أطلق المجلس العسكري الحاكم في ميانمار السبت سراح زعيمة المعارضة، اونغ سان سو كي، التي كانت قيد الاقامة الجبرية في منزلها، وسط صيحات الفرح والتهليل من قبل أنصارها. وأعلن مسؤول بورمي طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس الافراج عن أونغ سان سو تشي التي ظهرت بعيد ذلك أمام سياج منزلها. وقبل ذلك بقليل وصل مسؤولون رسميون الى منزلها في شارع الجامعة في الساعة 17,00 (10,30 تغ) حيث تلوا عليها أمر النظام العسكري الافراج عنها في آخر يوم من حكم الاقامة الجبرية 18 شهرا. وأعلن مسؤول طالبا عدم كشف هويته أنها الآن حرة. وأفاد مراسل فرانس برس أن نحو الفي شخص تجمعوا قرب منزل الحائزة جائزة نوبل للسلام المحرومة من التنقل بحرية منذ ايار/ مايو 2003. وغنى أنصارها الذين انتظر بعضهم كل يوم الجمعة على أمل مشاهدة بطلتهم وصفقوا بشدة في أجواء من الفرح الصاخب. وما أن أزيلت الحواجز حتى سارعت الحشود إلى منزل اونغ سان سو تشي القديم المتداعي، على ما أفاد مراسل فرانس برس. وأمضت ابنة الجنرال اونغ سان بطل استقلال بورما، حوالى 15 من الأعوام ال21 الأخيرة محرومة من حريتها، حيث كان النظام العسكري الحاكم دائما يجد مبرر لحبسها بعد كل افراج عنها. ولم تتمكن من التنقل بحرية منذ ايار/ مايو 2003.
وتجمع ألف من أنصارها بعد ظهر السبت قرب منزلها في شارع الجامعة على ما أفاد مراسل فرانس برس بينما تحاول الشرطة احتواء الحشود المجتمعة أمام الحواجز التي تقطع الطريق منذ سنوات.
وبلغ عددهم نحو 700 أمام مقر حزبها الرابطة الوطنية للديمقراطية وحمل بعضهم قمصانا رسمت عليه صورتها مع شعار يقول (منتصبون مع اونغ سان سو تشي).
وقال الشاب هتين وين العضو في الرابطة "اتوقع الافراج عنها لكنني لست متحققا تماما من ذلك لان الحكومة عسكرية".
ولم تكن السلطات قد حددت ساعة الافراج عنها ولا برنامج الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي تبلغ من العمر 65 سنة.
وكانت الأسرة الدولية بما فيها دول من رابطة جنوب شرق آسيا (اسيان) التي تنتمي اليها بورما، طالبت بالحاح باطلاق سراح المعارضة منذ اعادة وضعها قيد الاقامة الجبرية.
وقد انتقدت الدول الغربية بشدة رفض السلطات العسكرية الافراج عنها قبل الانتخابات التي جرت الاحد الماضي وكانت الاولى منذ عشرين عاما وفاز فيها احد الحزبين المواليين للنظام العسكري بنحو 80% من المقاعد قبل الاعلان عن النتائج الرسمية.
وبإبقائها قيد الاقامة الجبرية خلال الحملة الانتخابية، ضمن الجنرال ثان شوي الرجل القوي في النظام العسكري، اقصى عدوته اللدودة عن الاقتراع بعد الهزيمة التي مني بها في 1990.
وقد حققت سو تشي والرابطة حينها فوزا كبيرا في الانتخابات لكن النظام العسكري رفض الاعتراف بتلك النتائج بينما كانت المعارضة دائما تستند الى تلك النتيجة لتبيرير شرعيتها كاكبر معارضة للنظام العسكري. لكن رغم أن أنصارها ما زالوا يرون فيها أمل الديمقراطية الوحيد في بلد يحكمه العسكريون منذ نصف قرن، بات موقفها اليوم أضعف.
وقاطعت الرابطة الاقتراع الاخير فامر النظام العسكري بحلها فاتحا المجال امام انقسام المعارضة الديمقراطية حتى ان بعض قيادييها انسحبوا من الرابطة لتاسيس القوى الديموقراطية الوطنية من اجل المشاركة في الاقتراع تحت لواء جديد.
وسيتعين على اونغ سان سو تشي أن تكتشف بلادها التي تغيرت مجددا بعد أن حرمت منه. ولم تلتق ابنيها اللذين يعيشان في بريطانيا منذ عشر سنوات حيث انها عدلت عن التوجه الى ذلك البلد في 1999 لتبقى قرب زوجها المريض، خوفا من الا تتمكن من العودة إلى بورما.