عاد الحزب الجمهورى الأمريكى إلى السلطة مجددًا فى مجلس النواب بعد عامين على هزيمته فى انتخابات الرئاسة، التى فاز فيها الرئيس باراك أوباما، الأمر الذى قد يدفعه إلى التعايش معالجمهوريين الذين سيعرقلون مشاريعه، بعدما منى بهزيمة رمزية أمس الثلاثاء إثر فوز الجمهورى مارك كيرك بمقعده فى مجلس الشيوخ فى ولاية ايلينوى. وتؤكد النتائج الأولى ما تحدثت عنه استطلاعات الرأى الأخيرة منذ أسابيع، أى هزيمة سياسية خطيرة للديمقراطيين سببها الرئيسى الاقتصاد الذى يواجه صعوبة فى الانتعاش ومعدل بطالة مرتفع. وحقق الجمهوريون فوزًا تاريخيًا بانتزاعهم ستين مقعدًا على الأقل فى مجلس النواب، حسب التقديرات الأولية، أى أكثر بكثير من 39 مقعدًا كانوا يحتاجون إليها ليصبحوا أغلبية من جديد، ومع إعلان النتائج الأولية، دعا الجمهورى جون بونر، الذى سيصبح على الأرجح رئيسًا لمجلس النواب "نأمل أن يحترم الرئيس أوباما إرادة الشعب ويغير توجهاته ويتعهد بتحقيق التغييرات التى يريدها" الأمريكيون. وبذلك، سيجبر الجمهوريون الذين عارضوا باستمرار برنامج أوباما للإصلاح فى السنتين الأخيرتين الرئيس على وضع ملفات الطاقة والتغيرات المناخية والهجرة والتعليم جانبًا.
ومن المفترض أن ينتخب بونر (60 عامًا) فى يناير رئيسًا لمجلس النواب خلفا للديمقراطية نانسى بيلوسى التى دافعت بشراسة عن برنامج أوباما. وفى مجلس الشيوخ، كان يفترض أن يحصل الجمهوريون على عشرة مقاعد إضافية لانتزاع الأغلبية من الديمقراطيين، إلا أنهم أخفقوا فى تحقيق هذا الهدف بسبب انتصارات كبيرة حققها الديمقراطيون فى فرجينيا الغربية (شرق) بفضل جو مانشين وفى كاليفورنيا (غرب) وخصوصا فى نيفادا، حيث تمكن زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ المنتهية ولايته هارى ريد من الاحتفاظ بمقعده. كما فاز الجمهورى ماركو روبيو مرشح حزب الشاى المحافظ بمقعد ولاية فلوريدا فى مجلس الشيوخ بعد تغلبه على منافسيه الديمقراطى كندريك ميك والمستقل تشارلى كريست، فيما تغلب الديمقراطى كريس كونز على مرشحة "حزب الشاى" كريستين اودونيل أمس، حيث تمكن من الاحتفاظ بمقعد ديلاوير فى مجلس الشيوخ الذى كان يشغله فى السابق نائب الرئيس جو بايدن. وروبيو هو ثانى مرشح لحزب الشاى يفوز بمقعد فى مجلس الشيوخ مع راند بول الذى انتخب فى كنتاكى (وسط الشرق). وروبيو الكوبى الأصل يعد من النجوم الصاعدة فى السياسة الأمريكية، لكنه لا يتمتع بدعم كل المتحدرين من أمريكا اللاتينية الذين يشكلون 15%من ناخبى فلوريدا بسبب تطرفه فى مسألة الهجرة. وتمكن الجمهوريون كذلك من انتزاع مقعد ثان فى مجلس الشيوخ من الديمقراطيين بعد أن تغلب مرشحهم جون بوزمان الثلاثاء على السناتور الديمقراطية بلانش لينكولن فى ولاية اركنساو. من جهته، أعلن البيت الأبيض أن أوباما أكد للقادة الجمهوريين أنه يأمل فى التوصل إلى أرضية للتفاهم معهم بعد فوزهم، لافتًا فى بيان إلى أن أوباما أكد لببونر وميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس الشيوخ أنه ينتظر بفارغ الصبر العمل معهما ومع الجمهوريين "للتوصل إلى أرضية تفاهم ودفع البلاد قدما".