كشفت برقية مسربة عن موقع "ويكيليكس" مصدرها السفارة الأمريكيةبالإمارات أن الرجل الثاني بإمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتوقع نشوب حرب بالمنطقة بسبب إيران. وذكرت البرقية التي نشرتها يومية "جارديان" البريطانية اليوم الأربعاء أن اجتماعاً عُقد يوم 9 فبراير من العام الجاري بين قائد أركان القوات الأمريكية المشتركة الجنرال مايك مولن وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي يتولى حقيبة الدفاع بالحكومة الإماراتية.
وقال السفير الأمريكي بأبو ظبي ريتشارد أولسون, في البرقية التي أرسلها إلى وزارة الخارجية الأمريكية,: "إن القيادة الإماراتية ترى في إيران التهديد الخارجي الأكبر ذا الطابع الوجودي"، مضيفاً أن "الإمارات مثلها مثل المجتمع الدولي تجد أن فكرة إيران حائزة على سلاح نووي غير مقبولة وهي ستقود إلى سباق تسلح بالشرق الأوسط". وأكد أولسون أن محمد بن زايد يرى أن موضوع الحرب مسألة وقت, مشيراً إلى أنه تم تقديم توضيحات لهيئة أركانه وشروحات مختلفة لأسباب التأخير في توريد الأسلحة لكنه لم يقتنع بأننا نتجاوب مع مخاوفه واعتبارها أولوية بالنسبة إلينا.
وقال السفير الأمريكي في برقيته: "إن رسالة بن زايد للأمريكيين خلال زيارته في سبتمبر الماضي إلى واشنطن تتصل بالحاجة إلى مزيد من التنسيق لمواجهة التطورات المفاجئة التي قد تأتي من طهران".
وأضاف أن بن زايد يريد مزيدا من العمل من طرف مخططي القيادة الأمريكية الوسطى للتصدي لهذه المخاوف، لكنه يرى أن واردات الأسلحة الأمريكية ما زالت بطيئة وهو يخشى عدم توافر المعدات التي ستمكنه من الدفاع عن شعبه إذا اندلعت حرب مع إيران.
وأعرب محمد بن زايد -وفق البرقية- عن تحفظه على إمكانية قبول إيران النصح كي تنهي برنامجها لإنتاج الأسلحة النووية، وتحفظه كذلك من إمكانية لجوء المجتمع الدولي إلى عقوبات رادعة لإيران.
وفي سياق منفصل, كشفت البرقية عن دور الإمارات في تقديم الدعم المالي للقوات الغربية المحتلةأفغانستان وتعهدها بتقديم ثلاثمائة مليون دولار لصندوق إعادة إعمار أفغانستان خلال مؤتمر لندن.
وقال السفير الأمريكي في برقيته: "إن الإمارات مارست دورا رائدا في مساعدة باكستان وأمدتها بنحو ثمانمائة مليون دولار خلال السنوات الماضية، وإن أسرة آل نهيان ترتبط بصداقة مع رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو وهي تقدم الدعم لزوجها آصف علي زرداري".