ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية المعروفة أن الإرهابي المصري سيف العدل انتقل من إيران إلى منطقة سرية على الحدود بين أفغانستانوباكستان ليتولى قيادة الجناح العسكري في تنظيم القاعدة السري. وجاء في تقرير المجلة، الذي نشر في عددها الإلكتروني ليوم أمس الاثنين، أن سيف العدل، الذي يعيش في إيران تحت «الإقامة الجبرية» منذ عام 2001، نال حريته منذ صيف 2010 في صفقة تبادل أسرى بين حكومة طهران وتنظيم طالبان - باكستان. واستندت المجلة إلى معلومات مستمدة من مخابرات «دولة أوروبية» ذكرت أنه تم تحرير سعد بن لادن وسيف العدل مقابل الدبلوماسي الإيراني حشمت الله عطار زادة الذي اختطف في شمال باكستان في شتاء 2009 على أيدي ميليشيات طالبان. وتحدث المصدر عن معلومات شبه مؤكدة تشي بانتقال سيف العدل إلى منطقة في شمال وزيرستان للاضطلاع بقيادة الجناح العسكري في تنظيم القاعدة. واعتبرت «دير شبيغل» سيف العدل أحد أبرز إرهابيي تنظيم القاعدة، والعقل المدبر للعديد من العمليات الإرهابية رغم «إقامته الجبرية» في إيران. ووصفت المجلة هذه الإقامة الجبرية بأنها عيش في بيت مترف وفي ظل شروط مخففة تماما. ويفترض أن سيف العدل، ومعه العشرات من كوادر «القاعدة» وعوائلهم، قد نزحوا إلى إيران بعد غزو الولاياتالمتحدةأفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) 2001 إثر الهجوم على المركز التجاري العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون بالطائرات المختطفة عام 2001. وتدين الولاياتالمتحدة سيف العدل بتهمة تخطيط الهجمات بالقنابل على سفارتيها في أفريقيا عام 1998، ونقلت مصادر المخابرات الأميركية ل«دير شبيغل» خشيتها من اضطلاع سيف العدل بتخطيط عمليات إرهابية جديدة ضد الولاياتالمتحدة وأوروبا. من ناحيته، قال نعمان بن عثمان، وهو خبير ليبي في شؤون «القاعدة»، ل«دير شبيغل» إن مصادره تؤكد خبر انتقال سيف العدل من إيران إلى المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان. وقدمت المجلة بن عثمان كملتحق سابق بمعسكرات تنظيم القاعدة، وأحد المقربين من تنظيم القاعدة في كشمير، ومحلل حالي في صحيفة «كيليام فاونديشن» البريطانية. وأحد مصادر بن عثمان هو إلياس كشميري، من مواليد 1964، الذي يعتقد أنه العقل المدبر للعمليات الإرهابية الأخيرة التي شملت الهند وباكستان. ووصف بن عثمان كشميري بأنه أعور ذو لحية حمراء، يقود الكتيبة «313» التي تعتبر الجناح العسكري في تنظيم القاعدة - باكستان. والمعتقد أن كشميري كان مخطط عمليات مومباي عام 2008. ووصف بن عثمان إقامة سعد بن لادن وسيف العدل «الإجبارية» في طهران بأنها وسيلة حماية أكثر منها وسيلة فرض رقابة. بل إن سيف العدل تمتع بحريات كبيرة ربما أهلته لتخطيط العمليات الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية عام 2003، وذلك من «إقامته الجبرية» في طهران. وتخشى المخابرات المركزية الأميركية، حسب تقديرات «دير شبيغل»، من تنسيق العمل بين الكشميري وسيف العدل بهدف مد النشاط الإرهابي إلى مختلف مناطق العالم، وخصوصا إلى الهند وبلدان شرق آسيا، وربما أوروبا والولاياتالمتحدة. وذكر بن عثمان أن الرجلين يتمتعان بقدرات تنظيمية وتخطيطية كبيرة، ومتخصصان في نسج شبكات الإرهاب الدولية، ومعروفان بتخطيهما لكل الحواجز المذهبية والإيديولوجية في تعاملهما مع المنظمات الإرهابية، الإسلامية وغير الإسلامية، في العالم. يذكر أن مجلة «لونغ وور جورنال» تحدثت عن وصول سيف العدل والكويتي سليمان أبي الغيث إلى المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان. وكتبت المجلة أن المخابرات المركزية الأميركية أكدت لها «أن الخبر قابل للتصديق». وكان أبي الغيث، المتحدث باسم بن لادن سابقا، يعيش في إيران أيضا تحت الإقامة الجبرية وشملته صفقة تبادل الدبلوماسي الإيراني حشمت الله عطار زادة. وأسقطت دولة الكويت الجنسية عن أبي الغيث بعد تصريحات له عام 2001 في قناة «الجزيرة» هدد فيها الولاياتالمتحدة بعمليات إرهابية جديدة. واستشهدت مجلة «لونغ وور جورنال» بتقرير سابق لصحيفة «الوطن» الكويتية تحدث عن صفقة تبادل أسرى بين إيران وتنظيم طالبان نجح على أثرها 3 من إرهابيي «القاعدة» في الوصول إلى أفغانستان.