أحرزت حركة الشاي المحافظة عدة انتصارات خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأمريكي، وذلك قُبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستُجرى في منتصف شهر نوفمبر المقبل. فقد تغلبت مرشحة الحركة في ولاية ديلاوير، كريستين أودونيل، على المرشح الجمهوري، مايك كاسل، والذي ظل ممثلا للولاية في الكونغرس طيلة الأعوام الثمانية عشرة الماضية. وكانت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي عن الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2008، سارة بيلين، قد زكت ترشيح أودونيل، وهي مستشارة معروفة في مجال التسويق. وفي أول تعليق لها ُعقب فوزها بالترشيح، خاطبت أودونيل أنصارها، الذين تجمعوا للاحتفال بفوزها، قائلة "إن قضيتي هي استعادة أمريكا. لقد قال أهل ديلاوير كلمتهم، فلا مجال بعد الآن لسياسة تسير فيها الأمور كالمعتاد." كما فاز أيضا مرشح عن الحركة في السباق لخوض منصب عمدة نيويورك. ويرى المراقبون أن هذه الحركة، التي سطع نجمها العام الماضي وتفضل سياسة التخفيضات في الضرائب والإنفاق العام، ربما تفجر مفاجأة أخرى في ولاية نيوهامبشير، كما يشيرون إلى أن للحركة تأثيراً قوياً على اختيارات الجمهوريين وانتقائهم لمرشحيهم الذين سيخوضون غمار انتخابات التجديد النصفي المقبلة، وبالتالي فهي تمثل تحديا خطيرا وحقيقيا لمؤسسة الحزب. ويجري التصويت في الانتخابات التمهيدية في سبع ولايات أمريكية وفي واشنطن دي سي، حيث يختار الحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي، مرشحيهم لخوض سباق انتخابات التجديد النصفي المقبلة. وتعد الانتخابات التمهيدية التي تسبق الانتخابات النصفية مؤشرا على مواقف الناخبين وعلى قوة الأحزاب المتنافسة. ويأمل الجمهوريون أن يستفيدوا من غضب الناخبين حيال وضع الاقتصاد الأمريكي، إذ يسعون إلى الفوز بالأغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ. يُشار إلى أن مرشحين مدعومين من حركة "الشاي" كانوا قد فازوا أيضا في وقت سابق بترشيح الحزب في كل من ولايات نيفادا وكولولاردو وكنتاكي وألاسكا. وتستوحي هذه الحركة اسمها من الجذور التأسيسية للولايات المتحدة، التي واجه مواطنوها بريطانيا بعدما رفض سكان شمال أمريكا وخاصة بوسطن عام 1773 دفع الضرائب التي فرضتها لندن عليهم في سلعة الشاي، وكانت انطلاقة شرارة الاستقلال عن التاج البريطاني. ( وكالات )