يعقد حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) اجتماعات مكثفة لأخذ ما يسميها (التدابير اللازمة) تجاه ما ذهبت إليه الأحداث في عمران وسقوط معاقله هناك لصالح جماعة الحوثي، بعد حرب استمرت 6 أشهر على جولتين، الأولى في مناطق حاشدن والثانية في مدينة عمران، استخدم فيها الطرفان السلاح السيادي (دبابات، راجمات صواريخ، مدافع). وتحدَّث مراقبون عن وجود خلافات ليست بالهينة داخل حزب الإصلاح، مشيرين إلى أن هناك موقفين متناقضين، الأول ويمثله رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي، والذي هدد بقدوم (دواعش)، في إشارة إلى تحول حزبه إلى جماعات مسلحة إرهابية، كما وصف الحوثيون بالدواعش.. ويمثل الطرف الآخر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، زيد الشامي، والذي دعا إلى التقارب مع حزب المؤتمر الشعبي العام، مستنكراً ضمنياً ورود مصطلح (داعش) في تصريح اليدومي. غير أن عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، الشيخ حمود الذارحي، أرجع تلك الاجتماعات للبحث في الكيفيات اللازمة لضمان الجمهورية. وقال في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن الإصلاح مؤسسات وليس أفراداً، ولكل واحد في الإصلاح أن يعبِّر عن وجهة نظره، ولكن في الأخير القرار والموقف المعبِّر عن الحزب هو ما يصدر عن المؤسسات القيادية (الهيئة العليا، مجلس الشورى، الأمانة العامة). وأشار إلى أن حزبه يواصل عقد اجتماعاته، وكذلك الحال في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك، لأخذ التدابير اللازمة للحفاظ على الجمهورية والديمقراطية، وضمان تنفيذ مخرجات الحوار. وأضاف: الناس مش ساكتين على ما حصل ويحصل، ونريد من الأخ رئيس الجمهورية أن يمارس صلاحياته ويستفيد من الإجماع الإقليمي والدولي حوله لبسط سيطرة الدولة على كل شبر، وتنفيذ مخرجات الحوار، ونزع السلاح الثقيل من الجماعات المسلحة. وأيَّد الذارحي الدعوات الصادرة من بعض كوادر حزبه للتقارب مع المؤتمر الشعبي العام، وقال إنه ليس لدى الإصلاح مانع من التقارب مع المؤتمر الشعبي العام وكل القوى الوطنية الحريصة على الجمهورية والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وبرَّأ الذارحي الحزب الاشتراكي من الاتهامات الموجهة إليه بخصوص عمران، معتبراً ما نُشر بهذا الخصوص (تخرُّصات) تهدف إلى إحداث أزمة داخل اللقاء المشترك. وكانت وسائل إعلام الطرفين الشريكين (الإصلاح والاشتراكي) تبادلت الاتهامات. وفي رده على سؤال الصحيفة حول ما نُشر في وسائل إعلام مقربة من حزبه، أمس، عن تأجيل دفن جثمان العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع، الذي قُتل، الثلاثاء 8 يوليو الجاري، عند اقتحام الحوثيين مقر اللواء وتم إيداع الجثة، أمس، ثلاجة المستشفى العسكري بصنعاء.. قال الذارحي: هذه تفاصيل، لكن الأهم أنه لا بد أن يشكِّل الرئيس هادي لجنة تحقيق مع كل الأطراف التي تساهلت أو تغاضت أو ساهمت في اقتحام اللواء 310 مدرع، سواء من قيادات الدولة أو غيرهم.. مختتماً تصريحه بالقول: "القشيبي بطل الأمة، واجه الأمور وفياً لقسمه، واستشهد مقبلاً غير مدبر، والعار على من اغتاله أو تواطأ".