في اليمن، لا ماء ولا كهرباء ولا أمن، ولاهدوء، ولا خدمات، ولا شيء من أبسط مقومات الحياة متوفر لنا، والجماعة الحوثيينوالإصلاحيين متحملين البنادق في عمران، وهات يا خشوع مالوش حل. إنهم عاكفون فيمهمة قتل، كلٌّ منهما يقول بأنها من أجل الله. اللي يسمعهم سيعتقد بأن الله سبحانهوتعالى هو الحانب وهو الجاوع وهو اللي طافية عليه الكهرباء ومش قادر يتابع حتى مسلسلحلو في رمضان، وهو أيضاً الذي يخرج كل يوم يطوبر على دبة بترول، وهو اللي مافيشمعه كسوة العيد للجهال، وهو اللي عايش في ضنك، واحنا المواطنين الله يقلعنا عايشينفي رغد وجالسين "نحانك" العلي القدير.. هيييه معانا وأنت لأ؟!
سايبين بؤس الناس وحاجاتهم ومتاعبهمومظالمهم اليومية وجالسين يسوِّقوا حربهم العبثية تحت يافطات إله، يا زعم أنهمراعي لأبتهم، والَّا مراعي لأبو أي حد عشان يعينه على مواجهة شرور العباد.
ومنذ أوائل الشهر الكريم وعملية تعليبالشباب وشحنهم دينياً إلى موسم الحج في "عمران" تتم بوتيرة عالية من قبلالحوثيين والإصلاحيين، وكلا الطرفين متحملين البنادق وهات يا خشوع يقرح قريح.. كلطرف يقتل الآخر وحين تسأل أحدهم: على موه هذه الحشرة كله؟ يقولوا لك: من أجل شرعالله!!
المهمة مغرية، وعلى المستوى الشخصي أعرفشاباً فتياً وطهوراً، لديه طفل وحيد وزوجة فقيرة، طلقها وترك لها ابنه الوحيد، وأوائلهذا الشهر الفضيل التحق بمقاتلي الحوثيين في عمران. سألته: ما الفائدة من هذهالحرب يا أخي؟ رد عليَّ: نطبق شرع الله!؟
قلت له: شرع الله أوصى بالاعتناء بطفلكقبل أي شيء.. وتوفير احتياجاته جهاد عند الله عظيم، الله في طفلك، مش في هذا الاقتتال،ولا هو في ترك طفلك للعوز والفقر والمهانة وقساوة الحاجة إلى الناس.. ضاق من حديثيوغادر. الإخوان هم الآخرون يوهمون أمثال هؤلاء الشباب الطيبينبأنهم أصحاب صلاح، وبأن خطفهم من بين أسرهم وعائلاتهم هو جهاد في سبيل الله. وكلا الطرفين-للأسف- يظهران في مواصلة مهمتها اللئيمة كشياطين يسرقون طاقات الشباب ويهدرونها فيمواسم لئيمة، ولا تورث غير الكراهية والدمار والأحقاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.