كشفت نتائج أولية عن أن الجمهوريين في طريقهم للفوز بسلسلة من السباقات المبكرة مع إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي أمس الثلاثاء، ما يرجح توجيه ضربة قوية إلى الديمقراطيين بزعامة الرئيس باراك أوباما. ويتنافس المرشحون على جميع مقاعد مجلس النواب (435 مقعدا) وعلى 37 مقعدا من أصل 100 مقعد بمجلس الشيوخ وكذلك على مناصب حكام ولايات والكثير من المناصب المحلية الأخرى. وحصد الجمهوريون، الذين يحتاجون إلى عشرة مقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ، مقعدين من الديمقراطيين في ولايتي إنديانا وأركنسو وفقا للنتائج الأولية، كما حصل الحزب الجمهوري أيضا على مقاعد في فلوريدا وكنتاكي وهما فوزان مبكران لحركة (حفل الشاي) التي أنعشت القاعدة المحافظة. إلا أن الديمقراطيين نجحوا في الاحتفاظ ببعض مقاعد مجلس الشيوخ الهامة التي قد تنتهي بسيطرتهم على المجلس الأعلى في الكونغرس وإن كان بأغلبية بسيطة للغاية. ويتوقع أن يهزم حاكم ويست فرجينيا الحالي جو مانشين قطب الأعمال الجمهوري جون ريس في سباق محتدم. وأعلن فوز كريس كونز في ولاية ديلاوير وهزم المرشحة التي تحظى بدعم من حركة حفل الشاي كريستين أودونيل، وفاز بالمقعد الذي كان يشغله من قبل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وحصل الديمقراطيون على مقعد ولاية كونيكتيكوت حيث هزم ريتشارد بلومنتال المرشحة ليندا ماكماهون. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن من شبه المؤكد فوز الجمهوريين بأكثر من 39 مقعدا وهو العدد الذي يكفل لهم تحقيق الأغلبية في مجلس النواب، بفضل تأييد الناخبين المستقلين الذين أتوا بأوباما إلى منصبه قبل عامين. وأظهرت استطلاعات خروج أولية أن الاقتصاد الأمريكي، الذي لا يزال بطيئا، كان الهم الأكبر لنسبة 62% من الناخبين طبقا لمعهد جون زغبي، مع غضب عدد كبير من خطط الإنفاق الضخمة لأوباما وعدم قدرته على إنعاش سوق العمل حيث ظلت البطالة عند مستوى 9,6%. وقالت سوزان الين، وهي ناخبة في الستينيات من العمر، بينما كانت تدلي بصوتها إن أوباما لم يكن لديه أي استراتيجية. إنها خيبة أمل كبيرة. وفي محاولة أخيرة للحصول على الأصوات، أجرى أوباما سلسلة من المقابلات الإذاعية مع شخصيات شهيرة مثل ريان سيكريست، مقدم برنامج (أمريكان أيدول). وقال أوباما في برنامج سيكريست: أريد من كل شخص أن يتذكر أنك لن تستطيع تشكيل مستقبلك ما لم تشارك.. يجب أن تخرج وتدلي بصوتك. ومع احتدام التنافس وإجراء الاقتراع في ست مناطق زمنية مختلفة في سائر أرجاء الولاياتالمتحدة، يتوقع أن تستغرق عملية فرز الأصوات وقتا طويلا من الليل حتى تعلن النتائج الأولية. ويتوقع الكثيرون ، مع سيطرة الجمهوريين على الكونجرس إضافة إلى الموقف غير المتهاون من جانب حركة حفل الشاي بشأن معظم القضايا السياسية، أن أوباما ستكبل يداه تشريعيا خلال العامين المتبقيين له في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية في 2012. وأظهرت استطلاعات الرأي عدم رضا كبير من السياسيين الحاليين من كلا الحزبين.