ينظر علماء النفس والاعصاب الى الادمان على الجنس بوصفه حالة تصبح المضاجعة فيها سلوكا قهريا. وتتناول سوزان تشيفر في كتابها الجديد عن الموضوع، "الرغبة: حيث يلتقى الجنس والادمان"، سيرة حياة بيل ولسن الذي شارك في تأسيس جمعية لمساعدة المدمنين على الكحول هي "الكوهوليكس انونيماس" Alcoholics Anonymous. وكانت تقارير وشهادات عديدة افادت بأن ولسن لم يكن مدمنا على الكحول فحسب بل وعلى الجنس ايضا حتى ان هذه الادمان كلفه احترام زملائه في الجمعية وفي حملة مكافحة الادمان عموما. وتتوقع طبيبة الأعصاب غابريل لابلانك في مراجعتها كتاب تشيفر ان تستفز تشيفر القراء الذين قد يتعرفون فيه على حالات ذهنية أو انماط سلوك لديهم أو عند الآخرين، سببت لهم آلاما ومعاناة. ومن دواعي مراجعة الذات في ما تكشفه المؤلفة ان شريحة المدمنين على العلاقات الجنسية تضم باحثين عن الجنس بدفع من سلوكهم القهري ونماذج أخرى ممن "يعشقون العشق نفسه" فيختارون العلاقة القائمة على النزوة والهيام العابر بدلا من الالتزام طويل الأمد. بل ان الكتاب يلمح الى ان مرحلة "الوقوع في الحب" حالة خطيرة قبل الوصول الى الزواج. تروي المؤلفة في استكشاف الرغبة حكايات عن اباحيتها الجنسية ذاتها في احدى مراحل حياتها مصحوبة بتعليقات ثاقبة من خبراء عن سلوك المدمن على الجنس من وجهة نظر طب الأعصاب وعلم النفس. وتتناول تشيفر موضوعها في غمرة ادلة متزايدة تبين ان المدمنين على الجنس أو الكحول أو غيره من المواد المخدرة يشتركون بخصائص وصفات واحدة. وتصف المؤلفة تعطل الارادة لدى هؤلاء المدمنين على اختلاف اصنافهم فيدفعهم عجزهم الى "الممارسة" أو "التعاطي" رغم كل ما يسبق ذلك من تصميم وقرارات وعهود. ويبدو ان فقدان الارادة ناجم عن تفعيل قنوات متماثلة في الدماغ بصرف النظر عن نوع الادمان. فان العديد من المدمنين، بمن فيهم والد المؤلفة نفسها جون تشيفر الذي استوحت شفاءه من الادمان على الحكول في انجاز كتابها، يقعون أسرى الادمان على أكثر من مادة. وفي الحقيقة ان ادمان بيل ولسن موضوع الكتاب على النيكوتين هو االذي قتله في نهاية المطاف. تعيد تشيفر التذكير في كتابها برأي العديد من الخبراء والعلماء الذين يؤكدون ان الادمان على الجنس ينبغي ألا يُعالج بوصفه سقوطا اخلاقيا أو انهيارا في الشخصية وانما كمرض يصيب كيمياء الدماغ الحياتية نتيجة تضافر عوامل وراثية وظروف مر بها المصاب نفسه في حياته.