أقام مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في سوريا احتفالات بإعلانه الخلافة الإسلامية في العراق أمس الأحد بعد سيطرة التنظيم على مناطق واسعة شمالي وغربي العراق. وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر سيارات تابعة لتنظيم الدولة وهي تجوب شوارع مدينة الرقة السورية، وتذيع عبر مكبرات الصوت بيان إعلان "دولة الخلافة الإسلامية". كما أظهرت الصور احتفالات الناس ومقاتلي تنظيم الدولة وإطلاقَهم الأعيرة النارية في ساحة النعيم وسط مدينة الرقة، بينما شهدت مدينة تل أبيض الحدودية احتفالات مشابهة. وتعتبر الرقة مركز الثقل الرئيسي لتنظيم الدولة. وتقول دولة الخلافة الإسلامية إنها تسعى إلى إزالة الحدود بين الدول من البحر المتوسط إلى الخليج العربي، وإعادة المنطقة إلى نظام الخلافة. وكان أبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أعلن أمس الأحد -في تسجيل صوتي له- قيام ما سماها دولة الخلافة، وتنصيب خليفة هو إبراهيم البدري الملقب ب "أبو بكر البغدادي". وجاء التسجيل الصوتي بعد ساعات من بث التنظيم تسجيلا مصورا تضمن مشاهد لدخول عناصر التنظيم الأراضيَ العراقية من الحدود السورية. وظهر العدناني في التسجيل ولأول مرة مظلل الوجه، وإلى جانبه أبو عمر الشيشاني أحد أبرز القيادات العسكرية في التنظيم. وأظهر التسجيل الذي لم يحمل تاريخا القياديين في التنظيم، وهما بصدد هدم ساتر ترابي بواسطة آليات قال التسجيل إنه في منطقة حدودية بين العراقوسوريا. وانقسم المحللون بشأن هذا الإعلان، فبينما قال بعضهم إن التنظيم يشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة ويقود إلى العنف في المنطقة، ذهب البعض الآخر إلى أنه يبالغ بتمدده وبالدعم من خلال حملات إعلامية معقدة. وفي غضون ذلك، أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن قدرات تنظيم الدولة تعززت في الآونة الأخيرة. ولم يستبعد أوباما -في لقاء مع شبكة "إيه بي سي" الأميركية- توجيه ضربات عسكرية لدرء خطر التنظيم. وإلى جانب القتال الذي يخوضه التنظيم مع مسلحين من العشائر ضد الحكومة العراقية واتساع نطاق سيطرتهم في العراق، يشارك التنظيم أيضا في القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحتى ضد بعض الفصائل الإسلامية السورية المعارضة.