملهولك بأيدي، وبالفعل دخل السادات المطبخ المرفق بالجناح وعمل فنجان القهوة وأخرج محمد داود وهو رجل "نوبي" وكان مسئولاً عن مطبخ الرئيس عبد الناصر من المطبخ". وأكد هيكل أنه "'حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقطع برأي بأن وفاة عبد الناصر لم تكن طبيعية إن لم تكن هناك أدلة، حتى وإن كانت هناك شكوك". وعرض هيكل خلال البرنامج خطط وسيناريوهات مزعومة لمحاولة اغتيال عبد الناصر عبر أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والانجليزية والفرنسية. ومن شأن رواية هيكل أن تثير الجدل مجددًا حول ظروف وفاة الرئيس المصري الأسبق الذي توفي في سبتمبر 1970، "بأزمة قلبية"، بعد قيامه بتوديع القادة العرب المشاركين في القمة الطارئة التي عقدت آنذاك، ونجح خلالها في التوصل إلى قرار بوقف اشتباكات واسعة بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية في الأردن. وفي أواخر أغسطس، جددت هدى ابنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تصريحات تلفزيونية، اتهامها للسادات بقتل والدها، مشيرة إلى أنها تعكف منذ فترة طويلة على التنقيب والبحث في أوراق والدها في منزله، وأنها توصلت لبعض الوثائق والأسرار التي لم تكشف بعد ولم يكتب عنها أي شيء حتى الآن. وأكدت أن "عبد الناصر قُتل وأن الذي قتله هو الرئيس السادات"، وأوضحت أنها ليست الوحيدة التي اتهمت السادات بذلك، بل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية شاهدة على ذلك حيث نشرت ما يشير إلى هذا الأمر، مشيرة إلى أنها خسرت دعوى قضائية لصالح رقية ابنة الرئيس السادات وقامت بدفع تعويض لها التزاما بحكم القضاء، لكنها لم تتراجع عن هذا الاتهام. وسبق أن قضت محكمة في عام 2008 بإلزام هدى عبد الناصر بدفع تعويض لرقية السادات، بقيمة 100 ألف جنيه، عن أضرار قالت إنها لحقت بها بسبب مقابلة صحفية أساءت فيها ابنة عبد الناصر لوالدها، واتهمته بالوقوف وراء "اغتياله"، وأضافت: "لقد ساورتني هذه الشكوك لأنه كان الإنسان الوحيد الذي رافق أبي في الأيام الخمسة الأخيرة على الوفاة".