اصدر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن بيان سياسي هام لجماهير الشعب اليمني مساء يوم 21 مايو الجاري بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لتحقيق الوحدة اليمنية، وحمل فيه السلطة كامل المسئولية عن الأوضاع في البلاد. وقال البعث إن " قلوبنا يملؤها الحزن والقلق، حزن لما يجري من أحداث في بلادنا وقلق من الغد المجهول، نتيجة التخبط وغياب السياسات الرشيدة وفشل إدارة مشروع الوحدة وإصرار السلطة على صوابية سياساتها الخاطئة التي أنتجت هذه الأزمة". وفيما يلي نص البيان: تطل علينا اليوم الذكرى التاسعة عشر للوحدة اليمنية التي تحققت عبر نضال طويل وتضحيات جسام قدمها شعبنا اليمني من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله، وحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان له شرف النضال والتضحية مع مختلف فئات شعبنا وقواه السياسية المناضلة من أجل تحقيق أقدس المنجزات الغالية والعظيمة التي تحققت في تاريخ شعبنا الحديث، وخطوة حقيقية على طريق الوحدة العربية الشاملة، حيث أعادت الأمل من جديد إلى قلوب الملايين من أبناء أمتنا العربية، وأن الوحدة العربية هدف يمكن تحقيقه، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة والقوية لدى مختلف القوى السياسية الفاعلة في المجتمعات العربية. يا جماهير شعبنا العظيم : إن حزبنا يعتبر تحقيق الوحدة واستمراريتها هو سبيل شعبنا الوحيد لضمان استقلاله السياسي والاقتصادي والنهوض الحضاري وبناء مؤسساته، وتحقيق الاستقرار والأمن والعيش الكريم لكل أبناء الوطن، إن هذه الأهداف لم يكتمل تحقيقها وذلك ليس بسبب الوحدة، ولكن بسبب فشل القائمين على إدارتها ولا علاقة لوحدة الشعب بالممارسات الخاطئة على مستوى الساحة اليمنية، والمطلوب من جماهير شعبنا هو الوقوف بقوة ضد المتآمرين على الوحدة سواء كانوا في السلطة من خلال ممارساتهم وسياساتهم الخاطئة في التعامل مع المواطنين وحقوقهم وطموحاتهم المشروعة، أو دعاة الانفصال كحل لمشاكلنا التي نعاني منها كمواطنين في الجنوب أو الشمال على حد سواء. لذلك فإن السلطة هي التي تتحمل كامل المسئولية عن تردي الأوضاع في كل المحافظات وبصفة خاصة المحافظات الجنوبية، وتفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية على مستوى الساحة الوطنية.. وفي ذات الوقت ندين الدعوات الانفصالية ونقول للسلطة إن هذه الأصوات ما كان لها أن ترتفع عاليا لولا الممارسات والسياسات الخاطئة التي هيئت الأرضية الملائمة لقبولها لدى بعض الناس، تلك الأرضية التي خلفتها أجهزة الدولة بممارساتها وسياساتها الخاطئة، لقد أدت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي كان ولا يزال يعاني تبعاتها شعبنا والمواقف اللا مكترثة من قبل السلطة لتلك الأوضاع إلى نجاح الأصوات الانفصالية في حملتهم ضد الوحدة .. خلاصتها - كما يقولون- أن سوء الأوضاع الاقتصادية والفساد والممارسات الخاطئة سببها الوحدة ..والوحدة بريئة من كل ذلك. لأن الوحدة هي وجدان الشعب. يا جماهير شعبنا : إن الوحدة اليمنية حقيقة تاريخية لا تحتاج إلى إثبات والتوجه الوحدوي لشعبنا من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله ليس توجها طارئا على تاريخ شعبنا، كما أن إيمان شعبنا بأن طريقه إلى النهوض والانبعاث مرتبطا بوحدته واستقراره. يا جماهير شعبنا : في مثل هذا اليوم تحققت الوحدة اليمنية وها نحن اليوم نحي الذكرى التاسعة عشر لقيامها وكنا نتمنى أن نحي هذه الذكرى الغالية وقلوبنا تفيض بالفرح والسعادة والأمل، ولكننا نحي هذه الذكرى العظيمة وقلوبنا يملؤها الحزن والقلق – حزن لما يجري من أحداث في بلادنا وقلق من الغد المجهول. نتيجة التخبط وغياب السياسات الرشيدة وفشل إدارة مشروع الوحدة وإصرار السلطة على صوابية سياساتها الخاطئة التي أنتجت هذه الأزمة. فلا وألف لا لإعادة التشطير.. ولا وألف لا للظلم والفساد.. ونعم لدولة الوحدة والديمقراطية دولة النظام والقانون والحقوق المتساوية لكل أبناء الوطن..عاشت الوحدة والخلود لشهدائها.