ذكر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته التي تصدر الثلاثاء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان مستعداً للإعلان عن دعم اقتراح سلام طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قبل أن يؤدي إقصاء الأخير عن رئاسة الوزراء إلى القضاء على الصفقة. وأشارت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية إلى أن بوش كتب في المذكرات التي تحمل عنوان (نقاط القرار) أن الاقتراح كان سيتضمن تسليم غالبية كبرى من أراضي الضفة الغربية إلى الفلسطينيين، وبناء نفق لربط الضفة بقطاع غزة ما يسمح بعودة (عدد محدود) من اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، وتحويل القدس إلى عاصمة مشتركة وتسليم إدارة الأراضي المقدسة إلى لجنة من الزعماء غير السياسيين. وكتب بوش في الكتاب الذي يقع في 497 صفحة "ابتكرنا عملية لتحويل عرض أولمرت الخاص إلى اتفاق علني، بحيث يسافر أولمرت إلى واشنطن لتسليم اقتراحه، ويعلن عباس أن الخطة تنسجم مع مصالح الفلسطينيين، وكنت سأدعو الزعيمين لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة". إلاّ أن بوش أشار بعدها إلى أن أولمرت أجبر على التخلي عن رئاسة الوزراء بسبب اتهامات بالفساد وعباس لم يكن يرغب في عقد اتفاق مع رئيس وزراء في طريقه للخروج من الحكومة. وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يبصر النور، إلاّ أن الرئيس السابق كتب انه في الوقت الذي شعر بخيبة الأمل، كان سعيداً بالتقدّم الذي تم إحرازه. ويكشف بوش في مذكراته أن والدته وصفته بأنه (أول رئيس يهودي)، بعد خطابه الشهير عام 2002 الذي دعا فيه لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية في ظل قيادة جديدة غير قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقال بوش: بعيد الخطاب اتصلت أمي وسألت "كيف حال أول رئيس يهودي؟ انتابني شعور مضحك بأنها لا تؤيد سياستي. وهذا يعني أن والدي (الرئيس الأسبق جورج هيربرت بوش) ربما أيضاً يشاطرها الرأي ذاته".
إلاّ انه يقول انه ضحك لملاحظتها البارعة رغم علمه أن موقفه يلقى معارضة من نائبه ووزيري الدفاع والخارجية.
ويكتب بوش بشكل إيجابي عن أهمية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ومخاوف الدول العبرية المبررة على أمنها.
ولا ينفي بوش حصول اختلافات في الرأي مع إسرائيل خلال ولايتيه بينها حول تعامل أولمرت مع الحرب على لبنان عام 2006، وقال "للأسف أساءوا التعامل مع هذه الفرصة".