أعلنت إيران المتهمة بإيواء عناصر القاعدة وبعض أعضاء أسرة أسامة بن لادن على أراضيها، في مطلع الأسبوع الجاري على لسان مسؤول أمني عن اعتقال خمسة من عناصر القاعدة في مدينة كرمان وسط البلاد. وقال الفريق حسين تشناران قائد قوات الأمن لإقليم كرمان الذي كان يتحدث في مراسم تكريم الصحافيين في الإقليم إن "المعتقلين كانوا يخططون للقيام بعمليات تخريبية في إيران" لكنه لم يشر إلى تاريخ الاعتقال. وازداد الأمر غموضا عندما تحدث المسؤول الأمني الإيراني عن "نية المعتقلين تهريب سلاح وذخيرة ومتفجرات إلى إيران" أي لم يتم العثور على أي من ذلك في حوزتهم. ولم يحدد تشناران إلى أي بلد ينتمي هؤلاء المعتقلون واكتفى بالقول إنهم من البلدان المجاورة للحدود الغربية ومعلوم أن العراق يجاور إيران من ناحية الغرب وتقع تركيا على الحدود الشمالية الغربية. هذا وكانت صحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرت تقريرا يوم الثلاثاء 6-9-2011 تحت عنوان "إيران حليف القاعدة بشروط" أكدت نقلا عن حارس زعيم القاعدة إن "أسامة بن لادن أمر مؤيديه مرارا بالامتناع عن مهاجمة عدد من البلدان من ضمنها إيران وسوريا" موضحا أن البلدين يشكلان معبرا يستخدمه "المجاهدون" للوصول إلى أفغانستان. وعلقت الصحيفة الفرنسية على هذا الموقف بالقول إن القاعدة فتحت حسابا للجمهورية الإسلامية الإيرانية من منطلق "عدو عدوي صديقي". وأضافت لوفيغارو "من الواضح أن قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتنظيم القاعدة الإرهابي يجدون أنفسهم في مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية كعدو مشترك الأمر الذي يدفع الجانبين إلى التعاون ونسيان الخلافات المذهبية. وتصف الصحيفة إيران بالمكان الآمن للجماعات الإرهابية بعد اختفاء بن لادن في جبال أفغانستان حيث لجأ عدد من قادة التنظيم إلى إيران ضمنهم الخبيران في مجال التفجيرات سيف العدل المصري وأبو محمد المصري اللذان كانا على اتصال بالحرس الثوري الإيراني قبل عام 2001 بالإضافة إلى عدد من أبناء أسامة بن لادن. وقبل تصريحات المسؤول الأمني بخصوص اعتقال عناصر القاعدة في كرمان قام عدد من الأشخاص بتنظيم مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في لندن احتجاجا على اعتقال عناصر أخرى للقاعدة في إيران. وذكر موقع "روزأون لاين" الإيراني أنه قبل هذه المظاهرة بأيام نشرت صحيفة القدس العربي تقريرا ذكرت فيه أسماء عدد من كبار أعضاء القاعدة وأسرهم الذين تم اعتقالهم في إيران مؤخرا من قبيل مصطفى حامد (أبو وليد) وأبو حفص وفي الوقت نفسه ذكرت الصحيفة أن السلطات الإيرانية أطلقت سراح سليمان أبو غيث المتحدث السابق للقاعدة الذي عاد إلى أفغانستان مرة أخرى. وتعتقد المصادر الأمنية في واشنطن أنه تم بموجب اتفاق بين القاعدة وطهران في عام 2008 إطلاق سراح سيف العدل مقابل إطلاق سراح حشمت الله عطارزاده موظف في القنصلية الإيرانية المختطف في باكستان. وكان عمر بن لادن الابن الرابع لزعيم القاعدة صرح في تموز العام الماضي أن 20 من أعضاء أسرته يعيشون في إيران موضحا: "إنهم يعيشون في منطقة بطهران ولا يحق لهم الخروج أو الاتصال هاتفيا دون الحصول على ترخيص". ونشرت وسائل الإعلام حينها نبأ هروب "ايمان بن لادن" من هذا المكان ولجوؤها إلى سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة الإيرانية.