أعلنت السلطات الإماراتية السبت أنها لا تملك أي أدلة تدعم فرضية حصول تفجير أدى إلى تحطم طائرة شحن تابعة لشركة البريد الأميركية "يو بي اس" في مطلع سبتمبر/أيلول في دبي، لكنها ذكرت أنها ستجري تحقيقا حول ادعاءات تنظيم القاعدة بمسؤوليته عن الحادث. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات العربية المتحدة في بيان أن "التحقيقات التي أجريت والتفاصيل المأخوذة من موقع حطام طائرة الشحن الأميركية يو بي اس التي تحطمت في سبتمبر/أيلول 2010 بما في ذلك إفادات شهود العيان لحظة سقوط الطائرة لم تثبت وقوع انفجار على متنها".
وأضافت الهيئة أن "التحقيقات التي تمت بشأن الحادث بعد استعادة المعلومات بالكامل الموجودة في الصندوقين الأسودين تظهر انه لا توجد أدلة صوتية أو بيانية أو أية مؤشرات تدعم فرضية وقوع انفجار في الطائرة".
غير أن الهيئة أضافت في البيان الذي نقلته وكالة أنباء الإمارات أن "هذا لا يعني انه لن يتم اخذ الادعاء حول وقوع انفجار على محمل الجد" مؤكدة أنها "تحقق في هذا الادعاء".
القاعدة ادعت مسؤوليتها عن التفجير
وأعلن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الجمعة انه قام بتفجير الطائرة التابعة لشركة يو بي اس في 3 سبتمبر/أيلول، معلنا أيضا مسؤوليته عن إرسال الطردين المفخخين الذين ضبطا مؤخرا في بريطانيا ودبي وكانا موجهين إلى مركز عبادة يهودي في شيكاغو.
وكانت طائرة الشحن تحطمت قرب قاعدة عسكرية إماراتية في منطقة صحراوية قريبة من مطار دبي، ما أسفر عن مقتل طاقمها المكون من فردين.
وسبق أن أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في 31 أكتوبر/تشرين الأول أن تحطم الطائرة لم ينجم عن انفجار وانه لم يتم العثور على أي اثر لمتفجرات بين حطام الطائرة. وفي تقاريرها حول أسباب الحادث، ذكرت الهيئة أن قمرة قيادة البوينغ امتلأت بالدخان بعد اندلاع حريق في حمولتها وان الطائرة لم تتمكن من الحفاظ على ارتفاعها ثم تحطمت.
20 خبيرا يحققون في ظروف الحادث
ويجري فريق من 20 خبيرا بينهم مندوبون عن الهيئة الوطنية الأميركية لسلامة النقل، تحقيقا حول ظروف الحادث.
وقال خبير طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية إن "السلطات الإماراتية ستقوم على الأرجح مرة جديدة بتحليل بقايا الطائرة بحثا عن أثار لمادة البنتريت".
والبنتريت مادة شديدة الانفجار عثر عليها الأسبوع الماضي في الطرد المفخخ الذي ضبط في دبي وكان قادما من اليمن.
وكانت المادة المتفجرة نفسها استخدمت في محاولة التفجير الفاشلة الذي نفذها يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي شاب نيجيري على متن طائرة أميركية خلال رحلة بين امستردام وديترويت. وقد تبنى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب هذه المحاولة.
من جانبه، شكك خبير الشؤون الإستراتيجية ابراهيم خياط في إمكانية ان يكون تحطم الطائرة الأميركية في دبي ناجما عن هجوم. وقال في هذا السياق "ان ادعاء تفجير الطائرة محاولة رخيصة من هواة ... يريدون تحقيق بطولات وهمية" مشيرا الى ان القاعدة تحاول ان تنسب لها "عملية ناجحة" بعد فشل محاولاتها. وتساءل خياط "لماذا لم يتم تبني العملية بعد سقوط الطائرة؟".
وجاء في بيان التبني الذي وزعه تنظيم القاعدة الجمعة " لقد وفقنا الله لإسقاط طائرة تابعة لشركة يو بي اس الأميركية ... بعد إقلاعها من مطار دبي الدولي ... لكن لان اعلام العدو لم ينسب العمل إلينا فقد تكتمنا على العملية حتى نعاود الكرة، وقد فعلنا ذلك هذه المرة بعبوتين احداهما مرسلة عبر شركة يو بي اس والأخرى عبر شركة فيداكس الأميركيتين".
واعلنت واشنطن الثلاثاء ان تنظيم القاعدة اجرى في سبتمبر/ايلول تجربة لارسال طرود الى شيكاغو ضبطتها السلطات الاميركية.
ولعبت معلومات استخبارية سعودية دورا حاسما في ضبط الطردين المفخخين في الامارات وبريطانيا، وقد اشادت واشنطن بالدور السعودي في هذا المجال.