أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي أن المواجهات الدائرة في محافظة صعدة بين الجيش والحوثيين تتجه نحو الحسم وفرض سيادة الدولة لإنهاء التمرد. وأشار إلى أن الحرب المتجددة فرضت على الدولة فرضا وأن الحكومة ما تزال حريصة على السلام وحقن الدماء وتتخذ من الحل السياسي رديفا للتحرك العسكري.
وحمّل الدكتور القربي في حوار مع "الخليج الإماراتية" "المخربين الحوثيين" مسؤولية تجدد المواجهات، مشيرا إلى أن الحكومة التي التزمت بتنفيذ بنود اتفاق السلام كانت تُقابل بتجاوزات تصعيدية من جانب المتمردين الذين اتجهوا نحو توسيع رقعة سيطرتهم عبر الاستيلاء على المواقع التي انسحب منها الجيش والاستيلاء على المرافق العامة وإرهاب المواطنين وتعبئة الأتباع وتسليحهم لمواجهة الدولة وإعاقة جهود إعادة الإعمار والانتقال بأعمالهم التخريبية إلى محافظات مجاورة.
ولفت القربي إلى أن الحكومة تنشد السلام وتقر بحقوق كافة مواطنيها بمن فيهم الحوثيون ولا يمكنها التعامي عن أعمال القتل والتخريب التي تمارسها جماعة الحوثي كما لا يمكنها القبول بأن يكون اليمن مرتعا للإرهابيين والمخربين.
وأكد أن الدولة تريد لهذه الحرب أن تنتهي بأسرع وقت ممكن، مؤكدا أن السلام هو الخيار الذي تتمسك به الحكومة، ولكن ينبغي أن يأتي هذا السلام في إطار الالتزام بالدستور والقانون وسيادة الدولة على هذه المناطق.
وقال القربي: "إن الحوثيين بعيدين كل البعد عن المذهب الزيدي، وخلال الفترة الماضية لمحنا أن هناك تصعيدا من جانب المتمردين لخلق صراع مذهبي ومحاولة إظهار أن الحوثيين جماعة زيدية تحارب الحكومة وهذا في الواقع تجذيف في المكان الخطأ ومحاولة لخلط الأوراق لم تعد تنطلي على أحد".
وأكد أن "الفكر الذي تتبناه هذه المجموعة بعيد عن المذهب الزيدي الذي تعايش على مدى قرون خلت مع المذهب السني الشافعي في اليمن كما أن أتباع المذهب الزيدي كانوا في مقدمة المدافعين عن الثورة والجمهورية ولم يعتبروا أن لهم الحق الإلهي في الحكم كما تدعي هذه المجموعة".
وأشار إلى أن هناك جماعات تخريبية تحاول الاختباء تحت عباءة المذهب الزيدي وتسعى إلى إحياء النزعة الأمامية والفكر الصفوي وهذا بالتأكيد يشكل خروجا عن المذهب الزيدي وخطر يهدد التعايش الديني في المنطقة أجمع.
وعبر عن تخوف الحكومة من محاولات جر اليمن إلى دوامة الصراع المذهبي، لكنه قال إنه يدرك خطورة هذا الملف فالصراع المذهبي خطير جداً خصوصا وان شهية من يريدون ذلك ستنفتح وقد يعملون على توسيعها في المنطقة.
وتوقع أن يكون هناك تفهم أوربي وعربي لموقف الحكومة اليمنية إزاء حرب صعدة ، وأنه لمس حرصاً من جميع الأطراف على دعم جهود اليمن لإنهاء التمرد وإحلال السلام .