رغم العلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين الشقيقة والولايات المتحدةالأمريكية وبخاصة في جانبها العسكري, حيث تستضيف المنامة أكبر حاملة طائرات عسكرية أمريكية في المنطقة ، ورغم صعوبة المقارنة بين مكانة وثقل البلدين في ميزان الاستراتيجية الدولية, إلا أن كل ذلك لم يمنع الأشقاء في مملكة البحرين من أن يكون قرارهم مستقلا, ألا يخضع لأية اعتبارات تتناقض ومعايير السيادة الوطنية. ما دعاني التطرق إلى هذه الجزئية وفي هذا الوقت تحديداً تلك الخطوة الشجاعة, حيث أعطت المنامة مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون حقوق الانسان ( الذي يزور البحرين منذ أيام ) صفة شخص غير مرغوب فيه على أرض المملكة. طبعا, ثمة اعتبارات يمكن سياغتها في إطار التبرير لوجهات النظر المتباينة إزاء هذه الأزمة الدبلوماسية بين العاصمتين الحليفتين, لكن الحقيقة التي ينبغي أن تقال في هذا الشأن وفي غيره أهمية وضرورة احتكام الدبلوماسية الأمريكية إلى الأعراف والتقاليد المتعارف عليها دولياً والتي تفضي إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر مهما كانت طبيعة هذه العلاقات الثنائية.ولاشك بأن ما لاتخذه البحرين الشقيق في هذا الأمر, يمكن أن تتخذه أية دولة تتعرض سيادتها للإنتقاص أو سلامة أمنها الداخلي للتدخل الخارجي, غير أن الفارق بين هذا القرار الذي اتخذته الدبلوماسية البحرينية وعلى هذا النحو من الشجاعة والاستقلالية.. هو القرار الذي لم تتخذه دول أخرى أكبر شأناً وأرفع مقاما! وتزداد أهمية هذا القرار في ظروف استثنائية يعيشها البحرين, حيث أن قيادة هذا البلد الشقيق الذي يتعرض لمؤامرة خطيرة تستهدف سلخه عن بيئته وتكوينه العروبي, إذ تمكنت هذه القيادة وبشجاعة ودون مواربة أن ترفع صوتها عاليا في احتجاج على تلك التدخلات حتى وإن جاءت من (العم سام) وهي مقاربة تستحق الإشادة والتثمين وبخاصة في زمن بات فيه الجميع تحت الوصاية الأمريكية.. لا ينبسون ببنت شفة! برافو مملكة البحرين.