التاسعة، يخفق مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 ماي الماضي. وأجل رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه الجلسة إلى 12 غشت بسبب عدم اكتمال النصاب المتمثل في ثلثي النواب البالغ عددهم 128 نائبا. وقد تكرر هذا المشهد منذ أن تحول مجلس النواب في 15 ماي المنصرم إلى هيئة ناخبة يحظر عليها القيام بأي نشاط، ما عدا انتخاب رئيس للجمهورية. وتوقع عدد من المراقبين حصول هذا المشهد وعدم اكتمال النصاب مرة أخرى بسبب انقسام المجلس، خاصة كتل أكبر الفرق السياسية، فريق (14 آذار/مارس) الذي يتزعمه "تيار المستقبل" و(8 آذار /مارس) وعلى رأسها "حزب الله". وبموجب الدستور اللبناني "ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى التي انعقدت في 23 أبريل الماضي، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي". وكان التنافس على منصب الرئاسة قد انحصر قبل انتهاء ولاية سليمان على رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، وهو مرشح قوى 14 آذار، والنائب هنري حلو (وسطي)، بينما لم يقدم 8 آذار أي مرشح. وتابعت وسائل الإعلام هذا المسلسل بكثير من الاهتمام، إذ أشارت (السفير) إلى أن "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الستين على التوالي، شهران انقضيا حتى الآن على الشغور الرئاسي، وليس في الأجواء ما يبشر بإمكان إنهائه قريبا". وفي ذات السياق، علقت (الأخبار) أن هذه الجلسة "تؤكد المؤكد... الرئاسة في إجازة"، كما اعتبرت (اللواء) أنها ستبقي الوضع على ما هو عليه في "ثلاجة الانتظار سواء أكان لبلورة اتفاق ما على الساحة الداخلية بين الفرقاء المتنازعين، أو التفتيش عن ضوء أخضر ما من المؤكد أنه بعيد المنال حتى الساعة، أمام انشغال المنطقة ودول القرار بما يجري في سوريا والعراق وآخرها غزة، بما يضع لبنان على رف التأجيل". وفي ظل هذا الوضع، فإن الدستور اللبناني ينص، في حال حصول الشغور في سدة الرئاسة ل"أي علة كانت" على أن صلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بمجلس الوزراء"، لهذا فإن الحكومة التي يرأسها تمام سلام، التي تشكلت بدورها في 15 فبراير الماضي بعد أزيد من 10 أشهر من المد والجزر بين الفرقاء، هي التي تتولى، مجتمعة (مجلس الوزراء) صلاحيات الرئاسة إلى حين. وقد ارتفعت وتيرة النداءات الداعية إلى الاستعجال بانتخاب رئيس جديد للبلاد تفاديا لتداعيات قد تكون نتائجها وخيمة على لبنان، الذي يواجه تحديات أعقدها تلك المتعلقة بالحرب الدائرة بسورية وتدفق أعداد هائلة من النازحين السوريين تجاوزت المليون نازح بكثير، والوضع الأمني بالعراق بعد توغل (داعش) وتخوفات السلطات اللبنانية من دخول هذا التنظيم إلى البلد، خاصة بعد التفجيرات التي استهدفت مؤخرا عددا من مناطقه ومنها العاصمة بيروت.